الوحيدة في اليمن.. شاب عدني يبتكر بوابة تعقيم ذاتية للمسافرين

السياسية - Sunday 21 June 2020 الساعة 02:55 pm
نيوزيمن، حوار/ هبة البهري:

قام "أيمن"، أحد شباب عدن المبتَكِرين، بابتكار بوابة "تعقيم"، من أجل تأمين وصول العالقين في مطار عدن الدولي.

جهد جبار يستحق عليه التقدير والتكريم، الجميل في الأمر والملفت هو تعاون إدارة مطار عدن الدولي وإتاحة الفرصة لتجريب هذا الابتكار المميز.

الجهاز يعمل بحساس؛ كلما اقترب منه الشخص، وهناك تفاصيل مهمة حول كيف تم ابتكاره من خلال الشرح وطرح مجموعة أسئلة على الشاب أيمن.

بداية الفكرة

البداية كانت مع تفشي فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث تم تطبيق أول ممر للتعقيم في مطار عدن الدولي؛ لكي يساعد على ضمان تعقيم المسافرين والموظفين قبل دخولهم إلى المطار.. بمعنى أن الممر يعمل بتقنية التعقيم من خلال الرذاذ المطهر، وهو عبارة عن ممر أو غرفة تعقيم متنقله وثابتة، بحسب طلب المنشأة، وتقوم بوضعها أمام بوابة الدخول، بحيث يمر من خلالها المواطنون، وأثناء ذلك يجري تعرضهم لعملية تعقيم عن طريق التحكم الإلكتروني.

آلية عمل ممر التعقيم

نظام تحكم إلكتروني كامل، يعمل تلقائياً فور دخول الشخص لمدة 10 ثوانٍ، يوجه فيها الرذاذ على الشخص الموجود داخل غرفة التعقيم من عدة جهات، وفي نهاية الممر معقم أيدٍ.

كان لنا هذا الحوار القصير مع الشاب المبتكر أيمن، حاولنا من خلاله معرفة العديد من التفاصيل عن هذا المشروع المهم:

*بداية عرفنا عن نفسك؟

شوقي حسن موافي، من محافظة عدن.

*كيف جاءتك فكرة الاختراع؟

بداية الفكرة كنت أتابع إحدى القنوات التلفزيونية وهي تستعرض طريقة التعقيم الوقائية من فايروس كورونا، وكان التقرير يتحدث عن مسح الأسطح بمواد التعقيم، وكيف تتم عملية تعقيم الملابس أيضاً، هذا كله حدث قبل معرفتي بأن هناك العديد من الشباب من دول أخرى كانوا قد بدأوا بابتكار ممرات تعقيم.

وكنت أفكر بإيجاد طريقة لابتكار جهاز، وبحكم دراستي "هندسه اتصالات والكترونيات"، إلى جانب أن لدي خبرة من قبل في عمليات التحكم بالأجهزة عبر أكثر من طريقة إلكترونية، طلعت الفكرة برأسي، بحثت في اليوتيوب عن ممرات تعقيم، وجدت كل الممرات الموجودة يتم التحكم بها يدويًا، فقمت بعمل فكرة الممر المعقِّم بالتحكم الإلكتروني ذاتي التشغيل.

*ما الذي يميز منتجكم عن بقية المنتجات الأخرى التي تعج بها الأسواق؟ وهل يوجد نفس المنتج في السوق؟

ما يميز المشروع الذي ابتكرته هو أن التحكم ذاتي، إضافة إلى ذلك يمكن تشغيله يدوياً أي أنه يعمل بالطريقتين، ذاتياً ويدوياً. الخلاصة أنه لا يوجد أي جهاز شبيه له في عدن، تقريباً موجود في صنعاء، إنما بشكل يدوي.

*هل يمكن شرح فكرة الاختراع بشكل أوسع؟

الفكرة تبدأ عند تشغيل الممر يعمل لفترة بسيطة تقدر بخمس ثوان لكي تقوم المضخة بضخ المواد المعقمة في البيبات الداخلية، بعد ذلك تتوقف عن العمل، وبمجرد شعور "حساس" الحركة الموجود في الممر بقرب شخص يتحرك، فيقوم بإرسال إشارات إلى الشريحة الإلكترونية المبرمجة مسبقًا، فتقوم الشريحة بإعطاء أوامر للمضخة كي تعمل، وعند انتهاء الفترة الزمنية التي قمت ببرمجة الشريحة الإلكترونية عليها تقف المضخة عن الضخ.

ويضيف، خلال فترة تشغيل المضخة وهي 10 ثوانٍ يتم رش الرذاذ المعقم على ملابس الشخص الموجود في الممر، وتقدر بعدد 6 رشاشات رذاذ؛ يتم من خلالها تعقيم ملابس الشخص الموجود في الممر، وبعد انتهاء الرش يوجد في نهاية الممر مادة معقِّمة لليد، لأنه خلال فترة التعقيم بالرذاذ لا يصل التعقيم إلى باطن اليد، وبعد الانتهاء يدخل الشخص التالي فيقوم الجهاز بنفس العملية... وهكذا.

*كم أخذتم وقتاً في تنفيذ هذا الاختراع وكم بلغت التكلفة؟

قبل العمل على الواقع توجد برامج محاكاة في الكمبيوتر، قمت بعمل الممر فيها وأخذت تقريبًا خمسة أيام للتصميم والبرمجة، لكن التنفيذ العملي تم خلال فترة وجيزة وضيقة جدًا تقدر بثلاثة أيام؛ من بناء ممر التعقيم من الألمنيوم، ثم عمل تلحيم للشريحة الإلكترونية وبرمجتها في نفس الوقت وربطها ببقية القطع؛ من مضخة، وحساس، وأعمال كهربائية أخرى.

*هل كان اختراعكم نتاج إحساسكم بالمشكلة؟

لا، الاختراع أتى كما أخبرتك سابقًا من خلال متابعتي للطرق الوقائيه من المرض، إضافة إلى جانب هوسي بعمل المشاريع الإلكترونية.

*سبق وأن اشتركت بمسابقات علمية؟

نعم شاركت من قبل عندما كنت طالبا في كلية الهندسة جامعة عدن في أسبوع الطالب الجامعي.

*إذا ما انتقلنا إلى مسيرتكم في الابتكار.. كيف بدأت؟

الاختراعات هي هواية، لأني كما ذكرت لك أن لدي رغبة وهوسا في تصميم وتركيب الدوائر الالكترونية، بحيث أجلس كل فترة اشتغل على برامج المحاكاة في الكمبيوتر، حتى أوسع مداركي وقدراتي العملية، وفي نفس الوقت أتطلع لما هو أفضل.

*ماذا تريد أن تفعل الفترة القادمة؟

أحاول العمل على تطوير ممر التعقيم، وبنفس الوقت البحث عن مشاريع وأعمال إلكترونية، كما أن لدي رغبة في عمل تحكمات إلكترونية داخل مصنع للخرسانة الجاهزة في بئر أحمد.

*ما الرسالة التي تريد أن توجهها عبر نيوزيمن؟

كل الشكر للقائمين على هذا الموقع الإعلامي المتميز واهتمامه بهذا الابتكار، فهو يعطي دفعة قوية للشباب المبدع في مدينة عدن، مع كل التمنيات لكم بمزيد من النجاح في مهامكم الصحفية.

*كلمة أخيرة؟

أتمنى أن يكون هناك دعم لفئة الشباب خاصة الذين لديهم أفكار واختراعات في شتى المجالات، وأتمنى أن أتحصل على دعم لمشروعي من قبل الجهات المعنية.