صحيفة: إجراءات "الانتقالي" تحشر "الشرعية" في زاوية تنفيذ اتفاق الرياض

السياسية - Wednesday 29 April 2020 الساعة 02:39 pm
عدن، نيوزيمن:

قالت صحيفة العرب اللندنية، الثلاثاء، إن إعلان المجلس الانتقالي الجنوبي الإدارة الذاتية لمحافظات الجنوب، أنهى التوافق المغشوش بين مكونات “الشرعية” اليمنية، ووضع الحكومة والقوى المسيطرة عليها، وخاصة حزب الإصلاح الإخواني، أمام اختبار جدي لتنفيذ اتفاق الرياض، وتحمّل مسؤولية التطورات السياسية والعسكرية في حال فشله.

ونقلت الصحيفة عن الناطق الرسمي باسم المجلس نزار هيثم قوله، إن ردود الفعل الإقليمية والدولية على إجراءات المجلس الانتقالي الأخيرة التي تضمّنت إعلان حالة الطوارئ وإخضاع المحافظات الجنوبية للإدارة الذاتية، بأنها بمثابة صفعة قوية لجماعة الإخوان المسلمين وكل الأطراف التي سعت لتصوير قرار المجلس الانتقالي الجنوبي بأنه انقلاب.

وقال هيثم تعليقا على البيان الصادر عن التحالف العربي، إن المجلس الانتقالي يثمّن جهود التحالف، ويساند دعوتهم المستمرة لعودة الطرفين الرئيسيين الموقعين على اتفاق الرياض لطاولة التفاوض، مشدّدا على أنّ قرار المجلس بإعلان حالة الطوارئ وتولّي الإدارة الذاتية جاء نتيجة الحرص الشديد على أولوية رفع المعاناة عن “شعب الجنوب المظلوم”.

وأكد ناطق الانتقالي على تعاطي المجلس بإيجابية مع كل المبادرات السلمية ودعوات التحالف العربي وكذا المبعوث الدولي لإيجاد حلّ سياسي شامل يكفل للجنوب حقّه بالمشاركة السياسية، في الوقت الذي تتعمّد فيه “الشرعية” المماطلة لتنفيذ بنود الاتفاق ورفض تشكيل حكومة كفاءات بالمناصفة واستمرارها بالتأجيج الإعلامي والتحشيد العسكري ضد الجنوب وتسليمها الشمال للحوثي.

وأعلن المجلس ليل السبت/ الأحد “الإدارة الذاتية للجنوب”، متّهما الحكومة “باستمرار الصلف والتعنّت في القيام بواجباتها” بالإضافة إلى “تلكّؤها وتهربها من تنفيذ ما يتعلق بها من اتفاق الرياض”.

ووفقا لـ"العرب" فإن تطورات عدن، وخاصة تمسك الجنوبيين بفرض خيار الإدارة الذاتية لوقف الاستهانة باتفاق الرياض سيسلط الأضواء على نفوذ الأجندات الخارجية داخل الحكومة اليمنية ودورها في تخريب مختلف التفاهمات.

ورجح مراقبون وباحثون يمنيون أن يؤدي التصعيد الأخير في المشهد اليمني إلى محاصرة الأطراف المعرقلة لاتفاق الرياض، وتزايد الضغوطات الإقليمية والدولية للشروع بتنفيذه وخصوصا في جانب الحكومة الشرعية.

ونقلت الصحيفة عن الباحث والمحلل السياسي اليمني منصور صالح قوله إن ردود الفعل تجاه الإجراءات المتخذة من جهة المجلس الانتقالي اتسمت بالإيجابية، وعززت من مطالب الشارع الجنوبي الذي رحّب بتلك الاجراءات واعتبر أنها تسير في إطار تحقيق أهدافه وإن جاءت متأخرة.

ولفت صالح إلى أن إجراءات المجلس الانتقالي الأخيرة مثلت استشعاراً بمعاناة الناس وتدهور معيشتهم في ظل فساد وغياب “الحكومة”، مشيرا إلى أن المجلس الانتقالي تلقى بيانات تأييد واسعة من مختلف القطاعات الشعبية والمؤسسات المدنية والعسكرية والاتحادات والمنظمات المهنية والإبداعية بالإضافة إلى المؤسسة العسكرية والأمنية، وكلها باركت هذه الخطوات.

وقال صالح إن الشرعية في موقف صعب عسكريا وشعبيا، ولم تعد تملك سوى شرعية الاعتراف الدولي بها، وقدرتها تنحصر في خلط الأوراق سياسيا بالاستفادة من الدعم الدولي لها وهو دعم بدأ بالتلاشي والتراجع بشكل ملحوظ، وبالنسبة إلى الجنوب، وتحديدا محافظات عدن ولحج وأبين وسقطرى، لا تملك الشرعية سوى الضجيج الإعلامي، أو الدفع بخلايا إرهابية أو فوضوية للتعطيل كما يجري من استهداف لخدمة التيار الكهربائي بهدف خلق المتاعب للناس ودفعهم للخروج ضد المجلس، عدا ذلك لا تملك شيئا”.