استقرار وتنمية ومشاريع.. عدن تنهض من جديد

تقارير - Friday 25 December 2020 الساعة 09:06 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الحنشي:

نجح محافظ عدن، أحمد حامد لملس، في إحداث تغيير ملموس على مستوى الوضع العام في العاصمة، رغم حداثة تعيينه في المنصب، ورغم المعوقات التي تحيط به على أكثر من مستوى.

تشهد عدن، تطوراً لافتاً، بدأ بتعافي الخدمات العامة، وفي مقدمتها الكهرباء والمياه والصحة، ناهيك عن الاستقرار الأمني الذي افتقدته المدينة خلال الفترات الماضية.

وعمل المحافظ لملس الذي تسلم قيادة المحافظة في أغسطس الماضي، على تعزيز التنسيق بين عمل السطات المختلفة، وسط تعاون كبير من قبل الجهات الأمنية والمواطنين الذين يرون فيه الأمل لاستعادة مجد عدن.

وتشهد مديريات عدن أعمال بناء وترميم لمرافق الدولة وسفلتة الطرق وإنارة الشوارع وغيرها من المشاريع التي ينفذها مكتب الأشغال العامة والطرق ومركز الملك سلمان للاغاثة ومنظمات دولية، بالإضافة إلى جهود ومشاريع دشنتها السلطة المحلية في المحافظة.

إجراءات صارمة ضد المخالفين

ومنذ تعيينه محافظاً عمل لملس على التغيير وازكاء الروح الجديدة بتعيين مدراء عموم جدد لكافة المديريات من أبناء عدن مع مراعاة معيار الكفاءة والنزاهة، كما قام بتغييرات في إدارة المستشفيات الحكومية المتسيبة ومكتب البريد واحال لجنة مناقصات وقود الكهرباء الى التحقيق وتميز عن غيره بمتابعة عمل كافة المرافق الحكومية في المدينة والتشديد على إدارتها.

وعين المحافظ مديرا جديدا لمكتب البريد في المدينة قبل ايام ووجه بإحالة المدير السابق للتحقيق ومنعه من السفر نظرا لتجاوزاته في العمل وتكرار الشكاوى عليه من قبل المواطنين.

وقبل ذلك احال لملس مدير مستشفى 22 مايو إلى التحقيق،  وأوقف قبل ايام مدير الاشغال ورئيس قسم العوائق في مديرية خور مكسر ومنعهما من الدوام حتى ازالة مخالفة في العمل اكتشفها بنفسه خلال نزول ميداني امام فندق ميركيور.

ودفعت الإجراءات الصارمة بحق المخالفين والمتابعة المباشرة من قبل محافظ عدن، عددا من المسؤولين في المرافق الحكومة والخدماتية الى أداء مهامهم بنوع من الانضباط خاصة بعد إيقاف وإحالة شخصيات مسؤولة الى التحقيق، وهي إجراءات للمرة الاولى يقوم بها محافظ منذ سنوات أعادت شيئا من هيبة الدولة وحضورها المفقود.

تعافي الكهرباء

يعد ملف الكهرباء في عدن، واحدا من اصعب الملفات نظرا للتوسع السكاني في المدينة وكثافته، اضافة الى الاهمال الكبير للشبكة، واستخدام "الشرعية" للكهرباء كورقة ضغط وابتزاز لمشاريع سياسية، لكن الخدمة شهدت مؤخرا تحسنا كبيرا بشهادة أهالي المدينة.

ورغم أن الكهرباء عادة ما تتحسن في عدن وغيرها في فصل الشتاء، الا انها كانت أكثر تحسنا هذه الفترة وأصبحت تعمل على مدار اليوم بدون انقطاع وإن حدث يكون لدقائق معدودة.

وقد يشهد قطاع الكهرباء دفعة كبيرة مع دخول محطة عدن الجديدة التي اقترب الانتهاء من انجازها في الخدمة بصورة تدريجية تبدأ بـ 120 ميجا وتصل الى 500 ميجا خلال الاشهر القادمة.

الربيعي يعيد الاستقرار للمدينة

في الجانب الأمني شهدت عدن تطورا ملحوظا وخاصة منذ تعيين العميد جلال الربيعي قائدا لقوات الحزام الامني في المدينة أواخر سبتمبر الماضي.

وتمكنت القوات الامنية من ضبط عصابات تقوم بالتقطع والسرقة كما قامت بحملات في مناطق بمديرية دار سعد كانت تشهد اعمال حرابة واغتيالات وتمكنت من القبض على الكثير من افراد هذه العصابات.

وبدأت قبل ايام قوات الحزام الامني في العاصمة نشر سيارات شرطة مزودة بتقنيات اتصالات حديثة واستبدال الاطقم العسكرية التي كانت تنتشر في الجولات.

وقال  العميد جلال الربيعي إن توزيع السيارات على النقاط الامنية جاء بهدف تفعيل عمل قوات الحزام الامني مع رجال المرور وللحفاظ على الامن والاستقرار وتحقيق السكينة العامة للمواطنين، وذلك من خلال توزيع تلك السيارات على النقاط الامنية في الجولات ولما من شأنه مساعدة شرطة السير في تخفيف الازدحام والاختناقات المرورية وكذلك لحماية السواحل والشواطئ من كافة الاختلالات الأمنية، مؤكدا ان الوضع الامني بالعاصمة عدن في تحسن ملحوظ وان القادم اجمل.

إزالة مياه الأمطار

في اليومين الماضيين هطلت امطار متفاوتة على مديريات العاصمة عدن وشهدت شوارع واحياء المدينة انتشارا للمياه ما أثار مخاوف المواطنين من الامراض والاوبئة حال بقاء برك المياه الصغيرة.

غير أن السلطات المحلية على مستوى المديريات باشرت على الفور حملات شفط للمياه المتكومة في الشوارع، خاصة في مديريات الشيخ عثمان والمنصورة والبريقة والمعلا والتواهي بإشراف مباشر من مدراء المديريات.

ولاحقا أقامت منظمات خيرية حملة للرش الضبابي لمكافحة البعوض وخاصة افران عدن الخيرية التي سبق وقامت بحملات مماثلة في شهر رمضان الماضي.

تنمية وعمل 

شوارع المدينة تشهد اعمال رصف وترميم وسفلتة طرق تقوم بها جهات عدة بإشراف من السلطة المحلية وسط حالة من التفاؤل الشعبي لهذه الاعمال التي توقفت منذ ما قبل حرب 2015.

كما تقوم السلطة المحلية بإنارة الطرق بالطاقة الشمسية لإبراز وجه المدينة الجميل، كذلك هناك اعمال تشجير للحدائق والمتنزهات الجديدة التي أعيد ترميمها مؤخرا.

وشهدت عدن افتتاح مراكز تسوق ومولات وفنادق ومتنزهات وعدد من المشاريع الخدماتية الخاصة في الفترة الاخيرة.

وعن الاعمال الاخيرة في المدينة يقول الناشط العدني حسين احمد اليزيدي على "فيس بوك": "أصبحت ورشة عمل متكاملة لا يوجد شارع في عدن يخلو من الأعمال".

وتابع اليزيدي: أنا أكتب هذا بقناعة مني وما تراه عيني، لا اطبل لاحد، وإذا رأيت شيئا سلبيا سأنقله لكم، لكن هذه الأيام لم ار شيئا سوى الأعمال والتنمية والبناء، مشيرا ان النجاح هو الاستمرار على هذا النهج.