البيل لـ"نيوزيمن": الرواية الخليجية تفوقت على المصرية.. والزبيري له أخطاء لكنه عاش عصاميًا لآخر لحظة

تقارير - Wednesday 03 February 2021 الساعة 12:45 pm
القاهرة، نيوزيمن، حوار/ محمد عبده الشجاع:

في الجزء الثالث والأخير سنتوقف مع الدكتور فارس البيل أستاذ الأدب والنقد الثقافي، حول المشهد الأدبي والإبداعي عمومًا.

سنناقش الأعمال السردية ووضع الرواية العربية واليمنية والخليجية أو السعودية بشكل أساسي.

شخصية محمد محمود الزبيري ستكون حاضرة: شعره ونضاله، قضية توظيف الزامل في المشهد من قبل الحوثيين، نشاطات البيل نفسه، وهنا أقدم له كل الشكر لرحابة صدره على هذا الحوار الطويل والخاص بـ"نيوزيمن". 

**بالنسبة للمشهد الأدبي أو الرواية تحديدًا.. قرأت لك دراسة جميلة حول فن السرد لو قرأها الشعراء ربما أخذتهم الغيرة.. كيف تقرأ التجارب في الوطن العربي واليمن؟

*أولًا أنا متخصص في الرواية ورسالة الدكتوراه في النقد الثقافي لكن كانت في السرد الخليجي.

البعض الآن يسمي الرواية ديوان العرب كما كان الشعر، حقيقة لا يوجد فن يقضي على فن، لكن الرواية هي اليوم الأعلى صوتًا والوعاء الأكثر قدرة على التعبير، لذلك تجدها مقروءة خصوصًا في المنطقة الخليجية، صحيح أنها موجة لكنها مهمة، فالميل نحو الرواية إنتاجًا وقراءة في العقود الأخيرة مدهش وجميل.

- الرواية الخليجية متفوقة حتى على مصر

الرواية العربية عمومًا رغم أنها فن غربي أساسًا انتقلت إلينا في العقود الماضية، لم تنتج رواية ناضجة بالمعنى الحقيقي، وصلت إلى نوبل عن طريق نجيب محفوظ لكن ما يزال صوتا وشكلا واحدا، كان يفترض أن تمثل الرواية العربية وهي تعكس الحالة الاجتماعية والواقع مادة دسمة من حيث الجدل والتنوع الثقافي الريادي الفكري، لكن هناك حالة من الانقطاع بين الروائي العربي والإنتاج.

لستُ مع التقليد لكن مع الاستفادة، فالرواية الغربية الناضجة الآتية من أوروبا وأمريكا مقروءة بشكل جيد، هناك أعمال عربية ترجمت لكن لا تجد نوعا قادرا على موازاة تلك التجارب، ما نزال نحتاج إلى رواية مصنوعة بشكل ممتاز.

**هل للعادات والتقاليد أثر على هذه التجارب وحتى الذين خاضوا تجارب محملة بالجنس هل ظهروا مقلدين أكثر من توثيق واقع؟

*هذه نقطة جدل حتى عند الغرب برغم حالة الانفتاح هناك تابوهات ثلاثة: الدين، الجنس، السياسة، هذه موجودة منذ الفلاسفة الأوائل.

من وجهة نظر نقدية لا يوجد مانع من الكتابة بأي طريقة منفتحة طالما يخدم النص، في الأخير الرواية ليس مطلوبًا أن تأتيني بثوب البراءة هي تنقل واقع الجدل السياسي والدين موجود في الواقع، لذا على الرواية أن تكون صادقة في نقل ما يحدث بشكل يومي في الحياة؛ المهم أن يكون موائما ليس مبتذلًا ولا مبتسرًا فكل ما كان توظيف القضايا في النص بشكل جيد فهو يمثل نجاحا للرواية.

مطلوب أن يكون هنالك الأخذ من الروايات والتجارب الغربية لكن لدينا في المجتمع العربي مادة غنية من الأفكار التي يمكن تناولها، ولذلك تلاحظ أن الصوت العربي الروائي ما يزال يدور في قضايا تقليدية، ربما بعض الروايات كانت جريئة في مناقشة بعض القضايا السياسية والدينية والعادات، لكن ما تزال الرواية العربية متخوفة؛ لا تستطيع أن تقتحم الأسوار أو تتنبأ، ولهذا تعاني..

