انهيار خدماتي واقتصادي.. الجنوب في مرمى نيران «الحصار»

السياسية - Saturday 25 September 2021 الساعة 08:36 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الجنيدي:

لم تمر سوى أيّام قليلة، عندما غاب التيار الكهربائي عن مدينة عدن الساحلية، المعروفة بصيفها الحار، لأكثر من اثنتي عشرة ساعة، وهي مدة كافية بأن تفجر غضباً واسعاً، حتى عاد الانقطاع الطويل من جديد في يوم الجمعة 25 سبتمبر، لأسباب أقرب من أن تكون سياسية، ففي المرة الأولى كان سبب غرق المدينة في ظلام دامس، هو عدم تحديد موعد لوصول وقود المنحة السعودية، أما هذه المرة فهو تأخير غير معروف ربطه البعض بكون السعوديين يريدون احتفالاً وإشادات بمنحتهم المشتراة أصلاً.

وليست عدن وحدها من تعاني من الكهرباء، بل حتى حضرموت وشبوة، ومعظم محافظات الجنوب، ويبقى سؤال المواطن حائراً، يبحث عن الإجابة عن من المتسبب بتعذيبه، ولماذا تصمت الرياض إزاء هذا الوضع؟

وبدأت عدن ومحافظات الجنوب، اليوم تتأثر بالحصار الجائر عليها أكثر، من أصدقاء، معركة الحوثيين، ويضيق العيش بمواطنيها، والصبر وصل إلى حدود توشك على الانفجار الذي قد تسمعه الرياض، وهادي وحكومة أيضاً، لا سيما وأن الكهرباء ليست المعضلة التي يواجهها الناس، بل أيضاً ثمة أكبر من تلك الإشكالية وهي إشكالية الانهيار الاقتصادي الكبير، وتوقف صرف المرتبات، من دون أي معالجات، وسط صمت غير مفهوم من الرياض، وهادي.

ويوم السبت 25 سبتمبر، وصل سعر صرف الريال السعودي 315 ريالاً يمنياً، وسط نداءات واستغاثات للتدخل من الرياض وهادي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، لكن لا مجيب.

ويرى مواطنون، أنهم باتوا ضحية فساد الشرعية، وضحية سياسات المملكة العربية السعودية في جنوب اليمن.

بموازاة ذلك، اعتبر الصحفي صلاح السقلدي، أن عدن وباقي محافظات الجنوب تتعرض لحصار وحرب، أشد وطأة من غيرها من الحروب بما فيها العسكرية، ويطال كل المجالات المختلفة، والغريب بالأمر أن القوى التي هي سبب المأساة هي من تدفع بالفوضى وتتخفى خلف المطالب الشعبية المشروعة - حد قوله. 

وقال السقلدي، في تصريح لـ"نيوزيمن"، إن الخدمات وأولها الكهرباء والمعاشات الشهرية، باتت أوراق ابتزاز وتركيع سياسي صريح بوجه كل الجنوبيين التواقين لاستعادة حقوقهم المنهوبة بما فيها حقهم السياسي، اعتقادا من تلك القوى أن مثل هكذا أسلوب سيجبر القوى الجنوبية ومنها المجلس الانتقالي الجنوبي على الإذعان لمشاريعها والتنازل عن الحق الجنوبي، مؤكداً أن تلك القوى تشعل الحرائق بالساحة وتنتظر الصدام الجنوبي الجنوبي بين الشارع والنخب، وهو الأمر الذي أجهضه الوعي الشعبي والنخبوي الجنوبي وفوته تماما، فالكل دون شك يقف صفا واحدا مع الغضبة الشعبية والحفاظ على مسارها السلمي دون السماح لتلك العناصر المندسة بحرف مسارها واستغلالها حزبيا كما شاهدنا ذلك.

وأضاف الصحفي الجنوبي، إن هذه القوى هي من يتحمل هذا الوضع وهذا الانهيار الاقتصادي المتسارع الذي يعصف بالجميع بقوة، فيكفي أن نعرف من هي الجهات التي تغرق السوق بترليونات من العملة المحلية دون غطاء نقدي وبصورة عبثية تدميرية وتفاقم التضخم المالي وتضرب العملة المحلية بالصميم ويطال بالتالي لقمة الناس وكرامتهم، لنعرف من هي الجهات المتسببة بهذا الوضع برمته. هذا فضلا عن مضاربتها بالعملات الصعبة والمتاجرة بها، وإعاقة وصول الوقود ومصادرة مرتبات الناس عسكريين ومدنيين.

ولفت السقلدي، إلى أنه ومع كل ذلك هذا، لا يعفي الانتقالي من المسئولية، فعلى عاتقه تقع مسئولية كبيرة بحدود طاقاته المتاحة وبصفته السلطة القائمة على عدن وباقي المحافظات، فبوسعه مثلا تدبير كلفة الخدمات في عدن من خلال الإيرادات المالية والضريبية وسواها من الدخولات الأخرى التي تذهب إلى جيوب اللصوص والبنك المركزي، علماً أن عدن هي تقريباً المحافظة الوحيدة التي تورد مصادرها للبنك المركزي فيما باقي المحافظات مثل مأرب تستأثر بمواردها لحزب الإصلاح، بالإضافة إلى الموارد التي تستحوذها مباشرة من الدولة باسم التنمية المزعومة والمجهود الحربي الوهمي.