بلقيس أسمتها حكومة آل جابر والسفير يرد: قوى خارجية ضد التوافق.. تفاؤل شعبي بحكومة المناصفة وإعلام الإخوان ضدها

تقارير - Tuesday 22 December 2020 الساعة 09:18 pm
عدن، نيوزيمن، محمد الحنشي:

بعد طول انتظار أُعلنت حكومة المناصفة الجديدة، الجمعة، وسط تفاؤل شعبي، نظراً للأوضاع الاقتصادية والخدماتية الصعبة التي يعيشها المواطنون منذ أشهر.

انتظر المواطنون طويلاً إعلان هذه الحكومة على أمل عودة حضور الدولة ودفع المرتبات المتوقفة منذ أشهر واستعادة الاقتصاد وتقديم الخدمات رغم التحديات التي قد تواجهها.

تفاؤل كبير في الشارع اليمني بإعلان الحكومة في انتظار ما ستقدمه على الأرض، في ظل انهيار العملة وتدهور الخدمات وانقطاع المرتبات.. وأكثر من جعل المواطنين يستبشرون خيرا بالحكومة هو التحسن الملحوظ للريال اليمني عقب ساعات من إعلان الحكومة وبدء عودة عمل شركات الصرافة، بحسب بيان أًصدرته السبت.

ينظر المواطن إلى الحكومة اقتصادياً، لم يعد يهم الكثير من هي الشخصيات والأحزاب التي تسيطر على الحكومة بقدر ما يهمهم عودة صرف المرتبات وتقديم الخدمات وتوفير متطلبات الشعب.

وبحسب السفير السعودي محمد آل جابر، فإنه من المنتظر أن تصل الحكومة خلال الأسبوع القادم إلى العاصمة عدن للقيام بعملها كما قال في حديث لقناة "الحدث" السبت.

تطبيع الأوضاع وإعادة الاقتصاد.. أولويات الحكومة

الدكتور معين عبدالملك وعقب ساعات من إعلان حكومته أكد أنها ستعمل وفق نهج مختلف وشامل لتطبيع الأوضاع في المحافظات المحررة، والبناء على وحدة الصف الوطني وتوحيد القرار العسكري والأمني بما يساعد على التسريع في استكمال استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيا.

قد تساهم عودة الحكومة وتفعيل عملها على الأرض في تطبيع الأوضاع وتحسين الاقتصاد وإيقاف العبث الكبير بالمال العام والإشراف على الإيرادات والاستفادة منها في توفير الخدمات وصرف المرتبات.

وقف الحملات الإعلامية ومساندة الحكومة

ويرى الكاتب السياسي محمود السالمي انه على جميع الاطراف ايقاف الحملات الاعلامية وتوحيد الخطاب وترك الحكومة تعمل لاجل الوطن والمواطن.

وقال السالمي في منشور له على "فيس بوك"، إن تشكيل الحكومة خطوة طيبة رحب بها الكثير ممن يحبون الخير لهذا البلد، مشيرا ان الشراكة لن تنجح الا في حالة تعاون صادق، واحترام متبادل، وخطاب حصيف ومتصالح.

ودعا السالمي حزب الإصلاح واعلامه أن يغير خطابه تجاه الانتقالي، وتجاه كل من يرفع علم الجنوب، فهم قبل كل شيء ابناء لهذا الوطن، كما وجه دعوة للمجلس الانتقالي واعلامه ان يرشد هو الآخر خطابه تجاه الإصلاح، والا يجعل منه شماعة للأخطاء، فهو في الأخير شريك في ميدان المعركة مع الحوثي، وفي سلطة هذا البلد كما قال.

حنشي: الحكومة في ظروف استثنائية والإخوان لن يتركوها تعمل 

ويرى الصحافي حسين حنشي ان هذه الحكومة جاءت في ظرف استثنائي، لهذا من الصعب تقييم فرص نجاحها وفشلها.

وقال حنشي في تصريح ل"نيوزيمن": نجاح أو فشل الحكومة لا اعتقد انه يقاس (بالمعايير الفنية) المعتادة لتقييم حكومات في زمن طبيعي.. فهذه الحكومة استثنائية في فترة استثنائية وظروف استثنائية ايضا!

وهنا يجب ان نضع في الاعتبار ان هذه الحكومة لن يكون فشلها أو نجاحها نتاج عوامل ذاتية بها بل يرتبط نجاحها أو فشلها كحكومة محاصصة في فترة صراع مشحونة بين القوى التي تكونها بطبيعة الحالة القادمة لهذه القوى وعلاقتها فيما بينها.

