عدنيون يُسخرون فن "المانجا الياباني" لإيصال أفكار هادفة وتحسين وضعهم المعيشي

الجنوب - Saturday 04 February 2023 الساعة 09:10 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

استطاعت مواهب عدنية تسخير مهاراتها الفنية بعد أن فُتنت بالتنوع الكبير للرسوم المتحركة والثابتة (المانجا) في اليابان، لفتح مشاريع تدر دخلاً مقبولاً وسط الانهيار الاقتصادي الحاصل بسبب الحرب منذ أعوام، والاتجاه إلى مشاريع خاصة.

تاريخ فن الأنيمي

ظهرت صناعة "الأنيمي" وهي الرسوم المتحركة، والمانجا فن القصص المصورة، في أوائل عام 1900 عندما بدأ فنانو اليابان أمثال أوتن شيموكاوا في تجربة صناعة أفلام رسوم متحركة قصيرة. ولكن في ذلك الوقت، كان إنتاج الرسوم المتحركة مكلفاً، كما تغلبت أعمال شركة "ديزني" على اليابان.

وخلال الحرب العالمية الثانية، توسع هذا النوع من الفنون، وتصاعد نموه، حيث سجلت صناعة الأنيمي رقماً قياسياً جديداً في المبيعات في عام 2017 بلغ 2.15 تريليون ين ياباني، أي ما يعادل 19.8 مليار دولار، وذلك يرجع إلى الطلب من الخارج. إذ تضاعفت صادرات مسلسلات وأفلام الأنيمي ثلاثة أضعاف منذ عام 2014، وساعدت عمالقة البث مثل "Netflix" و"Amazon" في جزء من المبيعات وحتى الآن لم تظهر أي علامات على التباطؤ.

حلم الطفولة 

يقول محمد إبراهيم حسين، البالغ من العمر 36 عاماً، إنه تأثر بفن الانيمي منذ نعومة أظفاره، متمنياً ابتكار شخصياته الخاصة به والخيالية.

رغم عمل محمد كمعلم حاسوب، إلا أنه سخّر موهبته في الرسم لتحقيق حلم الطفولة ليحترف عمل الفري لانس بمجال الفنون، بتصميم الشخصيات والبكسل آرت والكونسبت والقصص المصورة.. 

محمد فكر في عمل المانجا في بداية ظهور الإنترنت وكان يرسم أعمالاً سريعة على الورق وينشرها على المنتديات، إلى أن تطور مستوى مهاراته ليشارك برسم قصص مصورة بدقة واحترافية عالية على المستوى المحلي والخارجي، رغم العواقب التي واجهها لتدني مستوى اليمن تكنولوجياً وأوضاع الكهرباء العائق الأكبر أمام الرسامين الرقميين. 

"هي ليست مجرد هواية، هو طموح وعمل بنفس الوقت، وتساعدك في وضعك المعيشي أكثر، وأتمنى المجال يتطور"، بهذه العبارة اختتم محمد حديثه لـ"نيوزيمن".

حب وشغف

أما الرسامة الحرة ندى علي العطري، 25 عاماً، أبهرتها الرسومات الرقمية لأعمال الانيمي وتناغم ألوانها ودقة تفاصيلها، الأمر الذي أدى بنهاية مطافها لاحترافها هذا المجال وتوصيل أفكار هادفة بنفس تقنية الرسم والأسلوب.

تقول ندى، إن انتشار الثقافة والوعي لمثل هذا النوع من الفن في عدن، أفضى بها إلى عرض موهبتها لتحظى بإعجاب وقبول كبير من الشباب والوسط العدني، ويعتبر الدخل من الرسم الرقمي إلى حد ما مقبولا.

وعن رسمها الحر أوضحت أنه "هواية وموهبة منذ الصغر، تستمتع في العمل بها لساعات طويلة بكل حب وشغف"، وهذا ما جعلها تستثمر موهبتها لتكون مصدر دخلها الرئيس والثابت.

من حب "ناروتو" إلى رسم المانجا

اشتهر باسم "ناروتو" بين أصدقائه وزملائه في قسم الهندسة المعمارية المستوى الثاني، الرسام صالح ياسر احترف مجال فن الأنيمي والقصص المصورة والمانجا بسبب عشقه لشخصية ناروتو ودراجون بول..

كغيره من الأطفال تابع صالح مسلسلات الكرتون التي هي بالاصل "انيمي"، على قناة سبيستون المدبلجة باللغة العربية، ليكمل بعد ذلك مشوار المشاهدة، واتجه كغيره من العشاق لهذا الفن للمسلسلات الأصلية باللغة اليابانية بعد أن أوقفت سبيستون نشر البعض بسبب حقوق النشر.

يقول صالح إنه اكتشف عالما مليئا بالتفاصيل والرسم الاحترافي، بعد أن تعمق بلعبة دراجون بول وعشقه لمسلسل ناروتو الذي أوصله لقصص المانجا المصورة.

يضيف صالح: عندما شاهدت رسومات المانجا اليابانية قلت ما الذي ينقصني لكي أرسم مثل هكذا فن. ليقوم بعدها بإعداد عمل متكامل من رسم وقصة اسماها (روريو) وعمله الثاني (بلاك سن)، وتوالت أعماله بعد ذلك حتى وصل للاحترافية، وشارك بعدة أعمال لقصص مصورة عدنية بطابع خاص.

إرث الأنيمي

الجدير بالذكر أن العالم العربي قديماً وحديثاً استمتع بمشاهدة أجمل الأعمال اليابانية في عمر الطفولة، وظلت محفورة بالذاكرة حتى اللحظة، منها: جرانديرز، سالي، فتاة المراعي، فلونه، زهرة الجبل، مخلص صديق الإنسان، بيل وسبيستيان، فيردي، فارس الشجاع، اوسكار، وغيرها وصولاً إلى سابق ولاحق، ون بيس، دراجون بول...