عدن بدون كهرباء.. و"سبأ" تعرض بضاعة رؤساء الشرعية
الجنوب - Sunday 26 April 2020 الساعة 01:36 amعدن بلا كهرباء في موسم الصيف وشهر الصوم وتحت مضاعفات كارثة السيول والأمطار المدمرة، لكن ما الذي يشغل الشرعية وقياداتها العليا في الأثناء وأمام حملات المطالبة بالالتفات للمنكوبين وآلاف الأسر والخدمات الأساسية الغائبة؟
في موقع وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" الأخبار والعناوين التي تغطي معظم الواجهة تعطيك ملخصاً حول فعاليات وفعالية الشرعية والأولويات التي تأخذ باهتمامات القيادة.
خلال ذلك صورة موجعة ومعبرة من عدن لطفل رضيع ينام عارياً على قطعة كرتون فوق طاولة خشبية تتوسط شارعاً داخلياً لم تجف فيه مياه السيول والأمطار بعد. درجة الحرارة المرتفعة مع ولوج الصيف وانقطاع الكهرباء يتحالف مع انعدام المسؤولية والحياء لدى سلطة شرعية تتمتع بالمكيفات والرفاهية الفندقية بعيدا عن عدن وعن اليمن.
عدن بلا كهرباء. والمنكوبون بلا مساعدات وبلا مأوى. يفترش الناس والصائمون أرصفة الشوارع والحوافي الداخلية بحثا عن نسمة باردة. ويتنافس رؤساء ومسؤولو الشرعية على تبادل التهاني مع نظرائهم.
تعرض منصة وكالة الشرعية تباريا في إرسال واستقبال برقيات التهاني بحلول رمضان، بين الرئيس ونائبه ودخل بقوة رئيس مجلس النواب.
خمسة عناوين أو أكثر، وتتجدد، للرئيس تلقى أو بعث تهاني مع رؤساء وأمراء، محمود عباس وملك البحرين وملك الأردن وأمير الكويت... الخ، وعناوين لنائبه علي محسن، آخرها هنأ رئيس مجلس السيادة السوداني، وأخرى لرئيس مجلس النواب.
إيقاع محبط وكأنك تقرأ جريدة موتى. قيادات دولة وسلطة توزعت فنادق الشتات وتمارس نفسها بأكثر الطرق فجاجة أمام شعب منهك وبلد ممزق وكوارث وأزمات وحروب تطحن ملايين المواطنين.
تجعلك هذه النمطية الرسمية تشعر بالغثيان مع الإحباط، لا يحدث هذا حتى مع أكثر الدول استقرارا وأمنا ورفاهية.
جدول أعمال وإعلام يوم ويومين للشرعية يحيلك على كائنات عدمت الحياة أو الحياء وباسم اليمن وشعبه ودولته يتبادلون برقيات التهاني ولم يكلف أحدهم نفسه مخاطبة المنكوبين وتفقد أحوال الناس الذين يواجهون مصيرهم لوحدهم.