أكرم.. قصة طفل قادته شلة "بيت بوس" إلى حتفه من أجل "دجال مران"

السياسية - Sunday 14 March 2021 الساعة 09:00 am
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

قبل 5 أعوام لم يكن أكرم عبدالواحد علاية قد تجاوز الثالثة عشر من العمر، إذ كان ما يزال يمارس هواياته كطفل في قرية "خنبة" بمديرية العدين محافظة إب، يلعب البسكليت ويذهب بمحصوله من المال لشراء الآيسكريم.

في تلك الأثناء استدرجته شلة "بيت بوس"، (فرقة حوثية متخصصة بالتجنيد في حي بيت بوس بصنعاء) وبدأت تمارس دورها في تعبئته من خلال ما تسميها "الدورات الثقافية"، وحين افتقدته أسرته، عثرت عليه وقد بدت عليه علامات التغير.

وغاب أكرم مرة ثانية وثالثة، حتى علم والده أن طفله قد أصبح من شلة (المؤمنين) المجاهدين، فحاول ثنيه، وفي كل مرة يفشل الأمر.

تشبّع أكرم بأفكار شلة "بيت بوس"، وألبسوه بدلة الحرب الأنيقة بلونها الزيتي الغامق وعلى كتفه علقوا وسام الدم "الكلاشنكوف" بشكله المغري.

يقول محمد (عم أكرم) لـ"نيوزيمن": "حاولنا معه جميعًا وفرادى، حتى بعد أن تركتُ وظيفتي كمدير للبعثات في وزارة (التعليم العالي والبحث العلمي الخاضعة لسيطرة الحوثيين بصنعاء)، هاجرت للعمل وبقيت على اتصال به، منحته كل المغريات لأني كنت متعلقاً، به وهو كذلك".

يضيف: "كنت أشعر أن الأوان قد فات في أكثر من مرة، إلا أنه حين استقر كجندي يعمل في إحدى المحاكم طمأنني بأنه لن يذهب إلى أي معركة، وأن عمله سيكون في المحكمة".

وفي خضم المعارك الأخيرة، التي حصدت مئات الشباب المغرر بهم، من الذين حشدهم زعيم المليشيا لمعركة قال إنها "بتوجيه إلهي"، وصل أسرة أكرم نبأ مقتله في صفوف الحوثيين وهو لم يكمل السابعة عشر من العمر.

يضيف العم: "بعد موته شعرنا جميعاً بالذنب والتقصير بمن فيهم أنا، رغم تواصلي الدائم معه والعروض التي قدمناها".

أكرم كان طفلًا بريئاً، غير أنه تغير بعد استدراجه إلى مليشيا الحوثي، حيث بدأ يرفض أوامر والده بحجة أنه في جهاد، وكانت هذه النقطة الفاصلة –يقول محمد- عرفنا أن أكرم فلت من بين أيدي الجميع رغم كل المحاولات.

وأردف: "قتل أكرم وترك خلفه صوراً توجع القلب، وذكريات تؤرق العيون، ذهب الطفل أكرم وذهب معه ذكاؤه وحسه وطيبته مع الآخرين".

الآن فقط يمكن لأكرم أن يعي أنه خلف حسرة وكان صيدًا سهلًا لخديعة الأنصار الجبناء الذين أوجعوا القلوب وغزو البيوت والقرى وحواري المدن الهادئة.

يختم عمه حديثه بالقول: "منذ ولادته لم يخاصم أحداً، ولم يعتد على مخلوق، لقد سرقوا أطفالنا أصحاب المسيرة القرآنية، ثرواتنا، أولادنا يُقتلون ولصوصنا يكبرون ويستثمرون في الدماء ليبنوا امبراطوريات على أشلاء الأبرياء.

في "بيت بوس" ودعت (الشلة) نفسها الطفل أكرم وظلت هي تحرس العقارات التي بنتها أثناء الحرب والأراضي التي استولت عليها؛ ومثل غيره سيترك الطفل أكرم بدون امتيازات ولا راتب شهري، لقد نال الجنة في نظرهم ونالوا هم جحيم "بيت بوس".. اللعنة وحدها لا تكفي لقد ذهب الطفل أكرم ولن يعود.