الحركة التبشيرية في تهامة (1849 - 1990م) هل نجحت في تنصير البعض؟

السياسية - Wednesday 01 July 2020 الساعة 10:20 am
نيوزيمن، كتب/ أ.د. عبدالودود مقشر:

تعد الحركة التنصيرية في تهامة اليمن مند ما قبل 1849م نشيطة وازدادت نشاطاً مع التمويل الضخم في مجال الخدمات الحياتية المجتمعية وظهور شخصيات تنصيرية كبيرة بحجم المبشر الشهير صموائيل زويمر الذي اتخذ الحديدة مقراً لأعماله للولوج لعمق الجزيرة العربية من الجنوب مثلما اتخذ البحرين من الشرق. وإليكم مقتطفات من بحث بعنوان (التعليم في سنجق الحديدة في العهد العثماني الثاني) شاركت به في جامعة اسطنبول بتركيا في المؤتمر الدولي الثاني حول العلاقات اليمنية العثمانية في ديسمبر 2018م ثم سأردف الخدمات في مجال الصحة ومحاربة الأوبئة:

"تعد مدرسة سور الفرانسيسكان وتتبع رهبنة الفرانسيسكان هي المدرسة الوحيدة الرسمية من المدارس الأجنبية باليمن وأقدم ما توصل اليه الباحث من هذه المدارس حيث يرجع تاريخ افتتاحها وتأسيسها إلى عام 1300 بالسنة المالية وهو ما يوافق 1301هـ / 1884م وحصلت على رخصة من الدولة العثمانية لممارسة نشاطها التعليمي وتتبع الحكومة الفرنسية والكنيسة الكاثوليكية بها واستمرت في أداء دورها التعليمي للطلاب وكانت مفتوحة للجميع ومختلطة وقد ورد ذكرها في سالنامة نظارة المعارف العمومية 1321هـ، وتضم ثلاثة عشر طالباً وطالبةً، وعلى النحو التالي: خمسة ذكور وثماني إناث، وعدّها الباحث فاضل بيات "أنها أسسها الفرنسيون في سنة 1891م – على اعتبار ان تاريخ افتتاحها كان في سنة 1306 سنة مايه / 1308هـ - وهي مدرسة سور فرانسيسكان الابتدائية المختلطة في الحديدة ولم تكن مرخصة حتى صدور سالنامة المعارف 1902 -1903م".

هناك مدرسة أجنبية أخرى وهي مدرسة الأربع راهبات الفرانسيسكانيات وتتبع رهبنة جميعة الراهبات الفرنسيسكانيات مرسلات قلب مريم الطاهر وذكرتها الوثائق الفرنسية، وتحدثت هذه الوثائق عن وصول خطاب رسمي بالموافقة من السلطات العثمانية على الطلب المقدم من الحكومة الفرنسية لبناء مدرسة فرنسية ومستشفى ومقبرة، والخطاب صادر عن متصرف سنجق الحديدة أحمد حمدي باشا إلى وكيل قنصل الجمهورية الفرنسية بالحديدة انجيلوس كالوس Angelos Kalos ومؤرخ في 19 شوال 1320هـ / 5 كانون 1318 ش/ 18 يناير 1903م، وتقع هذه الوثيقة ضمن ملف يحمل عنوان (الارسالية التبشيرية الكاثوليكية الفرنسية 1899 – 1903م)، وتذكر في هذه المذكرة ما يلي "أن الولاية الجليلة بلغت محبكم صورة تحريرات نظارة الداخلية الجلية التي مضمونها [في الأصل مظمونها] أنه تعلقت الإرادة السنية السلطانية بالتصديق القانوني على مدرسة الأربع راهبات الفرانسيسكانيات المؤسسة عام 1892م وعلى المستشفى المختص بها من المؤسس سنة 1894م والدير هو الذي يديره راهب فرنسوي والمقبرة المختصة بهذا الدير وإحاطته بجدار وبعد التصديق تكون هذه المؤسسة معروفة لدى الحكومة السنية وتستحصل رخصة رسمية بشأن المدرسة وقد جرى قيد هذه الإرادة السنية للعمل بموجبها فيؤمل أن تعرفونا موضحاً عن حدود واتساع ومشتملات المؤسسات المذكورة والمحل الكائنة فيه لتسجيلها رسمياً وبذلك تحررت هذه المذكرة ودمتم".

كان رد الدولة العثمانية أمام هذه الحملة التبشيرية المنظمة في مجال التعليم بسنجق الحديدة أنها أرسلت ضابطا رفيعا وهو ياور السلطان إبراهيم بن إبراهيم رشدي ليستكشف حقيقة الأمر ويرفع تقريراً كان من ضمن توصياته المستعجلة: "القيام الدولة بفتح مدرسة خاصة يأتي معلموها من اسطنبول للتصدي للمدارس التبشيرية".