الصوفي يكتب عن: تحرير المحرَّر وأخطاء أخرى
تقارير - Monday 15 March 2021 الساعة 07:05 amمن بين جميع المحافظات، تستحوذ تعز على النسبة الأعلى من الألوية العسكرية المحسوبة على شرعية الرئيس هادي ووزارة الدفاع.. وفي تعز النسبة الأعلى من إجمالي عدد الجنود والضباط من بين المحافظات الأربع التي تتبع -عسكرياً- المنطقة العسكرية الرابعة (عدن، أبين، الضالع، وتعز).
المحور العسكري في تعز الذي يقوده العميد خالد قاسم فاضل، تخضع له سبعة ألوية عسكرية تقريباً، هي: اللواء 145، اللواء الرابع مشاة جبلي، اللواء 22 ميكا، اللواء 17 مشاة، اللواء 170 دفاع جوي، اللواء الخامس حرس رئاسي، واللواء 35 مدرع الذي يقول قياديون في إعلام حزب الإصلاح إن قائده السابق العميد عدنان الحمادي تم اغتياله في بداية ديسمبر 2019، بسبب تمرده على الشرعية، تارة، وتارة يقولون بسبب مقاومته ضم اللواء إلى محور تعز، وتارة ثالثة لأنه كان عقبة أمام توحيد الجيش الوطني، ورابعة لأنه عميل للإمارات العربية المتحدة.
يبلغ عدد منتسبي المنطقة العسكرية الرابعة نحو مائة وستين ألف جندي وضابط، وهذا ليس بسر عسكري، ولم يعد إفشاؤه جريمة وطنية، ما دام وزير الدفاع قد أخبر إحدى وسائل إعلام الإصلاح بذلك.. أكثر من ربع إجمالي عدد جنود وضباط المنطقة العسكرية الرابعة (160 ألفاً)، ينتسبون الآن لألوية الجيش الوطني الخاص بتعز.. هذا فضلاً عن منتسبي تشكيلات المقاومة الشعبية التي تزعمها الإصلاحي حمود سعيد المخلافي، والألوية العسكرية غير الخاضعة رسمياً للحكومة، مثل: الحشد الشعبي، لواء الكوثر، لواء الطلاب، لواء الصعاليك، ولواء العاصفة.
ومع ذلك لم يحرك محور تعز تسعة أعشار هذا العدد الهائل لطرد ميليشيا الجماعة الحوثية، من حوض الأشراف، أو الحوبان، أو دمنة خدير، أو الصلو، أو سامع... ولسنا نصدق دسيسة قادة ميليشيا الجماعة الحوثية الذين قالوا إن الحرب في مدينة تعز توقفت بموجب اتفاق مع حزب الإصلاح على هدنة طويلة المدى..
كان القادة العسكريون في تعز يشكون من شحة الموارد المالية اللازمة لتمويل تحركات الجيش ودفع مرتبات منتسبيه، بينما كان الحوثيون في الجوار يستحوذون على الضرائب المفروضة على ملاك المصانع في الحوبان، والمنتجين في الجهة المقابلة من المدينة، ووسائل إعلام حزب الإصلاح تشغل الناس منذ عامين بموارد ميناء المخا المعطل أصلاً منذ سبع سنين لأسباب معروفة، وأدمنت الرغي عن موارد المحطة الكهربائية التي ما زال حالها كما كان عليه قبل نحو خمس سنوات، أي خارج الخدمة، لأن حكومة الشرعية لم تتكفل بإصلاحها وتزويدها بالوقود.
كان قادة في محور تعز وألوية تابعة له يتذرعون بعدم وجود أسلحة وذخائر.. كانوا يقولون ليس لدينا أسلحة كافية ولا ذخائر ولا مستلزمات كافية.. كانوا يقولون ذلك كلما شعروا بضرورة الرد على منتقديهم.. لماذا توقفت مهمة إخراج الميليشيا الحوثية من مدينة تعز؟ لماذا ما تزال ميليشيا الجماعة الحوثية بجولة القصر أو في الحوبان؟ ولماذا تخليتم عن سكان حيمة تعز؟
وجاءت المعارك الأخيرة لطرد الحوثيين من بعض مناطق جبل حبشي والمعافر لتسقط تلك الذرائع، فالألوية التابعة لمحور تعز لم تدخل هذه المعركة دون سلاح، بل بعتاد عسكري كاف، وهذا العتاد لم يأت فجأة بل كان في حوزة الألوية التابعة لمحور تعز.. هذا يفرض على القيادات في محور تعز، تفهم ما يثيره نشطاء اليوم حول حقيقة هذه المعارك، وعن وجهتها وهدفها النهائي! وينبغي أن تدرك أن تكرار شائعة التحام القوات الحكومية مع العمالقة هنا، ومع القوات المشتركة هناك، لا جدوى منه إذا كان القصد منه إحراج قياداتها، وهو يبدو كذلك، إذ إن محور تعز لا يمكن أن يقبل بوجود غيره في مسرح عملياته العسكرية، بل إن المشاركة في مسرح عمليات واحد دون تنسيق وتعاون وتحديد أدوار، هو خطأ عسكري يدركه كل قائد عسكري، فأقل ما يمكن أن يحدث أن يضرب العدو أحد الأطراف المشاركة فيحدث فيه شرخاً أو فتنة.
لقد حرص محور تعز من أجل الحصول على تغطية إعلامية واسعة لتحركاته كيفما اتفق، ولعل هذا الاندفاع غير الحصيف سهل لميليشيا الحوثي توظيف الصور التي بثتها قناتا الجزيرة ويمن شباب، عن مكان تمركز القوات وآلياتها في مدرسة طارق بالكدحة، فوجهت تلك الضربة الصاروخية المميتة..، إعلام المحور تكفل أيضاً بكشفت جوانب من تحرير المحرر، فمثلاً يعلن المحور أنه انتهى من تحرر مديرية جبل حبشي، فيصحح واحد من أبناء المديرية، وهو عصام السفياني: مديرية جبل حبشي لم تكن كلها تحت سيطرة الحوثيين حتى يتم تحريرها بالكامل، فقد حرر اللواء 35 مدرع بقيادة الحمادي، والمقاومة بقيادة الشراجي وآل القار كثيراً من مناطقها في السابق، أما ما تم تحريره مؤخراً فمجموعة قرى غرب المديرية لا تشكل ثلاثة في المائة من مساحتها، بينما أهم مناطق المديرية التي أعلن محور تعز تحريرها فلا تزال تحت سيطرة الحوثيين، وقال الصحافي سامي نعمان، قريباً من هذا.. وصرح الناطق الرسمي لمحور تعز العقيد عبد الناصر البحر لقناة الحدث أن قوات المحور تتقدم نحو وادي الحناية، لتصل الخط الرابط بين الوازعية وموزع، فيصحح أصيل السقلدي -مدير المركز الإعلامي لألوية العمالقة- إن وادي الحناية والجبال المحيطة به قد حررتها قوات العمالقة قبل يومين من ذلك، وهي متواجدة فيها، وبالنسبة لخط الوازعية وموزع قد حررناه من الحوثي في العام 2018.
ما سبق مجرد مثال يرينا لو كان ثمة صحافيون في المناطق الأخرى قد تظهر صورة واضحة.