دولة "القعاميص".. المخبرون الحوثيون يعدون أنفاس المواطنين في الحديدة

السياسية - Friday 09 September 2022 الساعة 08:32 am
الحديدة، نيوزيمن، خاص:

في غرفة الاستجواب فتح المحقق التابع لمليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، ملف المعتقل (س. ع)، وقد تضمّنت الاتهامات صور شاشة لنكتة في مجموعة واتساب وتسجيل إعجاب على فيسبوك. 

احتوى الملف أوراقًا كثيرة، أخطرها -بنظر الحوثيين- النكتة الساخرة من زعيم الجماعة والإعجاب بمنشور لشخصية مناهضة. 

قضية المعتقل (س. ع) واحدة من مئات القصص المتشابهة للمختطفين في مدينة الحديدة وحدها، خلال الأربعة الأعوام الماضية، والتي تعطي فكرة بسيطة عن طبيعة النشاط التجسسي للذراع الإيرانية ضد المواطنين. 

وتكثف مليشيا الحوثي تجسسها على المواطين في الحديدة بصورة خاصة، كونها بيئة رافضة بشدة للفكر الحوثي. 

شهادات 

وحصل نيوزيمن على شهادات من ضحايا مليشيا الحوثي تكشف عن نشاط مهول للمخبرين الحوثيين، يتغلل في جميع تفاصيل الحياة. 

وحسب الشهادات، لم تقتصر النشاطات التجسسية الحوثية على الشخصيات العامة أو المشكوك في أمرها، بل توسع نشاط المخبرين الحوثيين ليغطي أبسط التجمعات الشبابية داخل أحياء مدينة الحديدة. 

كما نشرت مليشيا الحوثي مخبريها بكثافة على صفحات التواصل الاجتماعي والمجموعات على تطبيقات المحادثات. 

"القعاميص"

يقول المختطف السابق (س. ع)، إن سلطة المليشيا الحوثية حولت معظم عناصرها إلى مخبرين ضد المجتمع المحيط بهم، إنها "دولة القعاميص"، على حد وصفه. 

ويُطلق على المخبر في الحديدة تسمية "قعموص" وهو حشرة النمل اللادغ باللهجة التهامية. 

ويوضح أن عملية اختيار المخبرين الحوثيين لضحاياهم تتم في حالات كثيرة بطريقة انتقائية، وذلك بما يخدم مصالح المخبر الذي جندته المليشيا. 

ويذكر أنه تفاجأ أثناء التحقيق بملفه الذي يحتوي تفاصيل تافهة من ضمنها تعليقات على منشورات إلكترونية، مؤكدًا أن المخبر الحوثي وهو يشغل منصبًا في مكتب محافظ المليشيا بالحديدة سعى للانتقام منه لخلاف شخصي. 

ويشير إلى أن هؤلاء "القعاميص" يصعدون سلم قيادة المليشيا بسرعة، ويسيطرون على المشهد في مناطق الانقلاب. 

مدينة الألف مخبر

مع بدء معركة تحرير الحديدة في 2018 أصاب مليشيا الحوثي نوبة سعار، فجندت مخبرًا في كل حارة وشارع بمدينة الحديدة، بعد أن استقطبت أرباب السوابق ومدمني المخدرات للعمل لصالحها.

وجندت مليشيا الحوثي مخبريها بصورة عشوائية ومتخبطة، ما أسفر عن حملة اعتقالات مسعورة وغير مسبوقة.

يقول المواطن (أ. م)، إن المخبرين عملوا مع مليشيا الحوثي بذريعة أنهم لجان مجتمعية، وقاموا تحت قيادة عقال الحارات الموالين للحوثيين بابتزاز المواطنين الذين لديهم أقارب يقاتلون مع القوات المشتركة. 

ويضيف، إنهم فرضوا على أقارب المقاتلين دفع مبالغ مالية والتعهد بإجبار أقاربهم على ترك القتال، وتهديد من يرفض التعهد بالسجن. 

ويفيد أنه تعرض للابتزاز من أحد المخبرين يعمل بائعًا لمخدر الحشيش بسبب منشورات سياسية مناهضة للمليشيا نشرها شقيقه، واعتبروه مسؤولًا عنها رغم تأكيده رفضه لما يكتب شقيقه.

ويضيف، إنه أعطاهم مبلغًا ماليًا تحت التهديد بسجنه والوشاية به زورًا بتهمة الخيانة.