سوق النفط تحت سيطرة الحوثي.. الهدنة ضيقت على السوق السوداء وكشفت التلاعب بإمدادات الوقود

السياسية - Wednesday 07 September 2022 الساعة 09:22 am
صنعاء، نيوزيمن، محمد يحيى:

منذ أواخر أغسطس المنصرم، بدأت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، التخطيط مع تجار نفط موالين لها، لإشعال أزمة جديدة في الوقود بمناطق سيطرتها، باختلاق مبررات واتهامات باحتجاز سفن المشتقات النفطية، بهدف فرض زيادة جديدة في أسعار الوقود، ومضاعفة معاناة المواطنين، وهذا ما دأبت عليه الجماعة المسلحة منذ بدء سريان الهدنة الإنسانية.

ومنتصف الأسبوع الماضي، لوحت المليشيا الحوثية بافتعال أزمة جديدة في الوقود بمناطق سيطرتها، في تصريحات القيادي الحوثي عصام المتوكل، المعيّن كمتحدث باسم شركة النفط الخاضعة لها في صنعاء، بذريعة عرقلة دخول سفن المشتقات النفطية إلى ميناء الحديدة، من قبل التحالف العربي، وهو ما اعتبره مراقبون تمهيدا لإشعال أزمة جديدة في الوقود.

وتصاعدت حدة الاتهامات للمليشيا الانقلابية، بمواصلة التلاعب والاستحواذ على أطنان من الوقود الواصل تباعاً إلى ميناء الحديدة لغرض استمرار عملياتها العسكرية والمتاجرة بها وبيعها في السوق السوداء لجني أرباح مضاعفة.

وترافق إغلاق محطات بيع الوقود أبوابها، مع انتشار محطات متنقلة لبيع الوقود في السوق السوداء في شوارع صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا، بزيادة تصل إلى 50 في المئة عن سعره السابق، حيث تباع صفيحة البنزين سعة 20 لترا بحدود 25 الف ريال بعد أن كانت تباع في المحطات قبل نحو أسبوع بمبلغ 13 الف ريال.

وفيما عبر مواطنون عن غضبهم من افتعال مليشيات الحوثي لأزمة الوقود في مناطق سيطرتها، ومضاعفة معاناة المواطنين، توقعت مصادر مطلعة أن تستمر الأزمة المفتعلة للوقود لفترة محدودة، ثم تنتهي بفرض المليشيا زيادة في أسعارها.

وللمرة الأولى خلال الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ مطلع أبريل الماضي، تشهد محطات الوقود تكدسا للسيارات، بعد أن وجهت مليشيا ذراع إيران، بإغلاق مفاجئ لعدد من المحطات التجارية والتابعة لشركة النفط الخاضعة لسيطرتها، بذريعة منع التحالف دخول السفن إلى ميناء الحديدة، ما أدى لأزمة خانقة في الوقود واصطفاف طويل للسيارات.

وكشف تقرير صادر عن مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، عن تلاعب سلطات المليشيا الحوثية والشبكات التجارية التابعة لها، بإمدادات الوقود عبر قنوات رسمية بغية تحقيق عوائد أعلى في السوق السوداء، مشيرا إلى رفع شركة النفط الخاضعة للمليشيا أسعار الوقود ثلاث مرات خلال الفترة من يونيو 2021 حتى يوليو هذا العام، لافتا إلى أن أسعار البنزين ارتفعت في تلك الفترة بنسبة 137 في المائة، أي من 295 إلى 700 ريال يمني للتر الواحد، بينما ارتفعت أسعار الديزل بنسبة 197 في المائة، أي من 295 إلى 875 ريالاً يمنياً لكل لتر.

وانتقد عبده بشر، النائب في برلمان، الحوثيين بصنعاء، لافتعال الجماعة المسلحة أزمة جديدة في الوقود، واصفا في تغريدة له على تويتر هذه الأزمة "لا مبرر لها"، مشيرا إلى إمكانية إيجاد حل لذريعة احتجاز سفن الوقود التي تحججت بها الجماعة بطرق أخرى بدلا من "اختلاق أزمة في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية وعدم الالتزام بصرف المرتبات".

وكانت الحكومة اليمنية، المعترف بها، اتهمت مليشيا ذراع إيران بالسعي لخلق أزمة مشتقات نفطية غير حقيقية  بهدف ضخ الكميات المخزنة من النفط، التي تم إدخالها من بداية الهدنة ككميات تجارية، إلى السوق السوداء لمضاعفة أرباح الجماعة منها، مؤكدة عدم وجود أي استحداث أو قيود خاصة، قديمة أو جديدة، مفروضة من قبل الحكومة على المشتقات النفطية إلى موانئ الحديدة، مشيرة إلى أنه تم تفريع عدد 35 سفينة في ميناء الحديدة، وهي جميع السفن التي تقدمت بطلباتها خلال الفترة الماضية، وتحمل كمية مشتقات تقدر بـ963،492 طنا.