على سبيل المثال، في دول الخليج وتحديدًا السعودية، وهي دولة ثرية في الرواية وتصاعدت في العشر السنوات الأخيرة، كان هناك حضور مدهش، الأعمال الأخيرة بدأت تقفز أو تتنبأ ولها تأثير، لا تنس أن الرواية كانت مهمة فهي من أثرت في "الثورة الفرنسية" الشهيرة التي غيرت العالم، كانت تؤسس لوعي لدى الناس، صحيح العالم الغربي لم يكن يحفل بالشعر كما كان العرب لكن الوطن العربي كان يحفل والشعر اليوم غائب من التأثير، حضورًا وفنًا، فجاءت الرواية وكان يفترض بها أن تبقى وتغذي امتداداتها بالحالة العربية الموجودة.

**كيف جاء اختيارك للتجارب السردية في الخليج تحديدًا؟

*أولًا أنا وزوجتي في نفس التخصص هي أخذت (اليمن) وأنا تناولت (الخليج) من ناحية جغرافية، لكن السبب الأهم أنني درست الرواية من جهة "النقد الثقافي" وهو منهج جديد نشأ في أمريكا منذ التسعينيات ما يزال حديثا، وهو يختلف عن النقد الأدبي الذي يدرس النص وجماليته الداخلية، النقد الثقافي لا يهتم لذلك سواء كان شعرًا أو نثرا، أنا أهتم في المداولات والروافد؛ كيف جاء هذا النص؟ ما هي الأبعاد الثقافية له وما تأثيراته الثقافية؟ فكان لا بد أن أبحث عن حالة من الجدل الثقافي تحدثها الرواية فوجدت منطقة الخليج غنية بهذا، لأنه كان لديهم نوع من الجدل بين التقليد والعادات فهي مجتمعات محافظة وتعرضت في نفس الوقت لطفرة مادية، هذه الطفرة شكلت نوعا من الصراع بين التقاليد والحداثة، وكانت الرواية الخليجية غالبًا تقف مع الحداثة وحربا مفتوحة مع التقليد، لذلك كان لديها صدى وكل الروايات التي تناولتُها من الدول الست كلها كانت من هذا النوع؛ ممنوعة من النشر، وأنا ركزت على هذه الأبعاد.

- تجربة عبد الرحمن منيف

**على ذكر التجارب الخليجية.. كيف تقرأ تجربة عبد الرحمن منيف، رحمه الله؟

*لو قسنا تجربته على الرواية السعودية هو صوت مهم فيها، لكن لا تجده حاضرًا في المشهد السعودي بشكل كبير ربما لأنه من ناحية سياسية، لكن أنا أتحدث بشكل نقدي، هو صحيح يمثل حضورا روائيا جميلا، لكنه لم يكن العلامة الفارقة في الرواية السعودية، هناك روايات سعودية مهمة فنيًا أجود من منيف، لكن منيف أراد ربما أن يكون بمدى أوسع تجاوز المحلية ولذلك هو أو رواياته عصية عن التصنيف في إطار سعودي بحت أو إطار عربي لكن حضوره جيد.

- توظيف فن الزامل لدى المليشيا

** لو عدنا إلى اليمن وسألتك حول توظيف فن الزامل بهذه الصورة اليوم من قبل مليشيا الحوثي مقابل طمس بقية الموروث بما فيه الأغاني.. كيف تفسر ذلك؟

*الزامل موجود في الحضارة اليمنية من قديم، وهناك علاقة بين الموشحات الأندلسية والأهازيج اليمنية، لذا عندما تقرأ في الموشحات تجد هناك مفردات لا يفهمها إلا اليمنيون، بطريقة "المخمس" ويشبه "البالة" حتى يشبه "الزامل" في بعض المناطق، تصور أن أغلب الجيش الذي وصل إلى الأندلس من اليمنيين وهناك تفاصيل كثيرة وقد أشار إليها الفنان محمد مرشد ناجي، أو كان لديه بحث في هذا.

