مطالب العسكريين الجنوبيين في عدن: الاستجابة أو التصعيد
الجنوب - Saturday 03 October 2020 الساعة 10:20 pmيواصل مئات العسكريين الجنوبيين اعتصامهم أمام مقر قوات التحالف العربي، غربي العاصمة عدن، للمطالبة بصرف رواتبهم للأشهر الماضية من هذا العام، وتسوية مستحقاتهم للسنوات السابقة والمتمثلة بصرف راتب شهرين في العام 2016 و6 أشهر في 2017م.
وتتزامن مع الاعتصام خطوات تصعيدية، بدأت بها القيادة الميدانية للهيئة العسكرية العليا للاعتصام، أواخر أغسطس الماضي، أعقبها خطوات أوسع في سبتمبر شملت إغلاق الموانئ الرئيسية الأربعة في مدينة عدن، الأمر الذي يهدد حركة الملاحة البحرية في ميناء عدن.
بداية الاعتصام
بدأت مطالبات العسكريين الجنوبيين بتحقيق مطالبهم البسيطة، بتنفيذ سلسلة فعاليات احتجاجية أمام مقر الحكومة في قصر المعاشيق بمدينة صيرة، أسفرت عن انتزاع تعهد من رئيس الحكومة، الدكتور معين عبدالملك، أواخر نوفمبر 2019م، بصرف راتب شهر سبتمبر يليه صرف راتبي نوفمبر وديسمبر من نفس العام، إضافة إلى المرتبات الثمانية المتأخرة من الأعوام السابقة.
لكن الحكومة لم تف بتعهداتها عقب صرف مرتبات سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر، الأمر الذي دفع الهيئة العسكرية العليا للأمن والجيش الجنوبي، في الخامس من يوليو الماضي إلى إعلان الاعتصام المفتوح أمام مقر التحالف العربي، والتلويح بالتصعيد في حال عدم الاستجابة لمطالبهم التي توسعت لتشمل أيضاً المطالبة بإنفاذ القرارات الرئاسية بشأن إعادة العسكريين والأمنيين وتسوية أوضاع من تبقى من المتقاعدين والمبعدين المسرحين قسراً.
التصعيد الميداني
بدأ التصعيد الميداني الجزئي للعسكريين الجنوبيين أواخر شهر أغسطس الماضي، وشمل التصعيد إغلاق الطرقات المؤدية إلى مقر التحالف العربي، وكذا إغلاق جزئي للطريق الرابط بين ميناء الزيت في البريقة ومدينة عدن.
وفي وأواخر سبتمبر الماضي، بدأ العسكريون الجنوبيون أولى خطواتهم التصعيدية بإغلاق الموانئ، وشكلت لأجل ذلك أربع كتائب قامت بإغلاق موانئ كابوتا وكالتكس والزيت والمعلا، ومنعت خروج أو دخول القاطرات إليها، الأمر الذي أدى إلى ظهور أزمة بنزين خانقة في مديريات عدن.
وبهذا الشأن، حذر الرئيس التنفيذي لمؤسسة موانئ خليج عدن، محمد امزربة، مما أسماها خطورة استمرار إغلاق الميناء من قبل المعتصمين العسكريين.
وقال في مذكرة رسمية رفعها إلى الرئيس المؤقت، عبدربه منصور هادي، إن الميناء أصبح عاجزا عن القيام بمهامه في مناولة البضائع وتسليمها لتصل إلى المستهلكين بما فيها البضائع الإغاثية والأدوية والمواد الغذائية، مشيراً إلى أن هذا الوضع تسبب في الإساءة المباشرة لسمعة ميناء عدن الذي يعاني من ارتفاع لرسوم الشحن البحري وفرض أقساط عالية كتأمين ضد مخاطر الحرب.
المعتصمون يرفضون التراجع
بالتزامن مع التصعيد الميداني للمعتصمين، بذلت العديد من جهود الوساطة لإقناع العسكريين بفض الاعتصام، لكن الأخيرين طالبوا بتحقيق مطالبهم الحقوقية أولاً قبل فض الاعتصام، خاصة بعد أن سجلت الساحة وفاة العقيد طيار عبدالعزيز الصبيحي (الدامر)، وهو معتصم أمام بوابة معسكر التحالف العربي، في عدن.
وفشلت مدير عام شركة النفط في عدن، انتصار العراشة، في اجتماعها مع القيادة الميدانية للاعتصام أول من أمس، في إقناعهم بالسماح بمرور قاطرات البنزين للخروج من الأزمة التي تعيشها عدن والتي أدت إلى شلل شبه كلي لحركة السير فيها.
غير أن محافظ عدن، أحمد لملس، تمكن الجمعة، من انتزاع موافقة مبدئية من القيادة الميدانية للاعتصام بشأن السماح لقاطرات البنزين بالعبور، مع تعهده -المحافظ- بمتابعة رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة للتدخل في الإفراج عن المستحقات المالية خاصة ما هو متعلق بالمرتبات.
لكن قيادة الاعتصام أكدت أنها لن تتراجع عن مطالبها ولن تفض اعتصامها وستواصل برنامجها التصعيدي حتى يتم الاستجابة لمطالبهم وصرف كافة رواتبهم المتأخرة منذ أشهر.