أمين الانتقالي يخفض التوتر ويوحد الجهود للصالح العام في عدن.. وإخوان بن عديو يحفزون الصراعات في شبوة: بين مشروعي الجنوب والإخوان
الجنوب - Sunday 18 October 2020 الساعة 11:32 pmيوماً بعد يوم يظهر للجميع الرهان الفاشل لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن على كسب تأييد الشعب من خلال اعتمادها على التحريض والملاحقة لكل من يختلف معها في المنهج والسياسة، وتحويل كل المناطق التي تسيطر عليها إلى بؤرة صراع دائم مع شركاء المعركة ضد الحوثي مقابل تهدئة في الجبهات ضد الحوثي.
لملس وبن عديو.. عدن وشبوة، ملامح المشروعين
في 26 نوفمبر 2018 عُين “محمد صالح بن عديو” محافظاً لمحافظة شبوة، وخلال ستة أشهر من بداية حكمه أنجز الإخوان خطتهم للسيطرة العسكرية التي نقلت قوات من الجبهات مع الحوثي ونقلتها إلى عتق انتهت بالسيطرة عليها في 24 أغسطس 2019م، فتعيين الإخواني محافظا لم يعن إلا تحويل المحافظة إلى “إمارة” خاصة بأجندات الإخوان.
>> محافظ في هيئة “رئيس”.. حامد لملس يحرج الشرعية وينعش الآمال بـ”رجال دولة”
خلال أشهر ما قبل السيطرة العسكرية كان “بن عديو” يوجه شكره وتقديره لقوات النخبة الشبوانية التي شهدت شبوة في عهدها مستوى من الأمن والاستقرار لم تعرفه طيلة عشرين عاما على الأقل.. وتمت ملاحقة القاعدة في أوكارها وأصبح الطريق الدولي ممرا آمنا لكل المسافرين. وكان المحافظ الإخواني يتفاخر بأن في شبوة قوات من أبنائها أظهروا الحزم والأمن والاحترام، وبمجرد النصر العسكري، لم تكتف سلطاته بحظر عمل النخبة وإلغاء حتى اسمها، بل لاحقت أفرادها وقامت بعمليات اغتيال لعدد من جنودها السابقين حتى وقد انتهت وحداتهم وعملهم في النخبة، بل وصل الأمر إلى ملاحقة أقربائهم واعتقال من يحملون صورا لهم في تلفوناتهم.
وبنت سلطة الإخوان ذراعا أمنيا عسكريا باسم القوات الخاصة بقيادة عبدربه لعكب، تستخدم القوة المفرطة ضد كل من يعارض الجماعة، وأدى ذلك إلى سقوط ضحايا من المدنيين إثر الحملات العسكرية وقصف المنازل وقتل المتظاهرين العزل.
خدمة لأجندات تركيا وقطر
عاشت شبوة هدوءاً لعام واحد بعد تحريرها من الحوثي ومن الإرهاب، بقيادة القوات الإماراتية ومن نخبة أبنائها وقبائلهم، ثم ظهر ابن عديو، ليسقط كل ذلك ويتحول كزعيم مليشيا يخدم أجندات الإخوان بدعم من تركيا وقطر مبتعدا عن دوره كرئيس للسلطة المحلية في محافظة شبوة التي تعد من أكبر المحافظات اليمنية مساحة وأكثرها ثروة بشرية ونفطية.
حرض ضد النخبة، وضد الجنوب، وضد القوات الإماراتية التي تتواجد في منشأة بلحاف الغازية، ولم يدخر جهده لتعميق القلق العام ومكافحة أي بوادر تهدئة اجتماعية وسياسية.
الكاتب والمحلل السياسي أنور التميمي، وصف محافظ شبوة "بالكذاب". وقال في تغريدة على "تويتر": "إبان انتشار النخبة وسيطرتها على شبوة، مارس الإخواني بن عديو سياسة التقيّة، وظل يكذب ويدّعي اعتزازه بأن تكون القوة المنتشرة في المحافظة من أبنائها".
وأضاف التميمي: "بعد الغزو الإخواني القادم من شبوة والجوف والبيضاء وتشتيت قوات النخبة، أظهر ابن عديو وجهه القبيح".
مخطط دموي
من جانبه أزاح الناشط السياسي محمد سعيد باحداد، الستار عن مخطط دموي خطير برعاية مليشيا الحوثي والإخوان لاقتحام منشأة بلحاف.
