بحثاً عن الكنوز والآثار.. عصابات حوثية تعبث بمواقع أثرية في إب وذمار

الحوثي تحت المجهر - Monday 26 December 2022 الساعة 04:13 pm
إب/ ذمار، نيوزيمن، خاص:

تتعرض المواقع الأثرية في المحافظات الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، لأعمال نبش متواصلة، بهدف البحث عن الكنوز والآثار القديمة التي يجري تهريبها للخارج وبيعها في مزادات عالمية.

وتقود قيادات حوثية، عمليات تدمير ممنهجة للمواقع التاريخية، من خلال عمليات حفر غير علمية، وبعيدة عن الجهات الحكومية المختصة في التعامل مع الآثار. حيث تتعرض تلك المواقع للتجريف رغم المناشدات والدعوات المتواصلة التي تطلقها الحكومة اليمنية لحماية آثار اليمن من الاندثار بفعل الانتهاكات الحوثية.

وخلال الأيام الماضية، كشفت مصادر عاملة في هيئة الآثار اليمنية عن عمليات تجريف ونبش واسعة تعرضت لها مواقع أثرية قديمة في محافظتي إب وذمارـ وسط اليمن ـ من قبل عناصر مسلحة توالي قيادات حوثية بارزة.

وأوضحت المصادر أن موقع "العصيبية" الأثري في إب، كان مسرحاً لعمليات حفر وتجريف واسعة نفذتها عناصر تابعة لأحد القيادات الحوثية، حيث قامت العناصر بعمليات حفر عشوائية في الموقع بحثاً عن كنوز مدفونة وآثار قيمة يمكن تهريبها وبيعها في الخارج.

ويقع موقع "العصيبية" الأثري في قرية "الدثيهة" بعزلة وادي عصام في مديرية السدة، وهو أحد المواقع التاريخية المعروفة في محافظة إب. 

وبحسب المصادر فإن الحفريات التي جرت داخل الموقع كانت عميقة وفي أنحاء متفرقة، الأمر الذي دفع بالأهالي إلى التعبير عن رفضهم لعمليات النبش والتجريف وتدمير الموقع التاريخي.

يقول أحد الأهالي: "تفاجأنا بعمليات حفر من قبل عناصر مجهولة، وقمنا بإبلاغ الأجهزة الأمنية الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية في إب بما يجري، إلا أن تلك الأجهزة لم تحرك ساكناً"، مضيفا: "ما يجري عبث وتدمير ممنهج للموقع الأثري الذي ظل الأهالي يحافظون عليه دون المساس به وتدميره من قبل عصابات مافيا الآثار".

وكشفت المصادر أن موقع "العصيبية" الأثري، هو الموقع الثاني الذي يتعرض للنبش والتجريف من قبل العصابات الحوثية، فخلال الأشهر الماضية تعرض موقع "حصن حب" الأثري، لعمليات حفر كثيرة قادها أحد القيادات المتحوثة من أبناء إب لصالح تجار الآثار.

وفي محافظة ذمار، يتعرض موقع "هران" الأثري إلى عمليات حفر وتنقيب بحثاً عن الكنوز من قبل عصابة مسلحة مدعومة من قبل قيادات حوثية نافذة في المحافظة.

وموقع هران، "من المواقع القليلة التي تتميز بغزارة البقايا الأثرية المتنوعة، التي تعود إلى حقب متنوعة ومتعاقبة بينها عصور الممالك اليمنية السبئية والحميرية. أهمية الموقع جعلته عرضة للنهب والتجريف من قبل العصابات الحوثية التي تبحث عن الكنوز والآثار داخل الاضرحة القديمة التي تتوجد داخل الموقع".

ما يجري في موقع هران دفع بالأكاديمي البارز في جامعة ذمار، الدكتور يحيى دادية، إلى إطلاق مناشدة عاجلة بضرورة التصدي وإيقاف الاعتداءات التي يتعرض الموقع الأثري والتي باتت تشكل ضررا كبيرا، موضحا أن موقع "هران" من المواقع الهامة ليس على مستوى المحافظة؛ بل على مستوى اليمن. 

وأضاف: "تتناثر البقايا الأثرية البارزة التي تعود إلى مختلف العصور في كل مكان من الموقع، فلا يخلو موضع من بقايا أحجار الصوان التي تدل على إنسان ما قبل التاريخ، أو بقايا فخارية تعود إلى عصور مختلفة، وتتناثر المقابر الصخرية - التي تعود إلى عصور تاريخية قديمة (سبئية/ حميرية) - في كل مكان، والأكثر من ذلك؛ انتشار بقايا أبنية وأسوار - تعود لحقب مختلفة – في كل شبر من الموقع".

وأكد الدكتور "داديه" أن أي استحداث في موقع هران يعرضه للطمس والتدمير، داعيا الجهات المختصة إلى تحويله إلى متنفس للزائرين والسياح لما له من مقومات تؤهله ليكون متحفاً مفتوحاً بأقل التكاليف، ودون الإضرار بأي أثر فيه.

وأبدى مقترحا يتضمن وضع مسارات مرصوفة بأحجار بدون اسمنت للسير بين بقايا الأبنية والمقابر، ووضع لوحات تعريفية بكل موضع أو مقبرة تتضمن معلومات تاريخية وآثارية عنه، وتزويد المقابر بالإضاءة المناسبة بعد تنظيفها، وترتيب محيطها، وغير ذلك من الأعمال التي تقوم بها كثير من الدول حول العالم في مواقع لا ترقى إلى موقع مثل هران، ويمكن وضع مظلات في أماكن مختلفة من الموقع للمرتادين بالاستعانة بالمتخصصين.