غزوة "الحشمة" في صنعاء.. أحدث فصول إرهاب الكهنوت الحوثي
السياسية - Wednesday 07 July 2021 الساعة 08:12 am
"صنعاء ليست قندهار" تحت هذا العنوان وبشكل خجول عبّر عدد من النشطاء في مناطق سيطرة جماعة الحوثي عن سخريتهم من أحدث ممارسات الجماعة القمعية بشكل يفوق ما تمارسه الجماعات المتطرفة كالقاعدة وداعش.
Read also :
فتح طرقات اليمن.. ملف يكشف زيف الحوثيين"غزوة الحشمة"، بهذا الوصف يسخر أحد النشطاء من الحملة التي نفذتها سلطات الحوثي، أمس الاثنين، في صنعاء، ضد عدد من المحلات التجارية و"البسطات" وصادرت فيها كميات من الملابس بسبب احتواء أغلفتها على "صورة مخلة بالآداب"، بحسب وصف مكتب الصناعة والتجارة بمديرية معين، في منشور له على صفحته في "الفيس بوك".
المكتب قال بأنه قام بـ"حملة لضبط وسحب صور الملابس المخلة بالآداب التي يتم عرضها في محلات الملابس والمراكز والمولات بشارع هائل سعيد"، لافتاً إلى أنه تمكن من "ضبط وسحب 320 من صور الملابس المخلة بالآداب"، مبرراً ذلك بأنه "انطلاقا من الهوية الإيمانية والقيم الدينية والعادات والتقاليد اليمنية الأصيلة"، حد زعمه.
مزاعم سلطات الحوثي لاقت سخرية من نشطاء مقيمين في مناطق سيطرتها وبعضهم موالين لها، حيث قالوا بان الجماعة تصادر هذا الملابس رغم أنها هي نفسها من تسمح بإدخالها مقابل جبايات باهظة على التجار.
الهوية الايمانية التي تتحدث عنها مليشيات الحوثي، باتت الذريعة الجاهزة لكل ممارستها القمعية بحق المجتمع في مناطق سيطرتها لتحديد ما هو مسموح وما هو ممنوع القيام به وفقا لأفكارها المتطرفة.
ممارسات شملت كل قطاعات الحياة في مناطق سيطرتها وشملت كل فئات المجتمع بهدف قتل كل مظاهر الحياة فيه، وإعادة تشكيله بطابعها الخاص وأبرز نموذج لذلك حملات التضييق والمنع ضد الفن والفنانين بمناطق سيطرتها.
حيث شرعت الجماعة خلال الأشهر الماضية بتطبيق إجراءات قمعية أدت إلى منع شبه كلي لإحياء حفلات الزواج النسائية والرجالية عبر الفرق الموسيقية والفنانين في أغلب المحافظات الواقعة تحت سيطرتها كعمران والمحويت وحجة وصنعاء، بعد أن فرضت ذلك في صعدة منذ سيطرتها عليها عام 2011م.
وتسعى الجماعة حالياً إلى فرض ذلك في العاصمة صنعاء، إلا أن الحضور الطاغي للفن فيها يصعب الأمر، لذا لجأت الجماعة إلى التدريج وصولاً إلى المنع الكامل، حيث أصدرت مؤخراً قرارات بتحديد أوقات إحياء حفلات الزفاف بحيث لا تتجاوز الـ 7 مساء بالنسبة لحفلات النساء والـ 10 مساء للرجال يتم بعدها إغلاق القاعات.
تهدف جماعة الحوثي من وراء كل هذه الإجراءات إلى تكريس ثقافتها القتالية عبر إجبار المجتمع على حصر إحياء مناسباتهم بإنشاديها المعروفة بـ"الزامل" لشحن أفراد المجتمع بثقافة القتال والحرب، بدلاً عن ثقافة الحب والسلام.
ورغم ذلك إلا أن مساعي جماعة الحوثي تواجه بمقاومة شرسة من قبل المجتمع في مناطق سيطرتها، وبرز ذلك بشكل واضح مع إعلان الحكومة الشرعية الأول من يوليو يوماً للأغنية اليمنية من كل عام، وكان لافتاً التفاعل مع الفكرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن داخل مناطق سيطرة جماعة الحوثي.
عكس التفاعل رسالة تحد من قبل المجتمع بمقاومة محاولات جماعة الحوثي تشكيله وفق منظورها ومشروعها القائم على العنف وشعار الموت الذي ترفعه في وجه اليمنيين منذ عام 2004م وحتى اليوم.