عبدالملك وعظ بقايا الدولة “من وراء حجاب” متناسياً المرتبات.. أزمة مشتقات في صنعاء

تقارير - Saturday 28 November 2020 الساعة 09:15 pm
صنعاء، نيوزيمن، خاص:

وسط مظاهر السوق السوداء للمشتقات النفطية في شوارع العاصمة صنعاء، وإغلاق معظم محطات التعبئة وإيقاف إنزال كشوف التوزيع اليومية، اختتمت في المدينة التي يتخذها الحوثي عاصمة لنفوذه، ورشة حكومية (افتراضية) يوم الجمعة 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2020م، تحدث اليها قائد المليشيا الحوثية -ذراع إيران في اليمن- عبدالملك الحوثي، دون أى إشارة لمهام أدوات دولته تجاه قضايا الناس.

في خطابه الموجّه للوزراء ونوابهم ورؤوساء المؤسسات الحكومية في صنعاء، تجاهل عبدالملك الحوثي معاناة المواطنين في صنعاء والمحافظات المجاورة لها، بما في ذلك توقّف صرف مرتبات الموظفين، وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، والجرعات السعرية المتتالية في أسعار المشتقات النفطية منذ انقلاب مليشياته في سبتمبر 2014م.

وتعاني صنعاء من مظاهر السوق السوداء لبيع المشتقات النفطية، بعد أيام من إعلان المليشيا الحوثية وصول 4 سفن خلال نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، على متنها قرابة 100 ألف طن من مادتي البنزين والديزل.

وتتراوح اسعار البنزين في السوق السوداء ما بين 9 - 10 آلاف ريال للدبة سعة 20 لتراً، في حين تواصل مليشيا الحوثي بيع الدبة البنزين سعة (20 لتراً) بسعر 5900 ريال، والدبة الديزل بسعر 6900 ريال، منذ تراجع أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها عالمياً قبل نحو 8 شهور.

وكانت لجنة برلمانية مختصة لاحظت أن شركة النفط في صنعاء تقوم بإغلاق بعض المحطات وما يزال فيها كميات متوفّرة من المواد البترولية في ظل استمرار طوابير سيارات المواطنين أمام تلك المحطات، ما يعني ضمنيا تورط شركة النفط في افتعال أزمات المشتقات النفطية في صنعاء والمحافظات المجاورة لها.

وتتلقى مليشيا الحوثي دعما نفطيا من طهران تقوم ببيعه على المواطنين بأسعار تزيد عن أسعاره في السوق العالمية بثلاثة أضعاف، هذا غير فرضها جرعات سعرية متتالية على أسعار هذه المواد وصلت إلى ثلاثة أضعاف سعرها عام 2014م، العام الذي نفذت فيه مليشيا الحوثي انقلابها وسيطرتها المسلحة على العاصمة صنعاء ومؤسسات الدولة بحجة إسقاط الجرعة.

وكرئيس انقلابي على كل مؤسسات الدولة وتشريعاتها وأولهم الدستور، وكحاكم “كهنوتي” استولى على السلطة بالدم منصبا نفسه حاكما مطلقا باسم الدين، ظهر عبدالملك الحوثي في ورشة الجمعة، دون صفة رسمية تنفيذية لمخاطبة الوزراء وقيادات مؤسسات الدولة في صنعاء، من “وراء جدار”.

وحسب وكالة (سبأ) في صنعاء التي تديرها مليشيا الحوثي، فقد أكد الحوثي" على ضرورة تحديد الأولويات الواقعية والحقيقية التي تواجه التحديات وتحقق الطموح وتراعي الواقع والظروف".

>> خلافات حكومة الحوثي تتفاقم.. وزعيم ذراع إيران يعقد اجتماعاً افتراضياً طارئاً

وفيما تعد بديهيات عامة، قالت وسائل اعلام حوثية إن الحوثي "أكد اهمية التنسيق بين جميع أجهزة الدولة ومؤسساتها في إطار المسؤولية الجامعة باعتبارها تكاملية".

ويشتكي وزراء في حكومة الحوثي، أن قيادات المليشيا تتدخل في ادارة وزاراتهم، وكل منهم ينشئ كيانا إداريا موازيا، من خارج الهيكل التنظيمي للوزارات والمؤسسات، من عديمي الخبرة والمؤهلات لإدارة هذه الجهات بمعايير غير قانونية.

وجاء ظهور عبدالملك الحوثي في ختام ورشة حكومية (افتراضية) بعد ايام من اعتذار القيادي في صفوف الجماعة مهدي المشاط عن صرف نصف راتب لموظفي الدولة كانت المليشيا وعدت بصرفه، قبل أن تعلن رسميا فشلها وعجزها عن صرف نصف الراتب الموعود.

وظهر في صور الفعالية رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، مؤكداً هو الاخر أنّ حكومته "ستعمل جاهدة على تنفيذ الأولويات التي سيتم إقرارها ضمن مخرجات الورشة وأن رئاسة الوزراء ستضطلع بدورها في متابعة تنفيذ تلك المخرجات على أرض الواقع وتكثيف التنسيق بين جميع الجهات الحكومية والمؤسسات التابعة لها".

وجاءت توجيهات الحوثي التلفزيونية المباشرة للحكومة (الافتراضية) في صنعاء، في ظل تصاعد مضايقات مليشيا الحوثي لرئاسة واعضاء مجلس النواب في صنعاء، ووسط سلسلة تطورات سياسية وامنية وعسكرية تشهدها صنعاء منذ وصول القيادي الايراني حسن ايرلو كسفير (افتراضي)، وحاكم فعلي لإيران في صنعاء.

>> معركة حوثية داخلية حول تغيير الوزراء.. صراع نحو ولاء أكبر لـ”الحاكم الإيراني” خارجياً وضمان الإيرادات داخلياً