مصادر تكشف تزايد حالات الطلاق في أوساط مليشيا "الزينبيات" الحوثية

الحوثي تحت المجهر - Tuesday 27 September 2022 الساعة 10:09 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

كشفت مصادر مقربة من مليشيا الحوثي، الذارع الإيرانية في اليمن، عن تزايد حالات الطلاق للنساء المنضويات في إطار المليشيات النسائية المسلحة التابعة للحوثي والمسماة بـ"الزينبيات".

وقالت المصادر لنيوزيمن: إن مليشيا الحوثي، ومنذ انقلابها في 21 سبتمبر 2014م واغتصابها للسلطة وسيطرتها على مؤسسات الدولة، قامت بتجنيد مئات العناصر النسائية كمليشيا تابعة لها في إطار من يسمين بـ"الزينبيات" -مصطلح يطلق على الفرع النسائي للمليشيات الحوثية– كثير منهن من النساء المتزوجات، فيما بعضهن لا يزلن عازبات، مشيرة إلى خضوع هذه العناصر لدورات تدريبية متاليية بعضها امتد لستة أشهر وبعضها لتسعة أشهر.

وفيما لا توجد حتى الآن إحصائية دقيقة ورسمية عن عدد عناصر مليشيا ذراع إيران النسائية "الزينبيات"، تشير المعلومات التي تحدثت عنها المصادر إلى أن معظم، إن لم يكن جميع العناصر النسائية اللواتي انخرطن في إطار مليشيات الزينبيات، هن نساء ينتمين إلى الأسر الحوثية "الهاشمية"، ونادراً ما تتواجد امرأة من خارج إطار هذه الأسر ضمن هذا التشكيل المليشياوي، وهو ما تبرره القيادات الحوثية بضمان الثقة، والولاء التام، وعدم إمكانية اختراقهن خصوصاً وأن المتزوجات أو حتى العازبات منهن أزواجهن أو آبائهن وإخوانهن من العناصر القيادية الحوثية أو الموالية للمليشيات.

وحسب المصادر، فإنه ورغم ولاء وتبعية أهالي العناصر النسائية المنخرطة في إطار مليشيات "الزينبيات" للحوثي إلا أن كثيراً من القيادات الحوثية اضطروا إلى تطليق زوجاتهم خصوصاً بعد تغيبهن لمرات متتالية بحجة خضوعهن لدورات تدريبية في أماكن غير معروفة ولفترات طويلة تتجاوز ثلاثة أشهر وأحيانا ستة أشهر، وهو الأمر الذي يؤدي إلى انقطاع أي معلومات عن تلك النسوة لدى أسرهن وعدم معرفتهم بأي شيء حولهن، ما أدى إلى تفاقم المشاكل والخلافات العائلية بينهن وأزواجهن وأولادهن وأسر أزواجهن، الأمر الذي تطور إلى حالات الطلاق.

وتشير المصادر إلى أن عناصر المليشيات الحوثية النسائية "الزينبيات" يخضعن لدورات مختلفة منها دورات عامة للجميع عسكرية وأمنية، فيما هناك دورات متخصصة في مجالات الإعلام والنشر على شبكات التواصل الاجتماعي، ودورات في مجال التجسس والمراقبة، وأخرى في جانب رصد وتحليل آراء الأوساط النسائية على مستوى المدارس والجامعات، والحارات، وغيرها من الدورات التي تأتي في إطار نقل التجربة التي تسير عمل المليشيات المماثلة في إيران والتابعة لحزب الله اللبناني.

وتؤكد المصادر أن مدة تلك الدورات وغياب النساء المشاركات فيها عن منازلهن، بالإضافة إلى عودة بعضهن وقد تغيرت طباعهن وطريقة تعاملهن مع أزواجهن أو أهاليهن وباتت معظمهن يمارسن دور إصدار الأوامر والتوجيهات، واستغلال نفوذهن في تهديد النساء في حاراتهن ما أدى إلى نشوب خلافات بين أسرهن وجيرانهم في الحارات التي يقطنون فيها، وهو ما أثار خلافات بينهن وأزواجهن انتهت -كما أشارت المصادر- بالطلاق.

الجدير بالذكر أن مليشيات "الزينبيات" هي مجاميع نسائية حوثية مسلحة أنشئت خارج إطار الدستور والقانون، وتمارس عملها بعيداً عن أي ضوابط، أو أنظمة، أو صلاحيات دستورية، أو قانونية حيث تقوم بعملية اقتحام المؤسسات النسائية، وكذا المؤسسات التابعة للدولة، وعمليات مراقبة وتفتيش ومداهمة واعتقال للقيادات النسوية المعارضة لمليشيا ذراع إيران، كما تتواجد في بعض المرافق الهامة خصوصا المدارس والجامعات والمستشفيات، حيث أوكل لهذه المليشيات القيام بعمليات التفتيش لمبررات أمنية، قبل أن يتوسع دورهن لممارسة صلاحيات أمنية وإدارية وإشرافية على بعض المرافق خصوصاً مدارس البنات والمرافق النسائية.

ولم تقتصر مسؤوليات الزينبيات على تلك المهام بل أوكلت إليها مهام أمنية أخرى تمثلت في تنفيذ عمليات تعذيب بحق نساء تم اختطافهن واعتقالهن من قبل المليشيات سواءً النساء اللواتي تم الإفراج عنهن، أو اللواتي لا يزلن قيد الاعتقال حتى الآن.

ووفقاً للمصادر فإن الزينبيات يمارسن دور المحققات مع المعتقلات ويقمن بعمليات تعذيب لهن باستخدام الضرب بالعصي، أو التعذيب بالصعق بالكهرباء أو بالتعذيب النفسي عبر التهديدات التي توجه للمعتقلات وتخص قضايا متصلة بالشرف أو تهديد أسر المعتقلات.