تعز: ما وراء الصراع.. الصحة لا يمكن الحصول عليها (قصص)

السياسية - Friday 26 June 2020 الساعة 09:45 am
عدن، نيوزيمن:

أدى النزاع المستمر، من صراع وحروب، منذ ست سنوات في اليمن إلى إضعاف إمكانية وصول الناس إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.

إذ أدت خطوط المواجهة النشطة والقتال المستمر والحركات التقييدية في محافظة تعز، إلى تفاقم زيادة احتياج المرضى اليمنيين، إذ لا تتوافر أمامهم سوى خيارات قليلة جدًا للخدمات الطبية التي تكون ذات أسعار معقولة ويمكن الوصول إليها.

الصحة لا يمكن الحصول عليها

تحكي د. هناء، من كوادر أطباء بلا حدود الطبية: "كنت أعمل طبيبة طوارئ قبل أن أصبح طبيبة أطفال، وصلتني في أحد الأيام مريضةٌ تعاني من مقدمات الارتعاج وارتفاع ضغط الدم، أتت وهي تعاني من مضاعفات حادة، وحين سألنا عن سبب المضاعفات، أخبرونا بأنها تعود بشكل أساسي لبعد المسافة.

وتابعت، أن والدة المريضة قالت لهم بأنها نُقلت في كفن، عبر الجبال الوعرة، في رحلةٍ استغرقت ثلاث ساعات، وكانوا قد سمعوا عن مستشفى أطباء بلا حدود وكانوا سعداء جداً حين وصلوا إليه أخيراً، والحمد لله، فقد تحسن وضع المريضة، لن أنسى هذا ما حييت."

وتقول بلقيس الذي عانى طفلها الرضيع من وعكة صحية استدعت الذهاب الى المشفى: "هذا طفلي الثالث، طه، يبلغ اليوم من العمر 48 يوماً، أنجبته في مركز صحي في القرية، وأخبروني آنذاك أنّ طفلي بحاجةٍ إلى الرعاية الطبيّة، ولا يوجد مستشفيات في منطقتنا فهي تضمّ العيادات فقط. لذلك، استقللنا السيارة لمدة ساعتَين تقريبًا للوصول لأقرب مشفى وهو لمنظمة أطباء بلا حدود".

وأضافت، ما زلت أتعافى من الرحلة وأشعر بالتعب حتى وإن مشيت قليلًا، لقد كانت رحلةً منهكة وبالأخص لأنّني حامل وبسبب سوء أحوال الطرقات.

"كانت الأوضاع أفضل بكثير قبل بداية هذه الحرب، كنا مرتاحين ونشعر براحة البال. كنا ننعم بالأمن والسلامة والاستقرار. أمّا اليوم، فيعيش الجميع في خوف متواصل".

في الماضي، إذا أردت زيارة والديك أو أفراد أسرتك، استغرق الوصول إليهم حوالى الساعة؛ أمّا اليوم، فتغادر منزلك صباحًا وتصل إلى وجهتك مساءً.

كما تسبب الوضع في تعز نزوح وانفصال بعض العائلات اليمنية سعياً وراء الأمان وسبل العيش الموثوقة، وتبين قصص المرضى والعاملين في مستشفى الأم والطفل التابع لمنظمة أطباء بلا حدود في تعز الحوبان الأثر العميق لذلك على حياة الناس.. 

المصدر: منظمة أطباء بلا حدود