الأغلب ينكر نسبة الموشحات إلى اليمنيين، لكني قرأت مراجع مهمة عن الموشحات، لذلك تجد أن بعض المفردات لا يستطيع أن يهمشها أو يعرفها وهي مفردات يمنية..

هذا الحديث على أساس نقوم بعملية ربط مع الزامل، فالحركة الحوثية أولًا: هذا هو سقفها الشعبي، حاولت أن تستخدم الموروث المتداول عند الناس، الزوامل كانت دائما مرتبطة بالصراع بالقبيلة بالحرب بالاعتداد بالنفس، لذلك وجدتها فرصة لتشكل منها آلة إعلامية واثرت، وكان يفترض من الطرف المقابل أن يتخذ من الفنون الشعبية مصدرا ملهما للمواجهة وكشف سوء الجماعة، سواء عبر الزوامل أو غيره خاصة وأن لديهم قدرة وحضورا، بينما مليشيا الحوثي استخدمت هذه الوسيلة أو الموروث متخذة منه طريقا مؤثرا ولذلك تجد أحيانا الأذن تطرب لهذه الزوامل حتى لو لم تقتنع بالفكرة، وهذه إشكالية.

>> الأحزاب كُشفت والنخب الثقافية أضعف حلقة.. اليمني أصيب بكارثتين: الحوثي وفساد الشرعية.. ومذكرات صالح ستكون من أهم المذكرات

- جلد الذات لدى اليمنيين

**بالنسبة لجلد الذات وأنت لديك مادة حول هذا.. إلى ماذا ترمي بهذا المصطلح ولماذا اليمنيون أصبحوا بشكل جماعي يجلدون ذواتهم وكأننا فقدنا الحلول؟

*الفكرة أو المقال جاء بعد أن ظهرت لدينا فكرتان؛ فكرة تدعو للعودة إلى التاريخ اليمني القديم وفكرة تقول لا يوجد لدينا تاريخ أصلًا، والحالة المأساوية للحاضر هزمت النفسية اليمنية فأصبحنا في فجوة بين واحد لا ينظر إلى المجد إلا في القديم وبين آخر ينكر..

أنا أردت أن أوفّق في هذه النظرة بحيث إنه كان لدينا تاريخ مهم، حتى الذي يدعي التاريخ لا يعرف تفاصيله، فالتاريخ اليمني ليس مكشوفًا، كنا مُعتَلين في كل العلوم والحضارة ربما كانت الوحيدة التي لم تنشأ على نهر ومع ذلك استطعنا أن نصنع ونزرع للعالم، أثرنا في العلوم بشكل كبير وكان هناك رواد حتى في المدرسة الإسلامية في كثير من المناطق، حتى مصر قامت على أيدي اليمنيين وهناك تفاصيل كثيرة مدهشة في هذا الجانب.

هذا مجد يمني مهم، لكن هل نتوقف عنده لمجرد ذكره، حصل نوع من الانقطاع، أنا لا أجلد نفسي لأني مهزوم، صحيح التاريخ السياسي هو الذي أضرني، مطلوب من اليمني أن يتصل بالماضي لكن بما يؤثث ويخدم الحاضر بشكل كبير، لست مع حالة الإنكار ولا مع المجد غير الفعال في الوقت الحاضر.

- محمد محمود الزبيري شعره ونضاله

**على ذكر التاريخ دعني أسألك عن التشكيك بالتاريخ والشخوص أنفسهم مِن الذين ارتبطوا به، أنت لديك دراسة حول الزبيري وشعره ظهرت أصوات اليوم تقلل من حجمه كثائر وشاعر وجمهوري أيضًا.. وجهة نظرك؟

*تقريبًا أنا قرأت كل ما كتب عن الزبيري فوجدت حالتين: إما مادح أو قادح بإفراط، وهو بالأخير شخصية نضالية، لكن كان الحكم عليه عن طريق العاطفة أكثر، فمن حمله صفات فوق طاقته ومن كرهه بالعاطفة أنزله إلى القاع، أنا حاولت في الرسالة وهي فنية بدرجة أساسية حول شعره، بذلت جهدا لأبين شخصيته ومسيرته النضالية بشكل موضوعي؛ يعني ما له وما عليه حتى إني نشرت بعض القصائد لأول مرة والتي كانت قد اختفت.

