زيادة التعذيب وسوء المعاملة.. أداة حوثية لقتل المحتجين داخل سجون صنعاء

الحوثي تحت المجهر - Monday 19 December 2022 الساعة 09:57 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

تعرضت أسرة أحد المختطفين لدى ميليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، إلى صدمة أثناء إبلاغها من قبل مشرفين حوثيين على السجن المركزي في صنعاء بأن ابنهم المختطف أكثر من عامين بدون أية تهم قد توفي.

كانت أسرة المختطف عمر عبدالله السامعي، تسابق الرياح من محافظة تعز؛ من أجل زيارة ابنها في السجن المركزي بعد إبلاغها من قبل عناصر حوثية بالسماح لها بزيارته والاطمئنان على صحته، في ظل أنباء عن احتجاجات يقوم بها عشرات المختطفين داخل سجون الميليشيات رفضاً لاستمرار اعتقالهم منذ سنوات بدون أي ذنب أو تهمة.

وقالت مصادر حقوقية في صنعاء، إن أسرة المختطف السامعي، فرحت بشكل كبير بقرب لقاء ابنها الذي اختطف أثناء حملات تعسفية قامت بها ميليشيات الحوثي بمناطق خاضعة لسيطرتها في تعز قبل نحو عامين.

وأشارت المصادر أن السامعي ظل محتجزاً في مدينة الصالح لأشهر عديدة، دون أن يتم السماح لأهله بزيارته أو الاطمئنان على صحته. ليتم بعدها نقله إلى سجون صنعاء وسط أعمال تعذيب وحشية، وتوجيه له سيلا من التهم الملفقة والكيدية من أجل استمرار احتجازه وإخفائه القسري.

وفور وصول أسرة السامعي إلى صنعاء، قامت عناصر حوثية بإبلاغها أن سبب استدعائها ليس للزيارة التي طال انتظارها، وإنما لاستلام جثته بعد أن توفي داخل السجن. صدمة كبيرة عاشتها وتعيشها أسرة المختطف عمر السامعي بعد سماعها هذا النبأ الحزين.

مصادر حقوقية في صنعاء أكدت لـ"نيوزيمن"، أن عشرات المعتقلين داخل سجون الحوثي في صنعاء، ممن اختطفتهم المليشيات خلال السنوات الماضية من عدة محافظات يمنية؛ ينفذون إضراباً عن الطعام تعبيرا عن احتجاجهم ورفضهم لاستمرار اعتقالهم وممارسة شتى صنوف التعذيب والإذلال في حقهم.

وأوضحت المصادر أن معظم المعتقلين المضربين عن الطعام متواجدين في السجن المركزي، وسجن الأمن القومي وسجن الأمن السياسي، وجميعهم تم اختطافهم من نقاط تفتيش وحملات مداهمة نفذتها الميليشيات الحوثية خلال سنوات ماضية في عدة محافظات يمنية، وترفض الميليشيات الإفراج عنه وتدعي أنهم أسرى حرب، وعناصر إرهابية، وخونة وغيرها من الاتهامات الكيدية التي تطلقها الميليشيات على كل من تختطفه وتمارس بحقه أبشع صنوف التعذيب.

بدورها ردت الميليشيات الحوثية، على احتجاجات المعتقلين داخل سجونها وإضرابهم عن الطعام، زيادة أعمال التعذيب وسوء المعاملة ومنع الرعاية الصحية، ما تسبب في تدهور الحالة الصحية للكثير من المعتقلين.

وأشارت المصادر أن مشرفين حوثيين داخل سجون صنعاء، أعطوا توجيهات بزيادة جرع التعذيب وسوء المعاملة للمعتقلين الذين ينفذون إضرابا عن الطعام، موضحة أن اتهامات وجهت إلى امراء السجون الحوثية بالوقوف وراء وفاة عشرات المعتقلين بسبب شدة التعذيب الذي يتعرضون له.

وترفض الكثير من المنظمات المدنية والمعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان، تحريك ملف المعتقلين والمختطفين دون تهم داخل سجون الميليشيات الحوثية، خصوصا وأن الميليشيات الحوثية أسست هيئة قضائية عليا تعرف بـ"المنظومة العدلية" ويرأسها القيادي البارز محمد علي الحوثي من أجل إدارة السلك القضائي وتسخيره لمصالحهم وأجندتهم.

وتصدر المنظومة العدلية الحوثية، وعبر المحكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء، أحكاما قضائية جائرة بحق المختطفين المضربين، بتمديد فترة سجنهم إلى إشعار آخر.