>> جمهورية الإخوان بين صافر والنشيمة بعد إسقاط النخبة.. الإعلان عن بدء تصدير نفط مأرب عبر شبوة
وكتب باحداد، في تغريدة عبر موقع "تويتر"، قال فيها: "عاتق الخضيري البيضاني يرسل مجاميع إلى عتق استجابة لتوجيهات محافظ شبوة الذي يقود مؤامرة إخونجية بدعم من الحوثي عبر بعض قبائل السادة لاقتحام منشأة بلحاف، والدفع باتجاه إراقة الدماء وتعريض المنطقة للخطر من خلال المفخخات التي بحوزة هذه المجاميع الإرهابية".
فيما أكد الأكاديمي وأستاذ الصحافة والإعلام بجامعة عدن، صدام عبدالله، أن هناك اتفاقيات أبرمتها مليشيات الإخوان والحوثي برعاية قطر وإيران للهيمنة على ثروات شبوة النفطية.
وكشف الأكاديمي صدام عبدالله في تغريدة عبر موقع "تويتر" أن هناك "اتفاقات حوثية إخوانية ودعما سريا إيرانيا قطريا تركيا للإخوان للاستحواذ على الثروات النفطية في شبوة والمنطقة عامة وبالذات القريبة من السعودية وتطبيق سناريو الاعتصام لمجاميع إخوانية مسلحة لاقتحام منشأة بلحاف"، مؤكدا أن "على أبناء شبوة الأحرار التحرك وإفشال المؤامرة".
لملس عدن.. ومشروع الانتقالي
على النقيض من تحريض ابن عديو انتهج الأستاذ أحمد حامد لملس محافظ محافظة عدن أمين عام المجلس الانتقالي، نهجا تصالحيا مع كافة الأطراف الفاعلة في عدن.
وبدأ المحافظ لملس كرجل الدولة الأمين في مساعيه للنهوض بمدينة عدن عقب ما تعرضت له من مآس خلال السنوات الماضية.
ويخوض لملس صراعا كبيرا في محافظة عدن ضد أدوات الفساد وأذرع الفاسدين التي سيطرت على مناح كبيرة من حياة المواطنين في المحافظة.
مشيعاً لغة التسامح وضبط النفس والاهتمام بالصالح العام، موحداً جهود الأدوات الأمنية ومشاركا رموز الشرعية من وزراء وقيادات الفعاليات داخل العاصمة الجنوبية.
ومؤخرا كانت عدن عاصمة لتبادل أسرى الساحل الغربي، غرب الشمال، فيما اقصت سلطات إخوان مأرب ابناء القبائل من اتفاقيات التبادل واستبدلتهم بأعضاء حزب الإصلاح، وفق بيانات نشرها نيوزيمن.
تغييرات في السلطة المحلية
منذ وصوله إلى عدن ابتعد المحافظ لملس عن نهج التحريض والعنصرية والمناطقية ليصوب جهده نحو إعادة تشكيل أركان المحافظة من خلال تكليف مديرين للمديريات الثمانية في عدن بالإضافة إلى إزاحة مدير مؤسسة المياه والصرف الصحي، وكذا إحالة مدير مستشفى 22 مايو للتحقيق وتكليف بديل عنه عقب زيارته المفاجئة للمستشفى.
وتأتي تغييرات المحافظ لملس كخطوة أولى للبدء بانتشال المدينة من براثن الفوضى والفساد، في ظل المساعي الكبيرة للتحالف العربي للنهوض بمدينة عدن وإعادتها إلى مكانها الطبيعي كواجهة للبلد.
وجاءت تغييرات المحافظ لملس من الشخصيات المدنية المعروفة في عدن دون أن يلجأ إلى تعيين أقاربه أو حتى من أعضاء المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يعد أمينه العام وأحد أبرز قياداته.
وعقب صدور قرارات المحافظ لملس الشجاعة، أشادت وزيرة حقوق الإنسان السابقة حورية مشهور بالتغييرات التي أجراها محافظ عدن الأستاذ أحمد حامد لملس.
دعوة لدعم المحافظ لملس
ودعماً لجهود المحافظ لملس دعت الإعلامية العدنية رندا عكبور كافة أبناء محافظة عدن للوقوف صفا واحدا إلى جانب المحافظ أحمد حامد لملس للنهوض بالمحافظة.
وقالت عكبور، في تغريدة على موقع "تويتر": نحن مع المحافظ لملس وداعمون له طالما همه عدن وعودة النظام والقانون والمدنية للحبيبة عدن.
ويتطلع أهالي عدن إلى تحسن الخدمات الرئيسية في المحافظة من خلال الجهود الكبيرة التي يبذلها المحافظ أحمد لملس مؤكدين على وقوفهم إلى جانبهم ودعمهم الكبير لمسيرته لاستعادة بريق عدن.