**والإنصاف مهم؟

*بالتأكيد الإنصاف مهم، وأتذكر أن الدكتور المقالح عاتبني في هذه المسألة والكثير كان يبحث عن هذه القصائد.

**عاتبك في ماذا؟

*عاتبني في نشر القصائد التي كانت تتعرض للإمامة بالمدح وهي تاريخ ومرحلة في نهاية الأمر، وقصيدة أخرى في مدح الملك فيصل وهذه كانت مفقودة ومكونة من عشرين بيتًا.

**هناك القصيدة التي قيل إنه كانت بمناسبة عيد استقلال باكستان؟

*تقصد التي فيها البيت الشهير (يوم من الدهر لم تصنع أشعته *** شمس الضحى بل صنعناه بأيدينا)، عمومًا أنا وجدت في الزبيري ناثرًا أكثر منه شاعر، لديه كتب حتى مقدمة الديوان التي كتبها؛ كتبها كمفكر.

شعره قبل ثورته على الإمامة كان أجود فنيًا من شعره بعد، شعره السياسي ظلمه كشاعر وكفنان لأنه كان يريد أن يكون الشعر خطابا والخطاب يجب أن يكون مفهوما وواضحا وبسيطا، ولذلك تداولت، وأهمل الجانب الفني، تجد عنده بعض القصائد لو كتبها على المنوال الشعري كان سيكون من أهم الشعراء العرب، أغلب شعره سياسي، وهو أهمل متعمدًا الشعر السابق وهو أجود فنيًا، وأنا نشرت له قصيدة غزلية كتبها في باكستان من أجود الأشعار..

في كل الأحوال، أنا أتصور الزبيري ينبغي أن يوضع في الموضع المناسب لا إفراط ولا تفريط، كانت له أخطاء وكانت له جهود، لكنه على الأقل عاش عصاميًا ومناضلًا حتى آخر لحظة.

له أفكار أيديولوجية لكن لم أجدها صراحة في المسيرة النضالية، أو على الأقل في الموروث الشعري الذي تركه؛ وجدنا حالة الاستقطاب والصراع عليه فيما بعد.

- نشاطات شخصية وأحلام

**على المستوى الشخصي لديك أنشطة وتحركات كثيرة منذ فترة مبكرة في المنتديات.. ممكن أن نعرف منك أكثر؟

*ليست مسيرة تدعو للفخر.

**بالعكس كانت محاولات ممتازة، وكان لديكم "ساحة لقاء" تقريبًا وغيرها؟

*نشطت في اليمن في الجانب الثقافي والحركة الكشفية، وكان لدي كتاب الفته في الثانوية العامة، وما زال مخطوطا.

في مصر أعادت لي النشاط الثقافي، بداية كنت من مؤسسي موقع "ابن اليمن" ثم "رواق الثقافة والإبداع"، وكان أول عمل طلابي يمني يقدم نفسه أمام الجهات المصرية كعمل مستقل، حاولنا أن نقدم من خلاله أشياء كثيرة ونستقطب الطلاب اليمنيين في كثير من التخصصات وقدمنا مجلة وانقطع ذلك بسبب الثورة المصرية.

**هذه الأحداث بالتأكيد أثرت على الكثير وأنت كباحث ربما كان لديك طموح وأحلام ثم تغير المسار؟

*جدًا كثير. أنا تعرضت لصدمة، خلصت رسالة الدكتوراه وكنت عند المناقشة والحوثيين على أبواب عمران، وأتذكر أن المشرف الرئيسي د.محمد عبد المطلب وأنا كنت الح أريد أناقش الرسالة بسرعة وهو يقول لي "حتروح فين اليمن حيكون فيها حرب"، والدنيا لم تكن واضحة تمامًا، كنت أضحك مستبعدًا مسألة الحرب...

