احتجاجات دامية خلفت 80 قتيلاً في إثيوبيا.. ما الذي يحدث؟

العالم - Thursday 02 July 2020 الساعة 07:29 pm
نيوزيمن، رويترز، بي بي سي:

عشرات القتلى والمعتقلين في احتجاجات دامية جدا في إثيوبيا، على خلفية مقتل مطرب مشهور، في أكبر تحد من نوعه يواجهه رئيس الوزراء الأثيوبي الذي تقلد نوبل للسلام.

قُتل 81 شخصا على الأقل في إثيوبيا بعد أن أشعل مقتل مطرب مشهور فتيل احتجاجات واسعة النطاق في منطقة أوروميا شرقي البلاد، بحسب أحد قادة الشرطة الإثيوبية. واحتشد الآلاف من المعجبين بالمغني هاشالو هونديسا للتعبير عن حزنهم على مقتله بإطلاق نار ليلة يوم الاثنين، بينما كان يقود سيارته.

قتل أشعل الفتيل

وكان العشرات قُتلوا أو أصيبوا بعد أن أثار مقتل مغن شهير انفجارات واحتجاجات في العاصمة أديس أبابا ومنطقة أوروميا المحيطة بها يوم الثلاثاء. وتقول الشرطة، الخميس إن 35 شخصا، من بينهم السياسي البارز جاوار محمد، تم اعتقالهم.

ولا يزال الدافع وراء مقتل هاشالو غير معروف. ولكن الشرطة تقول إنها اعتقلت شخصين على صلة بعملية القتل. وكان هاشالو البالغ من العمر 34 عاما قد قال مؤخراً إنه تلقى تهديدات بالقتل.

وتسلط القلاقل الضوء على الانقسامات المتنامية في قاعدة نفوذ رئيس الوزراء أبي أحمد وسط أبناء عرق الأورومو حيث يزداد تحدي النشطاء العرقيين للحكومة بعد أن كانوا حلفاء لها. وفي كلمة نقلها التلفزيون مساء الثلاثاء، وصف أبي قتل المغني هاشالو هونديسا بأنه ”عمل شرير“.وقال ”إنها فعلة ارتكبها واستلهمها أعداء في الداخل والخارج لزعزعة سلامنا ومنعنا من تحقيق الأمور التي بدأناها“.

وذكرت الشرطة أن هاشالو قُتل بالرصاص في حوالي الساعة التاسعة والنصف مساء الاثنين. وقال مفوض شرطة مدينة أديس أبابا جيتو أرجاو لوسائل الإعلام الرسمية إن الشرطة اعتقلت بعض المشتبه بهم لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل. وقالت الشرطة إنه جرى التخطيط للقتل جيدا على ما يبدو.

وكانت أغاني هاشالو تركز على حقوق عرقية الأورومو، وتحولت إلى أناشيد تصدح بها الحناجر في موجة من الاحتجاجات التي قادت إلى سقوط رئيس الوزراء السابق في 2018. وجُرِحَ عدد كبير من الأشخاص في الاحتجاجات التي وقعت الثلاثاء وشهدت "تدميراً هائلاً للممتلكات"، كما قال غيتاشيو بالتشا، المتحدث باسم حكومة منطقة أوروميا الإقليمية، لبي بي سي.

وقطعت السلطات شبكة الانترنت الثلاثاء عن مناطق في البلاد مع انتشار الاحتجاجات على مقتله في أوروميا، ولا تزال هناك تقارير تتحدث عن وقوع اضطرابات جديدة الأربعاء.

سيناريو الأحداث

المشكلة بدأت عندما كان جثمان هاشالو ينقل إلى مسقط رأسه في مدينة "أمبو"، الواقعة إلى الغرب من العاصمة أديس أبابا، من أجل دفنه، لكن جاوار ومناصريه اعترضوا طريق الجثمان وحاولوا إعادته إلى العاصمة.

وقال مفوض الشرطة الاتحادي، إنديشو تاسيو يوم، الثلاثاء إن مواجهة تلت هذا الحادث. وأضاف: "وقعت أعمال شغب بين قوات الأمن الاتحادية وآخرين، وفي خضم هذه العملية قتل أحد أفراد قوات الشرطة الخاصة في أوروميا". وأضاف إنديشو أن "35 شخصا بينهم جاوار محمد تم اعتقالهم. وصادرت قوات الأمن ثماني بنادق كلاشنكوف وستة مسدسات وتسعة أجهزة إرسال لاسلكية من سيارة جاوار محمد".

وقال تيروني غيمتا، وهو مسؤول في حزب المؤتمر الاتحادي لأورومو الذي يتزعمه جاوار، لبي بي سي إنهم "قلقون" بشأن اعتقاله وإنهم لم يقوموا بزيارة من اعتقلوا بسبب الوضع الأمني".

وكان جاوار، وهو قطب إعلامي بارز، قد قاد دعوات لمنح المزيد من الحقوق للأورومو، وهي أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، تعرضت للتهميش السياسي من قبل الحكومات السابقة.

وساند جاوار رئيس الوزراء آبي أحمد، الذي هو نفسه من الأورومو، ولكنه تحول بعد ذلك إلى منتقد قوي له.

ما الذي جرى؟

في أداما، الواقعة على بعد 90 كيلومترا جنوب شرق أديس أبابا، قتل خمسة أشخاص بعد إطلاق النار عليهم خلال مظاهرات، كما جرح 75 آخرين، بحسب ما قال الدكتور ميكونين فيسا لبي بي سي. كما قتل شخصان بالرصاص في مدينة تشيرو الواقعة شرقي البلاد خلال مظاهرات احتجاجية، حسبما قالت مصادر طبية في المستشفى المحلي لبي بي سي. وفي مدينة هارار شرقي البلاد، أسقط المحتجون تمثالاً للأمير راس ماكونين، وهو والد هايلي سيلاسي، آخر أباطرة إثيوبيا.

وكان رئيس الوزراء آبي أحمد قد أعرب عن تعازيه لوفاة هونديسا، قائلاً في تغريدة له على تويتر إن إثيوبيا "خسرت حياة ثمينة اليوم"، واصفا المغني بأنه "شخص رائع". وتأتي وفاة هاشالو والاحتجاجات التي تلته في وقت تتنامى فيه التوترات السياسية في أعقاب تأجيل الانتخابات التي كان من المقرر إجراؤها في أغسطس/ آب القادم، وذلك بذريعة انتشار وباء كورونا. وكان ينتظر أن تكون تلك الانتخابات أول اختبار انتخابي لرئيس الوزراء آبي أحمد بعد تسلمه مهام منصبه في أبريل/ نيسان 2018.

أسباب احتجاجات الأورومو؟

يشتكي الأورومو، وهم أكبر جماعة عرقية في إثيوبيا، منذ زمن طويل من تعرضهم للتهميش. وكانت المظاهرات قد اندلعت في 2016 مما زاد من الضغط على الحكومة. و لجأ الائتلاف الحاكم في نهاية المطاف إلى استبدال رئيس الوزراء في حينه هايلي مريام ديسالين بآبي، الذي ينتمي إلى عرقية الأورومو.

وقد أدخل آبي سلسلة من الإصلاحات غيرت صورة البلاد التي كانت تعتبر "دولة قمعية". وفاز بجائزة نوبل للسلام في 2019، ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى تحقيقه السلام مع إريتريا.