استمرار عبث مليشيا الحوثي بمسجد النهرين

الحوثي تحت المجهر - Thursday 05 August 2021 الساعة 10:21 am
صنعاء، نيوزيمن:

قال مندوب اليمن لدى منظمة اليونسكو محمد جميح إنّ مسؤولية إعادة إعمار جامع النهرين بمدينة صنعاء القديمة طبقا لمعايير عالمية تقع على ميليشيا الحوثي -الذراع الإيرانية في اليمن- والمتورطة بهدم المسجد بزعم الحفاظ على "الهوية الإيمانية".

وفي حين أوضح جميح أنّ هدم الجامع كان خطأ جسيماً، وأن إعادة إعماره بالمخالفة لمعايير ليونسكو سيكون خطأ أكثر فداحة، حذّرت مديرة مركز التراث العالمي باليونسكو مشتيلد روسلر، من إعادة إعمار جامع النهرين "بشكل مخالف لمعايير اليونسكو في حماية التراث الثقافي العالمي"، منوهة إلى نتائج ذلك وتأثيره سلبياً "على القيمة العالمية الاستثنائية للمدينة، وعلى مكانتها ضمن قائمة التراث العالمي".   

وفي فبراير الماضي كشفت وثائق رسمية في صنعاء، أنّ فتوى حوثية للقيادي في مليشيا الحوثي شمس الدين شرف الدين، وراء هدم مسجد النهرين في مدينة صنعاء القديمة، في القضية التي اثارت حينها استياء واستنكار المجتمعات المحلية.  

وبموجب قانون الآثار وتقرير لجنة فنية من الأخصائيين، واستناداً لنصوص مواد القانون رقم (28) لسنة 1997م (3-10-11- 14- 15-17-39-40-41)، كانت الهيئة العامة للآثار والمتاحف طالبت حينها باتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية ضد المتورطين في هدم المسجد، و"العمل لإعادة المبنى إلى أصله على نفقة المخالفين كما كان عليه".

وعلى خلفية هذه القضية كانت هيئة حوثية مستحدثة تحت مسمى "الهيئة العامة للأوقاف" هاجمت بشدة نشطاء على شبكات التواصل ووسائل إعلامية محلية وخارجية.

وفي بيان صادر عنها، الاثنين 15 فبراير/ شباط 2021م، أكدت الهيئة الحوثية تورطها في هدم المسجد، وتعطيلها لمهام ووظيفة وزارة الأوقاف والإرشاد والمؤسسات الحكومية، والقوانين والأنظمة واللوائح المعمول بها.

وجاء في البيان أن هيئة مليشيا الحوثي -غير القانونيةـ "بدأت تنفذ ما بدأته الوزارة من ترميم وصيانة للمساجد"، وأنها "باشرت بترميم جامع النهرين بصورة كاملة وأعادت بناءه وفقاً للنمط الأثري الإسلامي والحفاظ على الهوية الإيمانية".

ويحمل مصطلح "الحفاظ على الهوية الإيمانية"، تشكيكاً مبطناً في هوية المسجد الذي يعدّ منبراً علمياً وثقافياً للمذهب الزيدي في اليمن عبر التاريخ، ويتضمن المصطلح الحوثي تجريفاً للهوية اليمنية بتنوعاتها المذهبية والفكرية ووحدتها المجتمعية ومعالمها الحضارية، لصالح هويات مذهبية إيرانية.

ومنذ ظهور القيادي في الحرس الثوري الإيراني حسن إيرلو، كسفير افتراضي لبلاده في صنعاء، اتجهت مليشيا الحوثي نحو طمس معالم الهوية اليمنية، وكثّفت أساليبها الطائفية داخل المجتمع اليمني، ضاربةً عرض الحائط بقرون من التعايش وتداخل المذاهب الدينية منذ أكثر من ألف عام.

مسجد النهرين بعد الهدم - © خيوط