الإمارات شماعة لهزائم الإخوان.. وفاتورة السبع العجاف للشرعية

تقارير - Sunday 04 April 2021 الساعة 09:48 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

 لم تنته حملات إخوان اليمن ضد دولة الإمارات حتى بعد أن غادر الجيش الإماراتي اليمن وإعلانه، بشكل رسمي، سحب هذه القوات بل أن الإعلام الإماراتي أفرد تغطية لعودة آلاف الجنود من أرض اليمن.. أي أن التواجد الإماراتي عسكريا كان معلنا وكذلك الانسحاب. 

كان لمأرب خصوصية عسكرية ضمن التحالف وتنسيق عملياته، لذلك بقيت بطاريات الدفاع الجوي الإماراتية لحماية مأرب من صواريخ الحوثيين وقوة رمزية ذات مهام عسكرية ضرورية. غير أن قيادات وإعلام الإخوان المسلمين وقيادات في الشرعية واصلت حملات التحريض ضد الإمارات ودورها والمطالبة بسحب أي حضور عسكري لها من مأرب.

ولأن تواجد الإمارات اقترن بضرورة عسكرية وليس بمطامع توسعية، فقد غادر من تبقى من ضباط الجيش الإماراتي مأرب ومعهم بطاريات الدفاع الجوي "باتريوت" وكان للشرعية دور سلبي وانقياد ساذج خلف تلفيقات الإخوان وحربهم ضد الإمارات.

 وقد وصل الحقد بحملات التحريض الإخوانية أن تلصق كل هجمات الحوثي الصاروخية على مواقع الجيش في مأرب بالإمارات، غير أن المخابرات العسكرية للجيش اليمني حين كشفت عن خلية حوثية داخل الجيش، بينهم ضباط كبار، كشفت الخلية أنها وفرت الإحداثيات للحوثيين لقصف هذه المواقع، وحينها جاء دليل كذب وزيف الإخوان من داخل قواتهم.

حين كانت حملات الإخوان المسلمين التحريضية تشن واتهامات قادة الشرعية تتجاوز حتى سقف الخلاف أو الخطاب الدبلوماسي في الخلافات، كانت مبررات الإخوان أن الإمارات تدعم خليفة حفتر ضد إخوان ليبيا، ولأن الإخوان تنظيم دولي بخطاب مركزي لم تكن مأرب وقبائلها وناسها  ذات أهمية لدى الإخوان بل طرابلس وتحالف السراج في ليبيا هم الأولى بالانتصار لهم في المعركة.

قبل أيام قال محافظ مأرب سلطان العرادة في حوار مع مركز صنعاء، إن مغادرة القوات الإماراتية وبعدها السعودية مأرب جعلها مكشوفة أمام القصف الحوثي وسهل التقدم الحوثي نحو مأرب المدينة، لكن الإخوان عادوا يتحدثون عن فشل التحالف في هزيمة الحوثي وضرورة أن يتسع التحالف ليشمل تحالفا إسلاميا ليضم تركيا وقطر.

سلم الإخوان 16 ألف كلم ومسرح عمليات ثلاث مناطق عسكرية، هي السابعة والسادسة والثالثة وجغرافيا عسكرية مهمة تمتد على أربع محافظات هي صنعاء والجوف والبيضاء ومأرب، وذلك خلال مدة قصيرة ليسجل الإخوان والشرعية فشلا عسكريا ذريعا في حين تواجه الضالع تحشيدات الحوثيين منذ عامين ولم تخسر القوات الجنوبية كلم واحدا، بل حررت مساحات واسعه تصل إلى حدود مناطق اب وتعز.

شاركت القوات الإماراتية، بل نخبة قوات الإمارات في معارك برية في تحرير مأرب بعد أن وصلت مليشيات الحوثي إلى أبواب المدينة في 2015م، وكانت الإمارات هي الداعم الأول لبناء معسكرات وبشكل منظم وليست مجاميع مسلحة وعمل الخبراء الإماراتيون على توفير كل احتياجات وحدات الجيش التي يتم بناؤها.

أسهمت فرق المدفعية الإماراتية في دك مواقع مليشيات الحوثي ووصلت قذائفها إلى المواقع المتقدمة للحوثيين بعد فرضة نهم وكانت قادرة على ملامسة أسوار مطار صنعاء وكانت قوات الجيش الوطني تتحدث حينها عن مسافة قريبة تفصلها عن نقيل بن غيلان.

