نعي 20 عالماً يمنياً في الإنسانيات.. رحلوا حاملين مآسيهم في ظروف صعبة

السياسية - Saturday 27 March 2021 الساعة 07:08 am
نيوزيمن، محمد عبده الشجاع:

عشر سنوات منذ أحداث "الربيع العربي"، كانت كفيلة بإحداث الكثير من التغييرات على كافة المستويات.

التعليم الجامعي وكادر التدريس في كلية "الآداب والعلوم الإنسانية" جامعة صنعاء أخذ نصيبًا واسعًا من الإهمال والصراعات، أفقدت هذا الصرح العريق كثيراً من ميزاته وخصوصياته.

رحل ما يقارب 21 مدرسًا وباحثًا استثنائيًا بين 2011 و2021، مثلوا مختلف التخصصات: علم الاجتماع والأنثربولوجيا، الفلسفة والآثار، التاريخ والحضارة، الجغرافيا والدراسات الإسلامية، علم النفس والأدب الحديث والقديم.

منهم رؤساء أقسام وعمداء كليات، ومدرسون مساعدون، 4 عقود تَركوا وراءهم عشرات الأبحاث والدراسات وآلاف الطلاب.

رحل بعضهم قبل الأوان، قبل أن ترحل الفوضى وتتوقف الحرب، لكلٍ قصته ومأساته، منهم من غادر مديونًا لم يجد راتبه ليواجه به التزامات الحياة البسيطة، وآخرون ماتوا لأنهم لم يجدوا قيمة الدواء.

قصص كثيرة يصعب حصرها، ناهيك عن التي احتفظوا بها في طريقهم إلى دار الحياة الآخرة في الأعوام الأخيرة من سيطرة المليشيا.

الإحباط وأمراض القلب والسكر والقولون... وغيرها من المضاعفات كانت تقف أمام قلة حيلهم وضعفهم، تم إزاحتهم إلى الهامش؛ فتُركوا لرياح الأيام تُقلم أحلامهم وتصارع طموحاتهم.

أعوام سوداء

في السابع من أبريل 2014، رحل أستاذ علم النفس الإكلينيكي د. عبد الرحمن المنيفي، تاركًا حسرة بين زملائه ووسط طلابه.

كان يُعتقد أن الموت سيطول غيابه عن الكلية ولن يعود مجددًا، غير أنه لم يلبث كثيرًا فقد تفاجأ الجميع بمرض د. حسن الكحلاني أستاذ "الفلسفة المعاصرة" محافظة حجة 1 فبراير 1959، صاحب أبحاث كثيرة ورؤى وطنية وحزبية.

في 14 مايو 2014، توفي الكحلاني الذي ترك عمادة الكلية للتو بعد تحمله أعباء كبيرة أثناء أحداث شارع الجامعة 2011، وتعرضه للاعتداء أكثر من مرة وسيل من الشتائم.

أصيب بتسمم حاد في ظروف غامضة، دخل على إثرها في غيبوبة، بسبب مضاعفة السكري استمر لأكثر من شهر في مستشفى الثورة إلى أن وافاه الأجل.

سبقه إلى ذلك د. حسين أمين الباكري، حيث توفي في 24 ديسمبر 2011، وهو مدرس في قسم الدراسات الإسلامية.

من ضمن الذين رحلوا في العقد المنصرم د. عبد الملك المقرمي، مدرس علم الاجتماع، والدكتورة هدى المقرمي، وكذلك د. هدى القباطي، ولم نستطع تحديد تاريخ الوفاة بالضبط. 

استمر الموت يحصد الأكاديميين مع استمرار الفوضى، ومع مجيئ مليشيا الحوثي اكتملت الصورة السوداوية وأصبحت المرآة لا تعكس إلا وجوهاً بائسة وأعناقاً لا تقوى على الممانعة.

رحل د. محمد باسلامة، مدرس في قسم الآثار، بحسب التقديرات في 2015/ 2016، كذلك د. هدى طاهر، أستاذة علم النفس، توفيت بين هذين العامين، ورحل د. يحيى العرومي، أستاذ علم الاجتماع، وكذلك د. عبد الرحمن الابي من قسم الدراسات الإسلامية.

عام 2017.. رحيل آخر

هذا العام اختار الموت اثنين من أهم مدرسي علم الآثار، حيث توفي د. محمد علي السلامي في 28 أبريل 2017، لحق به د. عبد الغني الشرعبي رئيس قسم الآثار في 23 سبتمبر 2017م.

2020.. عام آخر من الوداع

فيما كان الكادر يتساقط بين يدي الموت كان سقف المطالب لدى "نقابة هيئة التدريس" تتراجع شيئًا فشيئاً، فبين 2015 و4 ديسمبر 2017 تغيرت لغة النقابة تمامًا ولهجة خطابها لم يعد المدرسون يرفعون الشارت الحمراء ولا القيام بإضراب أو المطالبة ب"المرتبات حياة".

الجميع سلم للأمر الواقع، واكتفت النقابة بتعازٍ مقتضبة، جاهزة الديباجة لكل من يرحل قبل أن يرى نور الراتب، فقط تقوم بتغيير اسم الراحل وتخصصه، حتى لم تكلف نفسها تدوين سيرته الذاتية؛ وأقصى ما تقوم به فتح صالة العزاء لاستقبال المعزين.

