منظمة "مواطنة" تتهم الحوثيين بقتل وإصابة عشرات المهاجرين عقب الحريق المميت في مركز الاحتجاز بصنعاء

السياسية - Thursday 11 March 2021 الساعة 05:26 pm
صنعاء، نيوزيمن:

اتهمت منظمة مواطنة لحقوق الإنسان، الحوثيين بالتسبب في مقتل وإصابة العشرات عقب الحريق المميت في مركز الاحتجاز المكتظ بالمهاجرين واللاجئين الأفارقة بصنعاء في 7 مارس/ آذار 2021.

كما اتهمت المنظمة جماعة أنصار الله (الحوثيين) باحتجاز عدد من المهاجرين الجرحى، ومنع وصول المساعدات الإنسانية، ومنع أفراد أسر المهاجرين من زيارتهم.

>> مصدر إثيوبي عن جريمة حريق الجوازات: الحوثيون يعرضون الجنسية اليمنية مقابل دفن القضية

ووصفت مواطنة لحقوق الإنسان في تقرير حديث الواقعة بالمروعة التي تؤكد مرة أخرى على مدى الحاجة الملحة إلى تحقيقات دولية ومساءلة ذات مصداقية في اليمن، داعية إلى اتخاذ خطوات دولية ملموسة على الفور لضمان المساءلة الجنائية والتعويضات في اليمن، بما في ذلك الانتهاكات والتجاوزات المرتكبة ضد المهاجرين واللاجئين.

المنظمة المرشحة لجائزة نوبل للسلام هذا العام، روت في تقريرها تفاصيل الحريق الذي اندلع في مركز الاحتجاز والإجراءات الحويثة المنتهكة لحقوق الإنسان أثناء وعقب الحريق.

وقالت: في أوائل مارس/ آذار، بدأ عدد كبيرٌ من المهاجرين المحتجزين في مرفق احتجاز خاضع لسيطرة (الحوثيين) بصنعاء إضراباً عن الطعام. وكان المهاجرون المحتجزون في مرفق احتجاز تابع لمصلحة الهجرة والجوازات والجنسية بشارع خولان في العاصمة صنعاء يحتجون على سوء معاملتهم واحتجازهم التعسفي من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين).

ونقلت المنظمة عن أحد المهاجرين الذين تم احتجازهم في المنشأة أن جماعة (الحوثيين)، بالإضافة إلى احتجاز المهاجرين في ظروف مروعة، كانت تبتزهم أيضاً، وتطالب برسوم مقابل الإفراج عنهم. 

ولفت المهاجر إلى أن هذه الممارسة قد تزايدت منذ أوائل فبراير/ شباط 2021. وقال: دفع بعضهم أموالاً وتم إطلاق سراحهم بالفعل، لكن معظمنا لم يكن لديه أي نقود لدفعها. مكثت 15 شهراً في مركز الاحتجاز هذا حتى اندلع الحريق.

قال شهود لـ”مواطنة”، إن عناصر (الحوثيين) أغلقوا باب العنبر، وبدأوا بإطلاق المقذوفات من خلال نوافذ العنبر والتي لم يتمكن الشهود من التعرف على ماهيتها. وصف الشهود تصاعد الكثير من الدخان والأصوات العالية. تسببت المقذوفات في نشوب حريق انتشر بسرعة.

ووصف أحد الناجين ما حدث بقوله: جاءت قوات مكافحة الشغب. صعد أحد الحراس على السلم وسمعتهم يقولون “جاهز”. بدأوا في إلقاء مقذوفات ينبعث منها الدخان من النوافذ العلوية للعنبر. لم نسمع سوى أصوات انفجارات ودخان كثيف.

وأضاف "حاولنا الهروب لكن أبواب العنبر كانت مقفلة وكنا مكتظين بالداخل. كنت أسمع أصوات الانفجارات وأصوات أصدقائي يتأوهون… لكني لم أستطع مساعدة أحد".

قال شخص آخر لـ“مواطنة” إنهم سمعوا دوياً قوياً قادماً من المجمع عندما مروا به عصر ذلك اليوم. اندلع حريقٌ كبيرٌ بداخل مركز الاحتجاز المكتظ، وحطم المهاجرون باب العنبر وفروا.

