الإعلام من ضحايا الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء

الإعلام من ضحايا الحوثيين بعد سيطرتهم على صنعاء

الجبهات - Wednesday 24 September 2014 الساعة 10:50 pm

نقلاً عن الجزيرة نت أعربت مؤسسات إعلامية يمنية عن قلقها وصدمتها الكبيرة للهجمة الشرسة والاستهداف الممنهج الذي تقوم به جماعة الحوثي ضد الجهات الإعلامية والصحفيين، مؤكدة أن هذا السلوك يعود باليمن لعصر الصوت الواحد. وبعد ساعات من سيطرتهم الاثنين على صنعاء واحتلال مقار حكومية مدنية وعسكرية, اقتحم مسلحون حوثيون مقر قناة "سهيل" الخاصة واستولوا على معداتها وأوقفوا البث، حيث لا تزال تحت سيطرتهم. وشمل الاستهداف منازل صحفيين بينهم يوسف قاضي -الذي يعمل منتجا للأخبار بمكتب قناة الجزيرة بصنعاء- حيث اقتحم مسلحون حوثيون منزله وفتشوه بحثا عن سلاح, وفق بيان للصحفي ذاته. وخشية اقتحامها وإيقاف بثها, اضطرت قناة "يمن شباب" الخاصة إلى نقل مقرها إلى مكان مجهول واقتصرت في بثها على البرامج القديمة لعدم قدرتها على البث الحي في الوقت الراهن, بعد أيام من تحمّيلها الحوثيين مسؤولية قصف منازل الإعلامييْن محمد الجماعي وإبراهيم الحيدم. آ  قصف وإغلاق آ  واستهل الحوثيون دخولهم صنعاء أواخر الأسبوع الماضي بقصف قناة "اليمن" الرسمية على مدى ثلاثة أيام ثم اقتحامها والسيطرة عليها ووقف بثها قبل أن تعاود نشاطها من مكان آخر بالإضافة إلى قناتي "سبأ" و"الإيمان" الحكوميتين. وأدى هذا المناخ الطارئ إلى إجبار عدد من الصحفيين إلى التخفي وتغيير سياسة تغطيتهم الإخبارية لأعمال الحوثيين خوفا من استهدافهم في ظل انهيار مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية. وفي تعليقه على هذه الممارسات أكد سكرتير لجنة الحريات بنقابة الصحفيين أشرف الريفي أن ما يقوم الحوثيون إستراتيجية ممنهجة وعدائية تجاه الإعلام مؤسسات وأفراداً. وفي حديث للجزيرة نت, أوضح الريفي أن "الوقائع أثبتت أن جماعة الحوثي تسعى لإسكات وسائل الإعلام والإبقاء على الصوت الواحد"، وهو ما اعتبره انتكاسة وردة نحو الماضي. ودعا الريفي المنظمات المعنية بالحريات الصحفية في الخارج إلى التحرك واتخاذ موقف واضح لإيقاف ما وصفه بـ"المد العدائي للحوثيين تجاه الحريات الصحفية في اليمن". انتهاكات خطيرة من جانبه, قال مدير مؤسسة حرية للحقوق والحريات والتطوير الإعلامي خالد الحمادي إن المؤسسة رصدت الكثير من الانتهاكات الخطيرة التي مارسها الحوثيون خلال الأيام القليلة الماضية منها قصف مبنى التلفزيون الحكومي واقتحام وإيقاف بث قناة "سهيل" الخاصة وقصف منازل عدد من الصحفيين. وأشار -في حديث للجزيرة نت- إلى أن هذه الانتهاكات تعطي مؤشرا قويا على الوضع القائم، وتنبئ بمستقبل قاتم للحريات إذا استمر الحوثيون على هذه الحال, موضحا أن الكثير من الإعلاميين اضطروا إلى تغيير خطابهم الإعلامي خوفا من الاستهداف. وأكد الحمادي أن ثمة قلقا ينتاب الصحفيين جراء الانهيار السريع للحريات الإعلامية التي اكتسبوها بعد الثورة في ظل التوجه نحو تكميم الأفواه وتكريس الصوت الواحد. آ  عودة للماضي بدوره, أشار مدير مركز التدريب الإعلامي والتنمية رشاد الشرعبي إلى أن "هجمة الحوثيين على وسائل الإعلام تعود بالبلد إلى عقود وليس إلى سنوات في ظل عمليات الاستهداف الممنهجة بحق الصحفيين". وأوضح للجزيرة نت أن هذا المناخ الخطير دفع صحفا رسمية إلى إبلاغ كتابها بعدم التطرق مطلقا في كتاباتهم لجماعة الحوثي. وفي هذا السياق, دعا الشرعبي الإعلاميين إلى عدم الاستسلام لهذه الاعتداءات والاستمرار في أداء عملهم من أجل أن يكونوا عنونا للحقيقة وكشف الانتهاكات القائمة. الصورة لمنزل الإعلامي محمد الجماعي الذي تعرض للقصف