رمضان صنعاء.. إفقار ممنهج للسكان وقرصنة منظمة للصدقات

الحوثي تحت المجهر - Sunday 24 April 2022 الساعة 02:19 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

من رمضان إلى آخر، تواصل مليشيا الحوثي، إفقار المواطنين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، وفق خطط منهجية شاملة، تبدأ بنهب مرتبات موظفي الدولة، مروراً بفرض الإتاوات والجبايات، وفرض الجرع السعرية القاتلة، وليس انتهاءً بقرصنة الصدقات الرمضانية.

تنهب مليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- مليارات الريالات اليمنية مقطوعة من غذاء السكان تحت عناوين جمارك غير قانونية وضرائب إضافية ورسوم تحسين ورسوم إشراف ورسوم حماية ورسوم خدمات منعدمة ورسوم مسميات ما أنزل الله بها من سلطان، فتضاعف بذلك الأعباء على كاهل المواطنين أضعافا مضاعفة في زيادة أسعار السلع الغذائية وأجور النقل وفواتير الكهرباء والمياه وكافة مناحي الحياة.

بدلاً من صرف مرتبات الضمان الاجتماعي وإعانة الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة بما يحفظ كرامتهم، والإنفاق على مشاريع المجالس المحلية في عموم المديريات والعزل والقرى اليمنية، حولت مليشيا الحوثي إيرادات الزكاة إلى مشروع استثماري عائلي ينفخ كروش قيادات الجماعة، ويستعرض عبر أجهزة الإعلام بفتات الفتات على أتباع الجماعة من الدرجة الأخيرة بما تسمى مشاريع موائد الإفطار الرمضانية وسقيا السبيل والسلال الغذائية.

في مديرية معين بمدينة صنعاء زعمت المليشيا في رمضان هذا العام استفادة 15 ألف شخص مما أسمته مشروع سقيا السبيل، (نقاط سبيل مياه) الذي قالت إنه يستهدف 21 حارة بنحو 50 خزان مياه، يتم تعبئتها يومياً في العادة على نفقة فاعلي خير من سكان صنعاء، وبادر رجال أعمال وفاعلو خير لابتكار هذه النقاط منذ توقف مشاريع المياه عام 2015م.

وفي ذات المديرية زعمت المليشيا تنفيذها مشروع موائد إفطار الصائمين في 200 حي وحارة، متضمنة وجبة إفطار (يتعذر ذكر مكوناتها إعلاميا حفاظا على مشاعر المستفيدين) بما قالت إنها مبادرات مجتمعية لرجال أعمال وتجار من سكان المنطقة.

لم يتوقف العدوان الحوثي على سكان صنعاء والمحافظات المجاورة لها، عند حد نهب مرتبات موظفيهم، وفرض الإتاوات على تجارهم، ونهب  وخصخصة مؤسسات الصحة والتعليم والمياه والكهرباء وتحويل معداتها إلى مشاريع استثمارية لصالح الجماعة، ولا بتحويل غالبية السكان إلى فقراء معدمين (متسولين وأبناء سبيل).

فما لم يتوقعه سكان صنعاء أبداً، أن تغيب عنهم في رمضان هذا العام مساعدات عدد من التجار ورجال الأعمال أمثال التاجر المعروف في صنعاء حيدر فاهم، والذي اعتاد تقديم سلال غذائية رمضانية للمحتاجين كمبادرة ذاتية وعادة رمضانية عرفت بها صنعاء عبر التاريخ.

وبلهجة صنعانية ساخرة يعلق الحاج/ عبدالله درهم -من سكان صنعاء- مؤكدا أن مساعدات التاجر حيدر فاهم لهذا العام تعرضت للقرصنة من قبل الحصار الداخلي، في إشارة صريحة إلى قرصنة المليشيا الحوثية للصدقات الرمضانية لهذا العام ومنع التاجر فاهم من توزيعها على سكان صنعاء.