وفقًا لمنظمة الهجرة الدولية (IOM)، كان ما يقرب من 900 مهاجر، معظمهم من الإثيوبيين، محتجزين من قبل (الحوثيين) في المنشأة المكتظة، وكان أكثر من 350 مهاجراً بداخل العنبر الذي اشتعلت فيه النيران، والتي كان موظفوها في ذلك الوقت متواجدين في الموقع، مشيرة إلى أنه لم يتضح بعد بالضبط عدد القتلى والجرحى في الحريق.

وتوضح المنظمة الأممية أنه تم علاج حوالي 170 شخصًا من الإصابات، بينما لا يزال العديد منهم، في حالة حرجة.

لا يزال مصير العديد من المهاجرين مجهولاً.

لكن منظمة مواطنة في تقريرها نقلت عن عامل صحي تأكيده أن جثث 16 مهاجراً إفريقياً على الأقل قتلوا في الحريق تم إرسالها إلى عدد من ثلاجات الموتى في صنعاء. قال العامل الصحي إن جميع الجثث كانت محترقة. 

ويضيف أحد المهاجرين: لم يعثر أفراد عائلتنا حتى على جثث لدفنها، ومصير الناجين مجهول. نحن خائفون. يمكن أن نُقتل في أي وقت! نُقل المصابون في الحريق إلى مستشفيات مختلفة في صنعاء، لكن لم يُسمح لأفراد أسرهم بزيارتهم. 

فيما قال شاهد عيان، إن أحد المستشفيات في صنعاء استقبل مجموعة من الإثيوبيين الذين أصيبوا بحروق شديدة، مشيراً إلى أن المجموعة نقلت إلى المستشفى على متن عربة عسكرية برفقة رجال مسلحين. تلقى الإثيوبيون مساعدة طبية في قسم الحروق، قبل أن يتم إخراجهم من المستشفى على متن نفس العربة العسكرية.

عزز الحوثيون تواجدهم الأمني في المستشفيات التي تعالج الجرحى من المهاجرين، كما منعوا الوصول إلى المصابين، وسعوا إلى منع انتشار المعلومات المتعلقة بضحايا الحريق وحول الحريق نفسه. 

وقال شهود لـ”مواطنة”، إن العشرات من عمال النظافة الإثيوبيين في مختلف المستشفيات تلقوا تعليمات بمغادرة العمل حتى إشعار آخر. بعد الحريق، شوهد عشرات المهاجرين على متن ثلاث حافلات متوسطة الحجم، تابعة على ما يبدو لجماعة أنصار الله (الحوثيين)، وأخذوا إلى مواقع لم يُكشف عنها. كما حاصرت قواتها المنطقة المحيطة بمركز الاحتجاز بعد الحريق وفرضت قيوداً مشددة على الدخول.

في اليوم التالي للحريق، منع عناصر (الحوثيين) أسر الضحايا من تنظيم احتجاج أمام مبنى الأمم المتحدة في صنعاء بإطلاق أعيرة نارية في الهواء لتفريقهم، وفي 9 مارس/ آذار، احتج أفراد الأسر مرة أخرى.

تابع أيضاً:

>> تنديد يمني وعربي بوفاة عشرات اللاجئين الأفارقة حرقاً بعد احتجاز جماعة الحوثي لهم بصنعاء

>> رايتس رادار تطالب بتحقيق دولي في جريمة إحراق اللاجئين الأفارقة بصنعاء

>> شبكة الحقوق تدين جريمة إحراق اللاجئين والعفو الدولية طالبت بتحقيق مستقل

>> مجزرة حوثية للاجئين بصنعاء

>> اتهامات لمليشيا الحوثي بإضرام النيران في أجساد 350 مهاجراً إفريقياً

>> محرقة الأفارقة بصنعاء.. اللاجئون يتظاهرون والهجرة الدولية تحمل الحوثيين المسؤولية

>> تفاصيل جديدة عن "محرقة المهاجرين" في جوازات صنعاء

>> مقتل وإصابة مئات الأفارقة في حريق مركز الاحتجاز بجوازات صنعاء (تفاصيل حصرية)