من شبوة إلى عدن.. تدهور الخدمات حرب إخوانية بامتياز
الجنوب - Tuesday 06 October 2020 الساعة 07:46 pmفي الوقت الذي تحتفل فيه سلطات الإخوان، بافتتاح عدد من المشاريع في محافظة شبوة، الخاضعة بشكل كامل لسيطرتهم، تعيش العاصمة عدن، أوضاعاً خدماتية سيئة جراء الإهمال والتجاهل المتعمد، في حين تستخدم فيه مواردها المالية لتنمية محافظات أخرى.
ولعل رفض هذه المحافظة وسكانها لتواجد الإخوان العسكري والمدني، جعلها عرضة لهذا الإهمال، على الرغم من كونها العاصمة التي احتضنتهم مع الرئيس عبدربه منصور هادي، عقب فرارهم من صنعاء أثناء الاجتياح الحوثي للمدينة.
وخلال الأيام الماضية توافد عدد من المسؤولين والوزراء معظمهم من جناح الإخوان في حكومة تصريف الأعمال إلى محافظة شبوة، ليفتتحوا عدداً من المشاريع ويدشنوا العمل في مشاريع أخرى، فيما تداول ناشطون صوراً ليلية لعدد من شوارع شبوة وهي مضاءة، ليقارنوا بين حالها وحال عدن التي رفضتهم وحرمت عليهم في أحداث أغسطس 2019م.
ولعل الحكومة التي يهيمن عليها الإخوان تناست أن عدن هي العاصمة السياسية للشرعية، وليس شبوة أو مأرب التي كشفت وثيقة رسمية في سبتمبر 2019، عن توجيهات صادرة من وزير الكهرباء والطاقة، محمد العناني، إلى قيادة مؤسسة كهرباء عدن قضت بدفع مبالغ مالية من إيراداتها لتغطية نفقات ومصروفات لمحامي قضية شركة (انجريك) في محافظة مأرب، وكذا دفع أموال أخرى لمشروع صافر بذات المحافظة.
ولا تزال مأرب حتى اليوم ترفض توريد أي من إيراداتها من مبيعات النفط والغاز إلى البنك المركزي اليمني في عدن كما هو حال محافظتي شبوة والمهرة، باستثناء عدن التي تجبر على توريد كافة الإيرادات، ومع ذلك تعاني من تدهور الخدمات.
ولا يختلف اثنان أن ما تشهده العاصمة عدن من تدهور في الخدمات، إنما هو نتاج للحرب التي يقودها جناح الإخوان في الحكومة لتعذيب أبنائها بهدف إخضاع المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يتصدر مشهد المواجهة ضد محاولات الإخوان المتواصلة التوغل في المدينة.
واستبشر سكان عدن، بتعيين أحمد حامد لملس، محافظاً للمحافظة، لما يمتلكه من خبرة في إدارة العمل المحلي بعد تنقله بين مديريات عدن، وصولاً إلى تعيينه محافظاً لشبوة، قبل أن ينضم للمجلس الانتقالي الجنوبي، رفضاً لممارسات الحكومة ضد المحافظات الجنوبية المحررة.
وبرغم تجاوزه العديد من العقبات منذ تعيينه والتي من أبرزها محاولات إغراق عدن بالظلام من خلال رفض الحكومة تزويد محطات المدينة بالوقود، أو دفع مستحقات محطات الطاقة المؤجرة، إلا أنه اصطدم بعقبة اعتصام منتسبي الأمن والجيش الجنوبي القائم منذ أشهر أمام مقر التحالف العربي غرب عدن الذي صعد من احتجاجاته بسبب تجاهل الحكومة، وأقدم على إغلاق الموانئ مما أحدث شللاً في حركة الملاحة بميناء عدن وكذا أزمة وقود في المدينة.
ويرى الكاتب الصحفي، صلاح السقلدي، أن هناك حرصاً على تجاهل مطالب العسكريين الجنوبيين المعتصمين لتكون واحدة من العراقيل بطريق عمل محافظ عدن الجديد ويصطدم بها، وتضاف إلى ملف التحديات والعراقيل التي تجابهه، والتي تظل أخطرها حرب الخدمات، وحرب المرتبات.
وقال في تغريدات له بتويتر، "إبقاء العسكريين يراوحون مكانهم من المعاناة لا يعني فقط إطالة معاناتهم وأسرهم، بل هي حرب على المحافظة واستهداف لعمل المحافظ وتكديس صخور الفشل والعرقلة بطريقه، وإمعان وخسف بالبسطاء من الناس".