رجال القبائل.. خط الدفاع الأخير عن مأرب

تقارير - Sunday 06 September 2020 الساعة 11:23 pm
مأرب، نيوزيمن، خاص:

منذ مطلع العام الجاري تواصل قبائل مأرب صد هجمات مليشيا الحوثي في أكثر من 10 جبهات قتال بالمحافظة المتاخمة لثلاث محافظات أخرى تقع تحت سيطرة الحوثيين، وعلى طول امتداد تلك الجبهات.

واغتنم الحوثيون حالة الفوضى الناجمة عن الفساد في الجيش المشكل حديثاً على أساس حزبي، والذي كان من أبرز نتائجه المتاجرة بالعتاد العسكري وكشوف بعشرات آلاف من الأسماء الوهمية التي تبخرت.

وعن الدور القبلي في الذود عن حياض (الجمهورية) يلفت أحد المدونين إلى أن (القبيلة) التي كانت توصف بأنها "حجر عثرة" في طريق الدولة، هي من تدافع -اليوم- عن الجمهورية ضد المشروع المليشياوي، فيما توزّع المدنيون ودعاة الحداثة على عواصم الشتات.

وفي الوقت الذي كانت فيه مليشيا الحوثي تجتاح مديريات نهم والجوف وشمالي البيضاء واحدة تلو أخرى كانت قبائل مأرب تجري استعداداتها للمعركة المرتقبة مع برابرة شمال الشمال الذين يسيل لعابهم على النفط ممنين النفس بالوصول إلى منابعه.

وعندما وصلوا إلى تخومها فوجئوا بقدرة القبائل على التحشيد القبلي السريع لوقف تحقيق أي تقدم، حيث تسابقت قبائل المحافظة في الوقوف بوجههم في توزيع فريد يعتمد على حماية كل قبيلة حماها مع الأخذ بالاعتبار التعاضد الحاصل من القبائل المجاورة.

فجنوباً توزعت قبائل بني عبد على تخوم قانية ذوداً عن العبدية، وتوزعت معظم بطون مراد على ماهلية وخطوط التماس مع ردمان البيضاء بعد اجتياحها في معركة لم يصمد فيها آل عواض وقبائل نكفها 72 ساعة ومع استحداث الحوثي جبهة شمال غربي البيضاء باشرت قبائل القرادعة وآل أبو عشة ومن يساندهم من بقية بطون مراد في الانتشار في المشيريف برحبة.

وشمالاً، حيث جبهات العلم والنضود الصحراوي تواجه قبائل عبيدة معظم المجهود بإسناد فعال من طيران التحالف العربي. فيما قبائل جهم والجدعان يمتد وجود رجالها في جبهات المخدرة ومدغل ورغوان ومجزر شمال غرب المحافظة.

وقدمت القبائل أنموذجا في الترادف والتعاضد مع بعضها على أسس تحالفية متوارثة، فهذه بني عبد تعاضدها رجال حليفاتها في البيضاء، فيما كتائب مقاومة قيفة هي خط الدفاع الأول عن المشيريف ورحبة مراد.

ولا يختلف الأمر كثيراً شمالاً، فقبائل دهم في الصفوف الأولى مع عبيدة في المواجهات الفريدة من نوعها على رمال الفيافي، حيث لا ساتر من الرصاص إلا صدور الرجال.

لقد استبسلت قبائل المحافظة أكثر من 6 أشهر إلا أن استمرار الهجمات الحوثية التي تستخدم سلاح الدولة المنهوبة أظهرت علامات الإنهاك فباتت تتآكل مناطق سيطرتهم شمالا وجنوبا رغم تقليل البعض من أهمية تلك الانتصارات.

وفي هذا الصدد تقول الناشطة الماربية انتصار القاضي، عقب سيطرة المليشيا على مناطق جنوبي مأرب، إن الحوثيين يهاجمون "مناطق جبلية لا تتوفر فيها أي خدمات تبعد عن مركز المحافظة باكثر من 250 كيلو مترا".

وأضافت مديرة مؤسسة فتيات مأرب، إن سكان مناطق ماهلية ورحبة يعيشون على رعي الأغنام وجلب المياه من آبار سطحية يدوية، لا توجد مقومات حقيقية للعيش فيها، اليوم تواجه هجوما من قوات مليشيا الحوثي لا مبرر له غير أذية ناس بسطاء مغيبين تماما من اي تنمية.

وفيما بدا القلق واضحا على سكان مركز المحافظة مع تساقط مناطق قبلية بيد الحوثيين جنوبي مأرب بعد صمود أسطوري وتضحيات عظيمة ومؤلمة في الوقت نفسه، هنالك بالتزامن بوادر انهيار لجبهة الحوثي شمالا جراء الخسائر المهولة في مخزونه البشري.

وتتوالى الأنباء عن سقوط مناطق استراتيجية على أبواب معسكر اللبنات بيد أبناء القبائل بعد أن عبدت مقاتلات التحالف العربي بجماجم الحوثيين وقياداتهم وعتادهم العسكري الطريق إلى مناطق أبعد بكثير صوب حزم الجوف.