تصريحات الأحمر: استمرار لأحقاد الإخوان وأخطائهم وترويج لتدخل تركي

تقارير - Wednesday 10 March 2021 الساعة 08:50 pm
عدن، نيوزيمن، خاص:

أثارت تصريحات القيادي في الإخوان المسلمين في اليمن الشيخ حميد الأحمر، الأخيرة بشأن التدخل التركي في اليمن وأيضا بشأن التطورات العسكرية ومعركة مارب، ومحاولاته الربط بينها وبين وضع قوات المقاومة المشتركة في الساحل الغربي، وزعمه أن اتفاق السويد يخص مدينة الحديدة فقط وليس المحافظة كلها ودعوته للقوات المشتركة في الساحل الغربي لإعلان معركة بهدف تخفيف الضغط عن مارب، وما تضمنه كلامه من إشارة إلى جبهة تعز وربطها بمعركة مارب؛ أثارت هذه التصريحات الكثير من التساؤلات لدى مختلف الأوساط سواءً الشعبية أو السياسية والإعلامية عن أسبابها وتوقيتها والأهداف منها؟!هم 

ولمعرفة ردود الفعل لدى الناس في العاصمة صنعاء حول تصريحات الشيخ حميد الأحمر الذي يعيش حاليا مع كثير من قيادات حزب الإصلاح (الإخوان المسلمين في اليمن)، حاول نيوزيمن استطلاع آراء عينة من المواطنين عن رأيهم فيما تضمنته تصريحات الأحمر الأخيرة المنشورة في صفحته على فيس بوك.

تصريحات الأحمر... والممول التركي

يربط محمد السماوي، وهو طالب قسم دراسات سياسية في جامعة صنعاء، بين تصريحات الإخواني حميد الأحمر الأخيرة وتصريحاته المتعلقة بالدعوة لتدخل تركي في اليمن والتي أطلقها في فبراير الماضي في مقابلة تلفزيونية في قناة الجزيرة والتي دعا فيها صراحة إلى تدخل تركي عسكري في اليمن بحجة مواجهة المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن.

ويقول السماوي لنيوزيمن: مطلع فبراير الماضي نشر حميد الأحمر صورة له وللقيادي الإخواني صلاح باتيس رئيس الجالية اليمنية في تركيا كما يصفونه، مع وزير الداخلية التركي سليمان صويلو وزعم فيها أن اللقاء خصص لمناقشة أوضاع الجالية، لكن تبين فيما بعد أن تلك الزيارة كانت البداية لإطلاق شرارة مواقف سياسية لاحقة وهو ما تأكد في المقابلة التي أجرتها قناة الجزيرة مع الأحمر وتضمنت دعوة صريحة لتدخل تركي في اليمن.

ويشير محمد السماوي إلى أن موقف حميد الأحمر لم يكن موقفه كشخص أو كقيادي إخواني بل إنه جاء في إطار حملة إعلامية تبناها سياسيون واعلاميون ونشطاء إخوانيون يمنيون ممن يطلق عليهم (جناح تركيا وقطر في الإصلاح) يتبنون مواقف تهاجم الشرعية وتسعى لافتعال أزمات سياسية ليس في أوساط الأطراف المعادية للمليشيات الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن فحسب، بل ويسعون لإثارة خلافات بين أطراف ودول التحالف وتحديدا بين السعودية والإمارات، وهو ما تبين من خلال مواقف القيادية الإخوانية توكل كرمان وفريقها الإعلامي، وأيضا منشورات وتغريدات الإعلامي والمسؤول عن الشؤون اليمنية في قناة الجزيرة أحمد الشلفي واعلاميين ونشطاء إخوانيين صبوا جهدهم في اتجاه الدعوة لتدخل تركي في اليمن.

الإخوان.. استمرار الأحقاد وتكرار الأخطاء

من جانبه يرى خالد الرعيني، وهو طالب علم اجتماع في جامعة صنعاء، أن مشكلة الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) كمؤسسة وكقيادات هي أنهم مستمرون في احقادهم ويكررون أخطاء الماضي في تعاطيهم مع الأحداث التي تشهدها البلاد، ولذلك فشلوا ولا يزالون في تحقيق أهدافهم التي كان يمكنهم تحقيقهم لو أنهم غادروا مربع 2011م.

>> الصوفي يرد على الاحمر: يعرف الشيخ حميد استوكهلم.. ولكن!

ويقول الرعيني لنيوزيمن، معلقاً على تصريحات الأحمر: نذكر الشيخ حميد الأحمر وقيادات الإصلاح انهم كانوا السباقين لتبرئة المليشيات الحوثية من كل جرائمها وما اقترفته بحق الوطن، حتى إن حميد الأحمر وصف إسقاط مليشيات الحوثي لصعدة إبان أزمة 2011م بأنها أول محافظة تسقط بيد الثوار، ونذكره أيضا بتصريحات شقيقه صادق الأحمر الذي زعم أن الحوثيين ثوار وأن الرئيس السابق صالح هو من كان يحاربهم بل واعتذر لهم، ونذكر قيادات الإصلاح كيف أنهم استقبلوا قيادات الحوثيين في ساحة الجامعة ووصفوهم بالثوار والمناضلين وكل ذلك في سبيل ما كانوا يرون انه تحقيق لأهدافهم.

