العفو العام.. حيلة حوثية لاستدراج معارضيهم

السياسية - Saturday 31 December 2022 الساعة 08:36 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

على شاشة قناة الجزيرة القطرية، يطل القيادي البارز في ميليشيا الحوثي، محمد البخيتي، بشكل دائم ضمن مقابلات ومداخلات للترويج لما أسماه العفو العام الذي أعلنه زعيم الميليشيات الحوثية، ذراع إيران، عبدالملك الحوثي، لمعارضيهم الفارين من صنعاء ومناطق سيطرتهم.

كما ظهر البخيتي خلال الفترة السابقة، بنشر صور لاستقباله لأشخاص قالت عنهم الميليشيات الحوثية في وسائل إعلامها إنهم "عائدون إلى حضن الوطن"، وجرى تصويرهم في ميدان السبعين وبعض المناطق في صنعاء من أجل الترويج لدعوات العفو العام، ومحاولة استقطاب وإعادة الكثير من المعارضين والمناهضين لمشروعهم الذين فروا من مناطق سيطرتهم وأعلنوا تأييدهم للحكومة الشرعية.

وفي أغسطس 2022، خرج القيادي الحوثي المعين في منصب نائب وزير الخارجية، حسن العزي، بنشر شروط العفو العام التي يضعونها لمن اراد العودة الى صنعاء. وقال حينها إن هناك ‏إرشادات للراغبين في الاستفادة من فرصة العفو العام التي أصدرها سيدهم عبدالملك الحوثي.

وتضمنت شروط الحوثيين ما أسموه الاعتذار للشعب اليمني واحترام تضحياته المجيدة، وتعظيم قيم الحرية والاستقلال والسيادة والأمن والاستقرار ووحدة وسلامة الارض اليمنية، والامتناع نهائيا عن الفساد، وإنهاء كافة أشكال العلاقة مع القاعدة وداعش وإسرائيل وكافة الكيانات الظلامية.

وخلال الأشهر الماضية تعرض العديد ممن تمكنت الميليشيا الحوثية من استدراجهم عبر العفو العام للاختطاف وتقديمهم للمحاكمات، بعد إجبارهم على توقيع اعترافات كتابية بانضمامهم للقوات الحكومية والعمل لصالحها أو لصالح التحالف، وكذا توقيعهم على تعهدات بعدم تكرار ذلك وعدم الخروج من مناطق سيطرتها إلا بإذن مسبق.

ويقول شقيق أحد العائدين إلى أمانة العاصمة: تعرضت أسرتنا للكثير من المضايقات من قبل أحد المشرفين الحوثيين في مديرية معين، وأبلغنا أن شقيقي الأكبر منخرط في صفوف القاعدة وداعش ومرة في العدوان وغيرها من الأكاذيب وطالبنا بضرورة عودته واستغلال العفو العام الذي أعلن عنه سيده".

وأضاف: شقيقي ليس مع تنظيم داعش أو القاعدة، بل هو جندي كان في أحد معسكرات مأرب قبل اندلاع الحرب الحوثية في 2015. ولم يستطع العودة إلينا ولا لأسرته، أمي أخبرته بأن يعود بعد اغوائها وتقديم ضمانات من قبل مشرف الحوثيين في المنطقة بالأمان وعدم المساس به في حال عاد إلى صنعاء وتخلى عن موقعه في مأرب.

وأشار إلى أن شقيقه وبعد إلحاح وبكاء أمي وزوجته وأطفاله، قرر العودة إلى صنعاء، وتم استقباله من قبل المشرفين الحوثيين وتصويره ضمن القوائم التي ظهرت في ميدان السبعين بأنهم عائدون إلى حضن الوطن. ولكن شقيقي بعد الصورة لم يعد للمنزل وتم اعتقاله وإجباره على توقيع اعترافات وتعهدات كثيرة وعدم الخروج من صنعاء والعودة لمأرب وحتى عدم استلام راتبه من مأرب.

حقيقة دعوات العفو العام التي تروج لها القيادات الحوثية ما هي إلا حيلة لأجل استدراج معارضيهم وضحك على الذقون. وهذا ما كشفه القيادي الحوثي والشيخ القبلي في محافظة ذمار محمد حسين المقدشي.

وخرج القيادي الحوثي الذي عين مستشارا للمجلس السياسي التابع للحوثيين، بتصريحات أوجز فيها حقيقة العفو العام الذي يتم الترويج له من قبل القيادات في جماعته، محذرا في الوقت نفسه من مغبة تصديق هذه الدعوة والعودة التي تعد عملية استدراج مفضوح.

ونشر القيادي المقدشي على حسابه بمواقع التواصل الاجتماعي منشورا حمل عنوان "براءة للذمة أنصح الهاربين بعدم العودة، لا تصدقوا العفو العام".

وأضاف: "كيف ندي وجيهنا (وعودنا) للهاربين، ومعنا ناس محابيس (سجناء لدى الميليشيا) من سنة وسنتين، بسبب منشور أو اتصال؟". 

وتابع القيادي الحوثي: إذا كان هذا الحال في مناطق سيطرة الجماعة "والبعض ما زالوا يطلبوهم للحبس، فكيف سنسمح لمن حارب؟".

وأردف: "قائد الثورة يتكلم في وادي والمعنيين في وادي ثاني، عيب عليكم الضحك على الذقون".