تأكيداً للتبعية لطهران.. وفد التفاوض الحوثي يقدم الولاء لرئيس إيران الجديد قبل تنصيبه

الحوثي تحت المجهر - Friday 06 August 2021 الساعة 08:42 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

لم يعد بمقدور المليشيات الحوثية، الذراع الإيرانية في اليمن، إخفاء عمالتها وتبعيتها المطلقة للجمهورية الإيرانية التي حاولت خلال الفترة الأولى عقب انقلابها واستيلائها على مؤسسات الدولة في 21 سبتمبر 2014م أن تنفيها ولو لم يكن ذلك بشكل مباشر وصريح من خلال تصريحات خجولة لبعض قياداتها التي لم تساوِ حتى جزء في المليون من إجمالي تصريحاتها التي أظهرت فيها بالمقابل دعمها ومساندتها لإيران مرارا وتكرارا.

وباتت دلائل العمالة والتبعية الحوثية لطهران تظهر يوما بعد آخر، فيما تزايدت مظاهر الولاء المطلق، وبراهين التنفيذ الكامل لأجندات طهران العسكرية التي يمثلها (الحرس الثوري الإيراني) والمذهبية التي تتمثل في التبعية والولاء للمذهب الاثني عشري المتجسد في ما يسمى ب(الولي الفقيه) الذي يمثله المرشد الأعلى لإيران، ناهيك عن التعبية السياسية التي تحرص المليشيات الحوثية على إظهارها في تعاطيها مع ملف الجهود الدولية لإيقاف الحرب والذهاب نحو السلام في اليمن وإصرار المليشيات على تعطيل كل هذه الجهود خدمة لأجندات إيران وبما يساعد الأخيرة في مفاوضاتها المتصلة ببرنامجها النووي. 

وفي هذا الإطار جاء إعلان المليشيات الحوثية عن استقبال  الرئيس الايراني الجديد إبراهيم رئيسي لوفد يمثل المليشيات وصل طهران يوم الأربعاء.

الخبر الذي نشرته النسخة الحوثية لوكالة سبأ زعم أن زيارة وفد المليشيات لطهران جاء بدعوة رسمية من طهران للمشاركة في مراسيم تنصيب رئيسي، وفاخرت مضامين الخبر بما سمته الاستقبال الرسمي من قبل الرئيس الإيراني الجديد لوفد المليشيات.

وفيما كان لافتا أن المليشيات حاولت إضفاء صبغة رسمية على وفدها الزائر لطهران من خلال منح رئيسه محمد عبدالسلام الذي يشغل منصب الناطق الرسمي باسم المليشيات ورئيس وفدها المفاوض صفة دبلوماسية، حيث أطلقت عليه ممثل رئيس المجلس السياسي الأعلى مهدي المشاط، لكنها سرعان ما ربطت بين الزيارة وبين مهام وفدها المفاوض من خلال وصف لقاء الوفد بالرئيس الإيراني بالمهم ونسب ذلك لمصادر في الوفد الوطني، وهو الأمر الذي يتنافى مع وصفها لرئيس الوفد بتمثيل مجلسها السياسي الأعلى من جهة ومن جهة أخرى يؤكد حقيقة الدور الذي يلعبه وفد المليشيات المفاوض في إظهار التبعية السياسية لإيران ومواقفها وتحوله إلى أدوات تنفذ توجهات وأجندات طهران دبلوماسيا وسياسيا من خلال ربط قضية المفاوضات بتلك الأجندة.

ووصفت مصادر سياسية في صنعاء محاولة المليشيات إضفاء صفة دبلوماسية على رئيس وفدها المفاوض في تناول خبر لقائه بالرئيس الإيراني الجديد بأنه محاولة يائسة وفاشلة تحاول من خلالها عدم الربط بين موضوع المفاوضات التي يديرها الوفد الذي يقيم في العاصمة العمانية مسقط، وبين التوجهات السياسية المرتبطة بإيران، مشيرة إلى أن ذلك لا يعدو كونه محاولة لذر الرماد على العيون، فقد بات من المؤكد أن وفد المليشيات التفاوضي هو من يربط موضوع المفاوضات بخدمة الأجندة السياسية الإيرانية.

>> الصورة من زاوية أمريكية.. ما وراء لقاء وفد الحوثي ورئيس إيران الجديد؟

وقالت المصادر لنيوزيمن: المليشيات الحوثية عمدت عقب اغتيالها للرئيس السابق الزعيم علي عبدالله صالح ورفيقه عارف الزوكا في ديسمبر 2017م إلى الانفراد بالقرار المتعلق بالمفاوضات الذي كان يتم إدارته من خلال وفد مكون من رئيسين هما عارف الزوكا الذي يمثل المؤتمر الشعبي العام ومحمد عبدالسلام الذي يمثل الحوثيين وهو ما جرت عليه العادة طيلة السنوات الممتدة منذ بداية الحرب وحتى ديسمبر 2017م، مشيرة إلى أنها ولإخفاء هذا التوجه قبلت بوجود تمثيل للمؤتمر في صنعاء في الوفد من خلال تعيين القيادي المؤتمري جلال الرويشان نائبا لعبدالسلام وتمثيل مؤتمر صنعاء بعدد مساو في عضوية الوفد، لكن ذلك التمثيل لم يكن سوى مجرد غطاء ديكوري أمام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي لإظهار أن المليشيات محاطة بمكونات سياسية أخرى مؤيدة لها في مواقفها السياسية والتفاوضية.

وأضافت المصادر: وما يؤكد ذلك هو حرص المليشيات على عودة رئيس وفدها ومعه القيادي الحوثي وعضو الوفد عبدالملك العجري إلى العاصمة العمانية مسقط واتخاذها مقرا دائما لهم وبما يمكنهم من إدارة ملف التفاوض والتواصل الدبلوماسي مع المجتمع الدولي، فيما تم تغييب أي حضور لممثلي المؤتمر في صنعاء وعلى رأسهم نائب رئيس الوفد جلال الرويشان.

وأكدت المصادر أن قيادة مؤتمر صنعاء أبدت امتعاضها مرارا لتعمد المليشيات استبعادها كليا من أي حضور خاص بالتفاوض مع المجتمع الدولي وخصوصا الذي يديره القياديان الحوثيان محمد عبدالسلام وعبدالملك العجري في العاصمة العمانية مسقط وعدم اطلاعها على أي معلومات بشأن هذه المفاوضات واللقاءات التي تتم مع سفراء وممثلي الدولي ناهيك عن المبعوث الأممي والمبعوث الأمريكي إلى اليمن.


واختممت المصادر تعليقها بالقول، إن زيارة وفد المليشيات الحوثية التفاوضي لطهران ليس سوى دليل آخر على علاقة الارتباط المطلقة للمليشيات بطهران وتنفيذها لأجندات الأخيرة عسكرية كانت أو سياسية أو مذهبية.