اليوم ومليشيات الحوثي تطرق أبواب مدينة مأرب بعد أن كان الجيش على بوابات صنعاء يعود زيف وكذب وتحريض الإخوان للتحدث عن دور الإمارات في دعم الحوثيين لاجتياح صنعاء، مع العلم أن القيادي الإخواني حميد الأحمر ظهر يوم سقوط صعدة بأيدي الحوثيين مبشرا بسقوط صعدة بأيدي الثوار وذكر عددا من قيادات الحوثي الذين أسماهم الثوار بينهم محمد عبد السلام وفارس مناس.

جلب الإخوان مجاميع الحوثيين من جبال صعدة بعد أن كانوا متمردين ومنحوهم لقب ثوار وبيضوا كل جرائمهم في ساحة التغيير، بل تم الاعتذار لهم في مؤتمر الحوار الوطني، وحين كان القشيبي يحارب الحوثيين في عمران كان الإخوان يتفرجون عليه وهناك 8 ألوية عسكرية تتبع المنطقة الشمالية الغربية تتواجد من حدود المملكة إلى عمران لم تطلق رصاصة واحدة.

وحينها ذهب الرئيس هادي إلى الرياض وتحدث عن أنه سيحارب وحصل على 800 مليون دولار من الملك عبد الله بن عبد العزيز لكنه عاد ولم يحرك كتيبة واحدة.. بل زار عمران وقال إنها عادت إلى حضن الدولة ودخل الجميع في خنوع لا وطني دفع اليمنيون ثمنه غاليا..

ليعود الإخوان اليوم وبلسان كذب مبين يتحدثون عن أن الإمارت دعمت الحوثيين لاجتياح صنعاء.. بينما لم يقاتل الحوثيون إلا بسلاح الجيش وما يملكون من أسلحة، بل أنهم لم يحتاجوا لسلاح كثير ونوعي، فقد كانت مهمتهم في التقدم نحو صنعاء أسهل من محاولتهم اجتياح مدينة تعز أو إخضاع مدينة عدن.

يبحث الإخوان عن شماعة لهزيمتهم في مأرب فلم يجدوا غير الإمارات، وحين يريدون تغطية فشلهم في الأحكوم تعز يذهبون لاتهام اللواء 35 الذي حرر أفراده الكدحة ولا زالوا يتقدمون صوب مقبنة، وحين تهاوت نهم كانت قواتهم تعسكر في شقرة استعدادا لاجتياح عدن، وحين سقطت الجوف كانوا يقاتلون لاسقاط الحجرية لكي يصلوا إلى الساحل الغربي، وحين تهاوت قواتهم في مأرب صمدت القبائل ومجاميع من الجنود والضباط المحسوبين على جيش اليمن الذي فككوه وأعلنوا عليه الحرب ولا زالوا يعتبرون وحداته في الساحل الغربي خطرا.

يقف الإخوان ككتلة من الكذب وتبرير الخيانات وتحميل الآخرين نتائج فشلهم وهزائمهم ويملكون ماكنة إعلامية هائلة تروج لهذه الأكاذيب بشكل متواصل.. 

صنع الإخوان هزيمة الشمال بإضعاف الجيش اليمني بتهمة أنه عائلي وغير وطني وحين شكلوا جيشا من التربويين والمدنيين عجزوا عن صناعة نصر حقيقي دون ضباط وأفراد الجيش السابق.

يواصل الإخوان اليوم حربهم التحريضية ضد الإمارات وضد المجلس الانتقالي وضد المقاومة الوطنية وضد كل من يرفض أن ينخرط ضمن دائرتهم المتحالفة مع مجموعة الرئيس هادي ويختزلون كل مصالح اليمن في الانقياد لمكتب هادي ونائبه علي محسن الأحمر.

لا مجال لأن تنجو اليمن من شر الحوثيين ما لم تنته هيمنة الإخوان على قرار الشرعية وتطوى صفحة السنوات السبع العجاف التي دفع اليمنيون ثمنها باهظا.. 

يجب أن يكون لمن هزموا الحوثيين صوتا مسموعا، ولمن يملكون القوة لتغيير المعادلة على الأرض حضورا أيضا.. ليست الشرعية فرعا من فروع الإخوان بل إطارا يجمع كل قوى المشروع المناهض للحوثيين في الميدان.


الإمارات لم تهزم في معركة شاركت بها أو دعمتها ضد مليشيات الحوثي وقاتل جنودها في مأرب وعدن ولحج وتعز "في الساحل" والحديدة وأبين وحضرموت ضد القاعدة وكانت بندقية الجندي الإماراتي دوما تمثل الصوت العروبي والقومي في فزعته التي لا يجحدها إلا الإخوان المهزومون .