محمد سعيد.. مزارع تهامي أقعدته رصاصة حوثية
المخا تهامة - Friday 14 August 2020 الساعة 06:01 pmلم يكن في الحسبان لدى محمد أحمد سعيد، المزارع المكافح لأجل لقمة العيش الحلال، أن يصبح ذات يوم معاقاً طريح الفراش، ليس هذا فحسب بل أن يكابد عناء الشتات وهو في حالة يرثى لها.
كان محمد، ذات يوم، في مزرعته بمنطقة الجبلية جنوب الحديدة، والتي أصبحت كقطعة من روحه، يغدو إليها كل صباح ولا يفارقها إلا مع دُنو ظلام الليل، يسقي ترابها من عرق جبينه، وبينما هو منهمك في عمله، باغتته رصاص مليشيات الحوثي الإرهابية التي أطلقتها باتجاه مزرعته، فأصابت جسده النحيل شظايا الرصاص، فاخترقت جسده وأصابت عموده الفقري إصابات بليغة، سال دمه بغزارة على التراب، دون ذنب اقترفه سوى أنه يعمل في مزرعته التي يقتات من خيراتها.
سارع الأهالي لإنقاذ حياة محمد، وتلقى الإسعافات الأولية والعلاجات لأجل إنقاذ روحه، ولكن كل ذلك لم يمنع من أن يصبح معاقاً ومقعداً على فراشه يصارع مرارة النزوح والشتات في منطقة الحيمة لا يقوى على الجلوس أو السير خطوة واحدة بعد أن كان نشيطاً لا يتوقف عن المشي ذهابا وإيابا من منزله إلى مزرعته.
يروي أقرباء محمد معاناته اليومية، والوضع النفسي الذي يقاسيه في ظل إعاقته الكاملة، في الوقت الذي يحاولون رفع معنوياته ومساعدته والاهتمام به، ولكن كل ذلك يتعثر أمام ما كان يطمح إليه محمد وهو بصحته الكاملة.