التحريض على الموت والفقر.. تزايد الانتحار في الشمال

السياسية - Sunday 11 September 2022 الساعة 11:00 am
عدن، نيوزيمن، خاص:

تستمر معدلات الانتحار في مناطق سيطرة ميليشيا الحوثي الإرهابية، ذراع إيران في اليمن، بالتزايد؛ بسبب الإحباط واليأس الذي ألقت به سنوات الحرب عليهم، إلى جانب انتهاكات وجرائم الميليشيات الحوثية المستمرة.

ولجأ المئات من اليمنيين إلى الانتحار إما شنقا أو بإطلاق الرصاص على أنفسهم أو بالقفز من أماكن مرتفعة في صنعاء وعديد محافظات يمنية خلال سنوات الحرب التي أشعلتها مليشيا الذراع الإيرانية منذ انقلابها العام 2014.

عوامل عدة دفعت المنتحرين إلى مصيرهم المحتوم بعد أن عصف بهم الجوع وضاقت بهم السبل وفقدوا وظائفهم ومصادر الدخل وأصبحوا غير قادرين على توفير لقمة العيش لأطفالهم وعجزوا عن الحصول على أعمال تكفيهم متطلبات البيت والأسرة من الدواء والغذاء.

وتتصدر محافظات إب وعمران وصنعاء أعلى مستويات أعداد ضحايا الانتحار في المناطق الخاضعة لسيطرة ذراع إيران؛ نتيجة الحالة النفسية المتردية للسكان جراء نهب المليشيات للمرتبات منذ نحو سبع سنوات.

تعد محافظة إب الأولى في القائمة بتسجيل خمس حالات انتحار خلال أقل من أسبوع بينها فتاة وامرأة وطفل في مديريات العدين وحبيش وذي السفال، وريف إب.

وبحسب مراقبين، فإن سبب حالات الانتحار في محافظة إب التي يقطنها أكثر ثلاثة ملايين نسمة، وتعيش نسبة كبيرة منهم تحت خط الفقر، عائد إلى تردّي الأوضاع الاقتصادية وانعدام أبسط أسباب الحياة الكريمة في ظل سيطرة مليشيات الحوثي، وهو ما يشكل أكبر دافع للانتحار. 

وأكدت مصادر محلية في صنعاء لـ(نيوزيمن)، أن ظاهرة الانتحار داخل السجون الحوثية بين المختطفين والمخفيين قسريا تزايدت بشكل ملحوظ نتيجة المعاملة اللا إنسانية والقاسية والتعذيب الجسدي والنفسي الذي يتعرضون له من قبل مليشيا الحوثي.

وسجل مركز البحر الأحمر للدراسات السياسية والأمنية بمأرب عددا من حالات الانتحار في سجون الحوثيين جلها لنساء وفتيات مختطفات ومخفيات قسرا.

وتؤكد دراسة حديثة، أن الصحة النفسية في اليمن تتعرض لإهمال بالغ من قبل السلطات المحلية والمنظمات الدولية كون المستشفيات والمراكز المختصة بالطب النفسي تم تأميمها وتحويلها إلى مستشفيات خاصة استثمارية لاستغلال أسر المرضى الذي يمرون بظروف معيشية صعبة. 

وأشارت إلى أن ملايين اليمنيين بحاجة ماسة إلى رعاية صحية ونفسية بسبب وطأة الحرب وبسبب المعاناة الناجمة عنها وتأبيد الحرب بالهدنة الأممية الهشة مما يزيد من استمرار واتساع التعرض للصدمات والأمراض النفسية.

يقول أخصائي نفسي، إن الحرب عملت على زيادة حالات الإصابة بالحالات والأمراض النفسية والعصبية خصوصا بين الأطفال، خصوصاً بمدن صنعاء وتعز ومأرب جراء القصف العشوائي الحوثي على المناطق المدنية والمأهولة بالسكان.

وأشار إلى أن نسبة الحالات النفسية التي قد تؤدي للانتحار تصاعدت بشكل لافت إلى 300% منذ بدء الهدنة الأممية وتتنوع هذه الحالات بين الإصابة بالرهاب الشديد والفوبيا والفصام وأمراض نفسية وعصبية أخرى ناتجة عن القصف بالصواريخ والقذائف وتوقف الناس عن العمل والعزلة التي لحقت بأغلب الموظفين منذ بدء الحرب الحوثية.