إيران والفساد يسابقان "الحرب" للاستحواذ على "إعادة إعمار اليمن"

السياسية - Saturday 27 February 2021 الساعة 06:35 pm
صنعاء، نيوزيمن:

إعادة الإعمار في اليمن ليس الوحيد الذي تقاتل إيران في سبيل الاستحواذ عليه، فقد فعلت الشيء نفسه في العراق وسوريا ولبنان وحتى إقليم ناغورني كاراباخ، على الرغم من مؤشرات مخيبة في تلك البلدان بالنظر إلى العقوبات الأمريكية على النظام الإيراني من جهة، ومنافسة شرسة من قبل روسيا وتركيا علاوة على منافسة مصرية لا يستهان بها.

منذ وصوله إلى صنعاء باشر "حسن ايرلو"، ممثل النظام الإيراني لدى مليشيا الحوثي، في عقد لقاءات مع مسؤولين وقيادات حوثية، متحدثاً عن مرحلة إعمار اليمن، ما بعد الحرب، مبدياً "استعداد إيران للتعاون مع اليمن في مجال إعادة الإعمار وتقديم الخبرات الفنية والهندسية، وفقا للإمكانيات المتاحة". مؤكدا ضرورة الاستفادة من الخبرات الإيرانية وما تمتلكه من كوادر ومؤسسات وشركات لها باع طويل في هذه المجالات.

ووفق الأخبار الرسمية للمليشا الحوثية فإن لقاء "ايرلو" مع نائب وزير الأشغال في حكومة الانقلاب الحوثي، منتصف ديسمبر الماضي، استعرض "التجربة الإيرانية في مجالات إعادة الإعمار والطرق والجسور والإسكان".

وتشير الأخبار الأولية إلى أن "إعادة إعمار اليمن "كان أحد المحاور الرئيسية التي ناقشها المسؤولون الإيرانيون مع المبعوث الأممي لليمن، خلال زيارته الحالية لطهران؛مشترطين -على ضوء رؤية بلدهم للحل الشامل- أن تتولى السعودية الجهد الأكبر في التمويل، فيما تتولى إيران الجهد المماثل في التنفيذ.

ولم يتأخر الرد الخليجي على هذا الطرح كثيراً، والذي جاء على لسان نايف الحجرف، أمين عام مجلس التعاون الخليجي عقب لقائه وزير الخارجية المصري سامح شكري ،الأحد، حيث أشار إلى أن مؤتمر إعمار اليمن مرتبط ببدء العملية السلمية، داعياً إيران لدعم السلام بدلا من تدخلاتها ودعمها لمليشيات الحوثي.

أبرز المنافسين

تبدو جمهورية مصر العربية أحد أبرز الخيارات المطروحة بقوة أمام الحكومة اليمنية لتولي ملف إعادة الإعمار، ما بعد الحرب، حيث عبر رئيس الوزراء معين عبدالملك عن هذه الرغبة، خلال زيارته للقاهرة في وقت سابق من العام الماضي، والتي حرصت القيادة المصرية على إجراء جولة ميدانية في العاصمة الإدارية قيد الإنشاء ليطلع على حجم قدرات الشركات المصرية العامة والخاصة في مجال التشييد والإنشاءات وبخبرات مصرية خالصة.

فيما يلوح أيضا الدب الروسي كمنافس جدير بالاهتمام، لما يمثله من توازنات سياسية في هذا الجانب، حيث رحب السفير اليمني لدى موسكو أحمد الوحيشي بالشركات الروسية ودورها في إعادة الإعمار في اليمن، وذلك خلال اجتماع عقده، نوفمبر الماضي، مع رئيسة مجلس رجال الأعمال ‏العربي الروسي تاتيانا غفيلافا.


وبدورها أكدت السيدة تاتيانا خلال الاجتماع الذي عقد في موسكو لبحث جهود إحلال السلام في اليمن، استعداد الشركات الروسية للمساهمة في إعادة الأعمار باليمن.