منع التلاعب وتداخل المهام.. سلطة حضرموت في مهمة ترتيب منفذ الوديعة الحدودي

السياسية - Sunday 07 May 2023 الساعة 08:13 am
حضرموت، نيوزيمن، خاص:

على مدى السنوات الماضية، تصاعدت الاتهامات بشأن التلاعب في إيرادات ميناء الوديعة في مديرية العبر بمحافظة حضرموت، جراء تداخل الأجهزة الأمنية التي تشرف على هذا المنفذ الحدودي مع المملكة العربية السعودية.

فمع اندلاع الحرب العبثية التي تقودها الميليشيات الحوثية، ذراع إيران في اليمن، عام 2015، تحول منفذ الوديعة الذي كان قبل الحرب مخصصا فقط لنقل البضائع التجارية بين اليمن والسعودية، إلى ميناء رئيسي لحركة تنقل المواطنين والمسافرين ونقطة عبور حيوية للبضائع والسلع.

الكثير من التصريحات والتي أطلقت من كثير من النشطاء والقيادات المحلية والحكومية حول حقيقة ما يجري في المنفذ من تلاعب في الإيرادات وتداخل للأجهزة الأمنية والعسكرية التي تتصارع من أجل الاستحواذ على مهام تأمين المنفذ والسيطرة على الأموال التي يتم جمعها من المواطنين ومركبات الشحن التجارية المارة عبر المنفذ.

إيرادات ضخمة.. وفساد خفي

بحسب التقارير الرسمية وتصريحات لإدارة المنفذ، بلغت الإيرادات الجمركية بميناء الوديعة البري في حضرموت للعام 2014، نحو ستة مليارات وخمسمائة مليون ريال يمني، أي قبل الحرب التي أشعلتها الميليشيات الحوثية في البلد 2015. وبعد عام واحد من الحرب ارتفعت إيرادات المنفذ بشكل قياسي لتصل إلى نحو 30 ملياراً في العام 2016.

الأرقام المعلنة بشأن الإيرادات ليست دقيقة، خصوصا وأن هناك تقارير حقوقية رصدت عمليات جباية ونهب للمسافرين والتجار الذين يمرون عبر هذا المنفذ خلال السنوات الماضية. وهو ما يكشف حالة فساد كبيرة يعيشه الميناء البري الذي أصبح الشريان الوحيد بين اليمن والسعودية.

نشطاء وصحافيون كشفوا عن عمليات جباية وإتاوات يتم إجبار المسافرين والمغتربين وسائقي شاحنات البضائع على دفعها من أجل المرور دون أن تكون لهذه المبالغ أية سندات رسمية أو قانونية. وبعض هذه الإتاوات تذهب لصالح قيادات ميدانية تدير أجهزة أمنية وعسكرية مرابطة في المنفذ أو مديرية العبر الحدودية في محافظة حضرموت.

وأكد التقرير الذي نشره إعلاميون وحقوقيون يمنيون في وقت سابق، تقاضي القائمين على الجمارك والتصاريح وتراخيص العبور في منفذ الوديعة مبالغ مالية من كل المارين من وإلى السعودية وبدون سندات رسمية وخارج الرسوم القانونية، فضلاً عن ما تفرضه النقاط العسكرية والأمنية المنتشرة على طول خط الوديعة -العبر، خصوصا على الشاحنات المحملة بالبضائع والسلع.

تحرك جديد

مطلع مايو 2023، جدد محافظ حضرموت، مبخوت بن ماضي، التأكيد أن هناك تداخلات كبيرة في مهام الأجهزة الأمنية والعسكرية العاملة في منفذ الوديعة الحدودي، إلى جانب أن هناك إيرادات من المنفذ لا يتم توريدها إلى حسابات الدولة.

وبدأ محافظ حضرموت، تحركات جادة وبإسناد من قيادة تحالف دعم الشرعية بقيادة السعودية من أجل تصحيح وضع المنفذ، وإنهاء التداخل الكبير القائم بين الأجهزة الأمنية والعسكرية المتمركزة في المنفذ، إلى جانب توريد الإيرادات الضخمة التي يتم جمعها من ميناء الوديعة إلى وعاء الدولة.

وعقد محافظ حضرموت اجتماعاً موسعاً ضم مسؤولي المنفذ والجهات الأمنية العاملة، إلى جانب مسؤولين في السلطة المحلية وإدارة الأمن في وادي حضرموت وقيادة غرفتي تجارة وصناعة حضرموت بالساحل والوادي.

وكان الاجتماع بحضور رئيس هيئة الأركان العامة للجيش الوطني، الفريق ركن صغير حمود بن عزيز، وقائد قوات الدعم والإسناد للتحالف العربي بالداخل اليمني اللواء الركن سلطان بن عبدالله البقمي، ووكيل وزارة الداخلية اللواء ركن محمد بن عبود الشريف، ووكيل محافظة حضرموت لشؤون الوادي والصحراء عامر سعيد العامري.

ترتيب وضع المنفذ

وأكد محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، أن هذه الزيارة التفقدية لميناء منفذ الوديعة البري تأتي في سياق اهتمام قيادتي بلادنا والمملكة العربية السعودية الشقيقة بقيادة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي رئيس مجلس القيادة الرئاسي وخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وفي ظل متابعة قيادة السلطة المحلية بمحافظة حضرموت لترتيب وتنظيم العمل بالمنفذ.

وقال محافظ حضرموت: "حضرنا إلى منفذ الوديعة ومعنا الأشقاء في قيادة الدعم والإسناد بالمملكة العربية السعودية التي كانت ولا تزال الداعم الأساسي لبلادنا في كل الظروف والمنعطفات وذلك للاطلاع على المنفذ ومعالجة الصعوبات التي تحول دون تسهيل معاملات المواطنين، بوصفه الرئة الوحيدة للجمهورية اليمنية للعالم وشريان الحياة والمعبر الأساسي للمواطنين، وسيتم إقرار آلية للعمل والانضباط وتوحيد المهام الأمنية وتسهيل إجراءات المواطنين بالتنسيق مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية لتحسين أوضاع المنفذ وأن تصب إيرادات الدولة في وعاء الدولة، بعد أن جرت عملية تأمين طريق المنفذ من التقطع لما يشكله من نقطة مهمة للأمن الوطني لبلادنا والمملكة العربية السعودية الشقيقة".

دعم ومساندة التحالف

وأشاد قائد قوة الدعم والإسناد للتحالف العربى، اللواء الركن سلطان البقمي، بجهود ومتابعة محافظ حضرموت لتحسين أوضاع المنفذ، مؤكدًا مساندة هذه الجهود تنفيذًا لتوجيهات قيادة المملكة برفع المعاناة عن المواطنين بوصفه المنفذ الرابط والشريان المهم بين المملكة واليمن، مشيرًا إلى أن اللقاء يأتي لتدارك الإشكالات الأمنية وتطوير المنفذ، وسيتم اعتماد قرارات ملزمة للجميع لمنع أي تجاوزات بما يخدم المواطنين وعلى وجه الخصوص زوار الحرمين الشريفين حجاجًا ومعتمرين.