بعد الدكتوراه كان لدي طموح أدخل في الجانب الأكاديمي عكس بقية المبتعثين باستثناء المقالح الذي استمر في التأليف واعداد بسيطة، كان طموحي أن أخوض غمار الأكاديمية إلى جانب لدي أفكار مؤسسات ثقافية عدت لليمن كنت بدأت لكن الحالة غيرت مجرى حياتي.

- مشهد السرد اليمني المتواضع

**بالنسبة للتجارب الروائية والمشهد السردي اليمني كيف تقرأه وأنت ناقد؟

*الرواية اليمنية متواضعة ما تزال في مرحلة النمو، يمكن تقسيمها إلى مرحلتين الرواد الأوائل، الزبيري كان له رواية، محمد عبد الولي، با كثير وهو اعتبار خاص، لكنها حالة مبعثرة.

المرحلة الثانية يمكن تسميتها القفزة الشبابية للرواية الجيل الجديد كلها محاولات، الرواد لا تجد أنهم كتبوا أكثر من عمل بحيث يصبح روائيا باستثناء با كثير، الجيل الجديد يكتب متأثرًا لكن لا تزال كل التجارب متواضعة فنيًا وموضوعيًا وأقل من المستوى المطلوب...

هناك اهتمام واحتفاء لكن من جهة النقد تحتاج إلى جهد كبير لتصل إلى النضوج أو إلى منافسة الرواية في الخليج التي تعتبر متقدمة بشكل كبير وتحديدًا في السعودية وحتى في عمان.

**هذا بالنسبة للإنتاج؟

*في الإنتاج والفكرة والشكل الفني، تقنيات السرد موجودة وحاضرة في الرواية الخليجية، يمكن أن نقول إن الرواية الخليجية تتفوق على الرواية حتى في مصر بلد تأسيس الروايات، المغرب هناك حضور روائي جيد، لكن الشباب في اليمن هم بحاجة للقراءة أكثر من مسألة الإنتاج في التركيز والكتابة لكن لم يقابلها الانضاج أو لم يحترفوا.

**أنا مررت بصفحتك في فيس بوك وجدت شذرات وقصاصات جميلة ما يشبه النثر أو العبارات؟

*أنا كسول، كنت أكتب، لكن توقفت.

**أين تجد نفسك في أي فن؟

*لدي مجموعة قصصية فازت بجائزة الشارقة هي كانت تجربة ومغامرة ووجدتها فازت، أحسست أنني ما استاهل لأني في الأخير أحب النقد وأمارسه بحكم تخصصي، الشعر والرواية والقصة هي موهبة عكس النقد لذا لا أعتقد أنني موهوب برغم أن المجموعة القصصية نجحت، لكني أحسست أنها لم تكن تجربة ناضجة.

**هذا جزء من الهروب؟

*يمكن.

**لكن طالما الواحد يقرأ ويطلع على تجارب في النهاية يكون لديه شيء يقوله؟

- الثقافة وجائحة كورونا

**كيف تقرأ المشهد الثقافي في ظل جائحة كورونا هناك تغير كبير في العلاقات واللقاءات؟

*من حسنات الجائحة أنها أتت في وقت الانفجار المعرفي ولم تتوقف الحياة، صحيح أنها انتقلت إلى الواقع الافتراضي لكن ذلك كان قد تهيأ منذ عشر سنين من خلال وسائل التواصل، لذا جاءت كورونا كما لو أننا مستعدون، تلاحظ أنه لم تحصل صدمة في الناس سارت الحياة بشكل طبيعي، وهي كانت فرصة هناك ناس قرأت بعد أن كانت عزفت، الندوات السفر كان محدودا، اليوم تستطيع أن تصل، صحيح لها عيوب لكنها ستظل ترافقنا فترة طويلة وهي لم تكن البديل.

أتذكر (نعوم تومشسكي) كنت أتمنى أن أحضر له محاضرة أتى ذات يوم إلى الجامعة الأمريكية بالقاهرة ولم أستطع الحضور، جلست أربعة أيام أحاول، أيام كورونا سمعت أنه تم استضافته من خلال إحدى الكليات العراقية وبسهولة وصلت إليه.