المولد في زمن الحوثي.. نفقات إضافية على قطاع الأعمال ورسائل إخبارية تضليلية لمشتركي الجوال

الحوثي تحت المجهر - Friday 07 October 2022 الساعة 05:58 pm
صنعاء، نيوزيمن، حاص:

ما بين 2000 إلى 5000 ريال تتراوح أسعار المتر الواحد (100 سنتيمتر) من أسلاك الزين الضوئية خضراء اللون، وبمتوسط سعر 3000 ريال فإن عبد القادر الريمي، مالك محل تجاري بصنعاء، سيحتاج إلى قرابة 10 آلاف ريال لتمديد 3 أمتار زينة ضوئية على واجهة محله الذي تراجعت مبيعاته إلى أدنى مستوى لها.

ومثل هذا المبلغ يتوقع عبدالقادر أن يضاف إلى فاتورة الكهرباء الأسبوعية قيمة الاستهلاك الإضافي للاحتفاء القسري بالمولد النبوي، خلافا لقيمة الشريط القماشي الممتد على واجهة المحل، وهي حسبة تحتمل إفلات عبدالقادر هذا العام من ابتزازات المشاركة في دعم المولد وضيوف المولد بإتاوات مالية أو مواد غذائية خفيفة ومشروبات.

بالنسبة لنفقات قيادي في صفوف مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- لا تعادل هذه الكلفة قيمة وجبة غداء أو قيمة (قات) يوم واحد، لكنها بالنسبة لعبد القادر تمثل انتكاسة لإيرادات دكانه الذي يصارع منذ 5 سنوات ماضية لتغطية نفقات الإيجار وفواتير المياه والكهرباء ومسلسل الجبايات المناسباتية على مدار العام.

يحب اليمنيون الرسول محمد بالفطرة والسجية، فلا يخلو بيت في اليمن من اسم (محمد)، ويرونه منزهاً عن الترميز والقياس، والتدليس والتلبيس، وكافة اشكال التوظيف والاستثمار السياسي. ويراه عبدالملك الحوثي قطعة قماش واحدية اللون تتدلى جذع شجرة وسط رصيف شارع عام، عرضة للأوساخ والأتربة وعوادم السيارات.

عشرات الرسائل الإخبارية الإجبارية القصيرة تنهال على مشتركي الهاتف الجوال المقدر عددهم بنحو 7 ملايين مشترك، خلال الأيام الماضية، تتضمن آيات قرآنية مجتزأة، وأحاديث نبوية في غير سياقها، وتفسيرات مغلوطة، وإيحاءات تحشر منتقديها أسلوبا ومضامين ووسيلة في زاوية كراهية الرسول كمرحلة أولى قبل تصنيفهم منافقين ومشاريع حروب مستقبلية.

يستقبل عبدالله ناشر، مهندس سيارات بصنعاء، الآية 31 من سورة آل عمران (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي)، في رسالة موبايل بجواله مذهولا من الجرأة في توظيف الآية وتحوير معناها قياسا بالتوقيت والمناسبة وتكرار السياق.

في حديثه إلى (نيوزيمن) يقول المهندس ناشر، إن الآية نزلت في كفار قريش الذين زعموا إنما يعبدون الأصنام لتقربهم إلى الله ومحبة في الله، فنزلت الآية، معتقدا أن الاتباع هنا هو اتباع شريعته وسنته والاقتداء بسلوكه واعماله وصفاته.

يتوقف عبدالله عن الحديث برهة، متسائلا عن إمكانية الرد على مثل هذه الرسائل، قائلا: نحن نقول لهم (قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة من دون الناس فتمنوا الموت إن كنتم صادقين).