واشار حنشي أن هذه الحكومة التي اتت (كبند في اتفاق) واسع فيه بنود اخرى غيرها يرتبط مصيرها وفشلها أو نجاحها في اكتمال البنود الاخرى من عدمه!

ولهذا يمكن القول ان القادم فيما يخص اتفاق الرياض من استكمال البنود العسكرية والامنية وعودة النخبة إلى شبوة ونقل القوات إلى الجبهات وكذلك البنود الادارية من تغيير المحافظين سيحدد مصير الحكومة ككل وليس فقط نجاحا فنيا من عدمه.

وتابع: يجب وضع في الاعتبار ان القوى الشمالية وتحديدا الإخوان الذين ليسوا راضين عن الاتفاق ككل قد يفخخون طريق الحكومة، هذا غير التعنت في تنفيذ البنود الاخرى، وبالتالي صراع آخر ينسف وجود الحكومة وليس يفشلها فقط!

حكومة الشراكة.. من يحاربها؟

منذ الوهلة الأولى للإعلان عن ولادة الحكومة الجديدة شن الإعلام التابع للإخوان المسلمين هجوما لاذعا عليها وخصصت قنواته برامج حوارية لذم اعضاء الحكومة وتوجيه اللوم على المملكة العربية السعودية.

في حين كانت جميع الاطراف واعلامها ينقلون خبر اعلان الحكومة باستبشار وسعادة لمرحلة قادمة لتقديم العمل ومواجهة الانقلاب الحوثي كان اعلام الإخوان يصعد ضد اعضاء هذه الحكومة ويرفض تواجد وزراء خاصة من هم محسوبون على المجلس الانتقالي.

ووصفت قناة بلقيس التابعة للإخوان الحكومة بأنها حكومة "محمد آل جابر" في إشارة ان السفير السعودي هو من قام بتشكيلها.

وفي تصريحاته للعربية قال السفير محمد ال جابر ان الحكومة نتيجة توافق اليمنيين، وان من يهاجم دوره يعبر عن مصالح قوى خارجية تسعى لافشال اليمن.

ورغم ان الحكومة هي حكومة شراكة لجميع الاطراف ومن بينها الإخوان الا انهم يرفضون اشراك المكونات الاخرى وخاصة الجنوبية ويرون ان الحكومة يجب ان تسيطر عليها الجماعة وتتحكم بها كما هو الحال الحكومات السابقة التي لم تقدم سوى الفشل والفساد. 

ما الذي ستحققه الحكومة على المستوى العسكري؟

من أبرز أسباب فشل الحكومات السابقة كان الفشل العسكري والذي شهد مؤخرا سقوط مناطق واسعة شمالا كانت تحت سيطرة قوات الجيش بيد جماعة الحوثي الموالية لإيران.

وقد يساهم اعلان الحكومة وشراكة جميع الاطراف وتنفيذ اتفاق الرياض الذي نص على توحيد الجهود نحو جماعة الحوثي في الاهتمام بجبهات القتال وصرف مرتبات القوات المسلحة والتقدم نحو صنعاء لانهاء سيطرة المليشيات.

الخبير العسكري العميد خالد النسي يرى انها قد لا تحقق انجازات عسكرية في ظل بقاء وزير الدفاع الحالي اللواء محمد علي المقدشي في منصبه وهو الذي لم يحقق شيئا يذكر طوال سنوات الحرب.

وقال النسي، في تغريدة له على "تويتر"، ان استمرار المقدشي وزيرا للدفاع يعني ان المعارك مع الحوثي ستستمر بنفس طريقتها منذ سنوات دون تحقيق انتصارات.

وأشار النسي أن الانتصارات قد تتحقق شمالا ضد مليشيات الحوثي متى ما قامت الشرعية بسحب وحداتها العسكرية من المحافظات الجنوبية والزج بها في معارك تحرير الشمال، حينها سنقول ان هناك تصحيحا للاخطاء المتعمدة، حسب قوله.

إقرأ أيضا:

>> فرص الحكومة وتحدياتها.. الميزانية وتوحيد الإيرادات والتوقف عن التوظيف السياسي للخدمات

>> تحديات ما بعد "الرياض".. العيسي والميسري وحميد الأحمر يدشنون حملة مشتركة

>> صراخ وعويل مع كل نجاح في اتفاق الرياض.. تشكيل الحكومة اليمنية يسقط هيمنة الإخوان على قرار الشرعية

>> القاضي قنان ينبه الحكومة: الإخوان والتعامل مع الجنوب بعقلية 7/7 وغياب أي ثقل شمالي