وأضاف: هل نذكر حميد الأحمر وقيادات الإصلاح أن حكومتهم برئاسة باسندوة هي التي ارتكبت أكبر جريمة بحق الوطن والمواطنين حين أعلنت اعتذارا رسميا باسم الحكومة لمليشيات الحوثي عن حروب الجيش لاخماد تمردهم في صعدة وكيف ان ذلك الاعتذار كان القشة التي قصمت ظهر البعير ومنحت الحوثي صك براءة من كل جرائمه بل وشجعته لارتكاب المزيد وتنفيذ مشروعه الذي انتهى بالانقلاب على سلطات الدولة والسيطرة على مؤسساتها وطرد الجميع وفي مقدمتهم الإصلاحيون وشن حرب شاملة على كل اليمنيين.

وتابع الرعيني: والمؤسف أن كل تلك المواقف والأخطاء التي ارتكبها الإصلاحيون كانت ناتجة عن أحقاد وضغائن ضد الرئيس السابق صالح ولم يكن الإخوان يقدرون مآلاتها ولا نتائجها، والمؤسف اكثر اليوم انهم وبعد كل ما حصل خلال السنوات العشر الماضية ورغم رحيل الرئيس صالح شهيدا إلى ربه وهو يقاوم مشروع الحوثيين لا يزالون يتعاطون مع الأحداث بذات العقلية المريضة المليئة بالأحقاد، ويرتكبون نفس الأخطاء ظنا منهم انهم بذلك يحققون أهدافهم.

ويستطرد الدارس في علم الاجتماع: تصريحات حميد الأحمر بشأن مارب واتفاق السويد ووضع القوات المشتركة في الساحل الغربي ومعركة تعز الحالية كلها تنم عن استمرار عقلية الحقد، خصوصا وأن الأحمر يدرك أن اتفاق ستوكهولم يخص الحديدة كلها وهو اتفاق معمد بقرارات ملزمة من مجلس الأمن، ولذلك فإثارته الحديث حول وضع قوات المقاومة في الساحل الغربي وداعميها هو حديث هدفه إثارة الأزمات والسعي للنيل من قيادة التحالف العربي وخصوصا السعودية والإمارات وبما يتناسب مع الزعم بفشل التحالف في اليمن، وبالتالي الدعوات لتدخل تركي.

تصريحات الأحمر وأهداف الإخوان الخبيثة

محمد أبو خالد، وهو أحد المعلمين النازحين من مدينة تعز ويعمل حاليا في إحدى المدارس الأهلية بصنعاء: يعلق على تصريحات الأحمر وما تضمنته من ربط بين جبهة تعز ومأرب ووضع قوات المقاومة في الساحل الغربي بالقول: أنا تابعت هذه التصريحات في وسائل التواصل الاجتماعي وهي تأتي في وقت يكثر فيه حديث الإصلاحيين عن الانتصارات التي يحققونها في تعز كما يقولون ويدعون أن ذلك هو نوع من الدعم لجبهة مارب، والحقيقة أن كل ذلك يعد مجرد أكاذيب هدفها صنع انتصارات فيسبوكية كما تعودنا من الإصلاحيين على مدى السنوات الماضية.

ويضيف أبو خالد لنيوزيمن: أنا أحد المعلمين الذين نزحوا من مدينة تعز بفعل الحرب بعد أن بدأت المقاومة التي كان يقودها حمود المخلافي بمعاركها لتحرير تعز كما كانت تقول والتي انتهت بالسيطرة على بعض الشوارع وتشريد السكان وتعطيل الحياة قبل أن تنتهي تلك المعارك بظهور القيادات التي باتت تتقاسم السيطرة في بعض أحياء وشوارع تعز وتعيث فسادا، فيما توقفت المعارك ضد مليشيات الحوثي تماما.

ويتابع: أحاديث الإصلاحيين اليوم عن جبهة تعز وتحقيق انتصارات فيها ومنها تصريحات حميد الأحمر لا تعدو كونها محاولة لتكرار ما يجيده الإصلاحيون وهو الكلام والكلام في وسائل التواصل الاجتماعي، معتقدين أنهم بذلك سيخففون الضغط على مارب فيما هم في الحقيقة يمارسون نفس الأكاذيب التي يرددونها منذ سنوات.

واختتم: أما كلام الأحمر حول وضع جبهة الساحل الغربي فهو أمر مثير للسخرية لأنه محاولة مفضوحة للاصطياد في المياه العكرة، كما يقولون، وما أخشاه حقا أن تسهم أكاذيب الإصلاحيين اليوم في التأثير سلباً على صمود جبهة مارب وأن ينتهي كل ذلك بسقوط مأرب بيد المليشيات الحوثية كما سقطت الجوف ونهم من قبلها، وحينها لن ينفع الإخوان ولا الشرعية التباكي ولا لوم الآخرين سواءً أكانوا من المعادين للحوثيين من اليمنيين أو التحالف.