الخميس 29 أكتوبر 2020، رحل د. مبارك قاسم البطاطي أستاذ علم الفلسفة، وبحسب جيرانه وطلابه رحل وهو يؤدي عمله رغم مرضه وتقدمه في العمر، وظل حتى آخر أيامه يسأل المصادر الخاصة به عن موعد صرف المرتبات.

في 1 نوفمبر 2020، رحل أستاذ علم النفس عدنان عبد القادر الشرجبي، جاءت وفاته بعد 27 يومًا على خروجه من المعتقل بعد اختطافه في 9 سبتمبر وهو في طريقه لقاعة الامتحانات.

رحل الشرجبي وهو ينتظر راتبه لشراء الأدوية التي اعتاد أن يواجه بها أمراض القلب والتنفس ومضاعفات أخرى.

في 21 نوفمبر 2020، رحل أستاذ آخر د. محمد أبو بكر الحداد علم الاجتماع وسط معاناة من غياب الراتب والمضايقات التي طرأت على الجامعة.

محمد الحاج الكمالي، أستاذ الفلسفة ورئيس قسمها وعميد كلية التربية سابقًا في محافظة المحويت توفي في 17 ديسمبر 2020م، بعد أن عانى من نفس ظروف زملائه.

أما عالم الاجتماع والأنثربولوجيا وأحد مؤسسي القسم في جامعة صنعاء د. عبده علي عثمان، فقد توفي يوم الاثنين 21 ديسمبر 2020، لتلحق به زوجته في 29 ديسمبر أي بعد 7 أيام من وفاته.

عام 2021

آخر الراحلين مدرس في كلية الآداب قسم علم الاجتماع د. محمد عبد الله العمراني، 17 مارس 2021، غادر الحياة وهو يستدين قيمة الوجبات التي تبقيه على قيد الحياة على أمل أن يصرف نصف الراتب المتراكم.

يقول د. عبد الرحمن الصعفاني، "ومن أسباب كثرة الوفيات بين فئة موظفي الدولة وبالذات أساتذة الجامعات قبل الضغط والسكري وأمراض القلب وتصلب الشرايين وحتى قبل كورونا؛ (قطع المرتبات)".

أكاديمي آخر وأستاذ الأدب الحديث د. عبد الرحمن العمراني من مواليد صنعاء 1949، توفي في1 مارس 2021.

في 24 فبراير 2021 توفي د. عبد الرحمن الشجاع من مواليد تعز 1946 تخصص تاريخ وحضارة ومؤرخ بارز.

أما سيد مصطفى سالم - مصري - يمني منح الجنسية عام 1980 توفي يوم الأحد 3 يناير 2021 وهو أستاذ التاريخ الحديث وله العديد من المؤلفات حول تاريخ اليمن وصراعاته.

سيد مصطفى وقبل وفاته بأيام قليلة قامت جماعة الحوثي باقتحام شقته بصنعاء والعبث بمحتوياتها ونهب أشياء كثيرة بل تم مصادرتها، الأمر الذي نزل كالصاعقة على الرجل الذي أحب اليمن وخدمها كما لم يخدمها أحد.

تلك محصلة بسيطة لكوكبة من أساتذة "كلية الآداب والعلوم الإنسانية" فقط رحلوا خلال العقد الماضي أغلبهم في الأعوام الأخيرة تاركين وطنًا تنهشه الحرب وتصادر منجزاته؛ العصبية والطائفية.

هوامش:

كلية الآداب والعلوم الإنسانية فقط.

الدكتور عبدالرحمن العمراني (أدب حديث).

الدكتور عبدالرحمن الشجاع (تاريخ).

الدكتور سيد مصطفى سالم (تاريخ).

الدكتور عدنان الشرجبي (علم النفس).

الدكتور مبارك البطاطي (فلسفة).

الدكتور محمد الحاج الكمالي (علم الفلسفة).

الدكتور عبده علي عثمان (علم الاجتماع).

الدكتور محمد الحداد (علم الاجتماع).

الدكتور محمد السلامي (علم الآثار).

الدكتور عبدالغني الشرعبي (علم الآثار).

الدكتور محمد باسلامة (علم الآثار).

الدكتور حسن الكحلاني (علم الفلسفة).

الدكتورة هدى طاهر (علم النفس).

الدكتور حسين الباكري (دراسات إسلامية).

الدكتور عبدالرحمن الإبي (دراسات إسلامية).

الدكتور عبدالملك المقرمي (جغرافيا).

الدكتورة هدى المقرمي (.....).

الدكتورة هدى القباطي (دراسات إسلامية).

الدكتور يحيى العرومي (جغرافيا).

الدكتور عبدالرحمن المنيفي (علم النفس).

الدكتور محمد عبد الله العمراني (علم الاجتماع).

•علم الاجتماع 3

•علم الفلسفة 3

•علم النفس 3

•دراسات إسلامية 3

•علم الآثار 3

•جغرافيا 2

•التاريخ 2

•أدب حديث 1

•مجهول التخصص 1.