السالمي يتذكر: موعد مع ياسين سعيد نعمان

السياسية - Thursday 01 April 2021 الساعة 07:58 pm
نيوزيمن، كتب/ د. محمود السالمي:

في عام 88 رافقت قيادة السلطة المحلية في إحدى مديريات أبين، التي توظفت فيها بعد تخرجي من الجامعة مباشرة في نهاية 86، في زيارة عمل إلى عدن من أجل متابعة المشاريع التي اعتمدت للمديرية، والتي كانت تعاني من التعثر بسبب الصعوبات المالية التي كانت تمر بها الدولة.

 كان حينها مأمور المديرية محمد علي هادي، وهو من أبناء مودية، وعند وصولنا عدن استعنا بالمأمور السابق، ربنا يعطيه الصحة حسين ناجي، بحكم معرفته الكبيرة بالمسؤولين، حاولنا مقابلة نائب الأمين العام سالم صالح محمد، أكثر من مرة، ولم ننجح، بحكم انشغالاته الكثيرة، وترددنا كذلك على منزل فضل محسن سكرتير الدائرة الاقتصادية، وأعطانا عبر الحراسة أكثر من موعد، وفي الأخير اعتذر لنا عن المقابلة بحكم انشغالاته، وطلب مننا أن نسجل القضايا التي نود مناقشتها معه في ورقة، وأن نتركها عند حراسة الباب، وانسحبنا وفي خواطرنا بعض الحنق، ولم نسجل الورقة التي طلبها.

ثم أتت فكرة لم أعد أتذكر من صاحبها، وهي لماذا لا نذهب إلى منزل رئيس الوزراء ياسين سعيد نعمان مباشرة، ونحاول نلتقي به، وفي صباح اليوم الثاني اتجهنا بسيارة المأمور إلى منزل ياسين سعيد نعمان في خور مكسر، ووجدناه قد خرج بسيارته وسيارة الحراسة من باب الحوش مباشرة، فكلمه حسين ناجي أننا نود مقابلته، وأن يحدد لنا الموعد المناسب معه إن كان ذلك ممكنا، فرحب بنا، وأمر السائق بالعودة إلى داخل المنزل، ودخلنا معه في مجلس متواضع، وبعد قليل دخل يوزع علينا أكواب الشاي بنفسه.

ثم جلس معنا وعندما شعر أن وقت الجلسة قد يطول، طلب مننا أن نزوره اليوم التالي الساعة التاسعة صباحا في مقر رئاسة الحكومة في التواهي، وصلنا اليوم الثاني ووجدنا التعليمات بدخولنا عند الحراسة، وعند مدير المكتب، مع حفاوة بالاستقبال، جلس معنا واستمع باهتمام شديد لكل ما طرحناه، وفي نهاية الجلسة قال لنا: سأتواصل معكم بعد أسبوع.

 وطبعا لم نعر للموعد أهمية كبيرة بحكم معرفتنا بمواعيد الكثير من المسؤولين، وبعد أسبوع بالضبط، وصلت برقية من مكتب رئيس الوزراء إلى شرطة المديرية تطلب من المأمور مقابلة رئيس الوزراء في يوم كذا، الساعة كذا، لم أرافق الزملاء في الزيارة الثانية، التي تمت بالوقت المحدد لها، والتي حلت كثيراً من القضايا.  

ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم وأنا احترم د. ياسين بشدة على ذلك الموقف، الذي لن يمحى من ذاكرتي.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك