أمطار عدن تخلف خسائر.. الحكومة تطلب دعماً والإصلاحيون يسيسون والانتقالي حاضر بلا موارد
السياسية - Wednesday 22 April 2020 الساعة 11:54 am
شهدت مدينة عدن، الثلاثاء 21 أبريل، أمطاراً غزيرة، خلفت خسائر مادية علاوة على خسائر في الأرواح، إذ قالت شرطة المدينة في إحصائية بحجم الأضرار في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء، إن السيول والأمطار أدت لوفاة 8 أشخاص بينهم 5 أطفال فيما أصيب أربعة آخرون.
وبخصوص الأضرار في المنازل، قالت الشرطة، انها سجلت 66 منزلاً تضررت، ما بين انهيار كامل وجزئي.
وشوهد ارتفاع منسوب المياه، لا سيما في مدينة كريتر، أكثر المناطق تضرراً، وهو ما أدى إلى إغراق الشوارع، وجرف مركبات، ودخوله إلى المنازل.
الكهرباء تخرج عن الخدمة
وأخرجت الأمطار منظومة الكهرباء عن الخدمة منذُ صباح الثلاثاء، وعزا مسؤولون في المؤسسة العامة للكهرباء في عدن الانطفاء نتاج غمر المياه لمحطات التوليد، فيما لم تعد الخدمة حتى صباح الأربعاء.
غياب مسؤولي المحافظة
وغاب محافظ عدن، أحمد سالمين، عن الواجهة كعادته، حيث لا يقوم الرجل بأي مهام، كما غاب مديرو عموم المديريات، عدا مدير عام المعلا، في حين كانت المياه تغمر الشوارع، وسط انتقادات لحكومة الرئيس عبدربه منصور هادي.
وقال مدير عام المعلا فهد المشبق، الذي ظهر وحيداً دون غيره من مديري العموم في المديريات، إنه يعمل دون موازنة، متهماً قيادة محافظة عدن بالمماطلة في صرفها.
الانتقالي حاضر رغم غياب الموارد
وعلى الرغم من أن الانتقالي الجنوبي، لا يملك موارد تمكنه من خدمة المواطنين في عدن، وفقًا لما يتحدث به قياديوه، إلا أنه عمل عصر ومساء الثلاثاء، على رفع مخلفات الأمطار من الشوارع الرئيسية والفرعية بمديريتي التواهي وصيرة.
ووجه عبدالناصر الوالي عضو هيئة رئاسة الانتقالي، في اجتماع له، بمشاركة رؤساء اللجان الإغاثية بالمجلس، بسرعة اتخاذ ما يلزم لمعالجة آثار الأمطار وبصورة عاجلة ورفع التقارير والإحصائيات الدقيقة عن ما خلفته من أضرار.
تسييس للكارثة
وسرعان ما سيس نشطاء وقياديون في حزب الإصلاح الإخواني والمدعوم من قطر، وموالون لحكومة الشرعية، واقعة الأمطار والسيول في مدينة عدن، موجهين الاتهامات للمجلس الانتقالي الجنوبي، بالتخاذل عن أداء مهامه تجاه المواطنين، على الرغم من أن الانتقالي لا يسيطر على القطاع الايرادي في محافظة عدن أو غيرها.
ومنذُ سيطرة المجلس الانتقالي عسكرياً على مدينة عدن في أغسطس من العام الماضي، بات الموالون لقطر في جماعة إخوان اليمن وحكومة الشرعية، يروجون لسيطرة المجلس على القطاع الإيرادي لإيهام الرأي العام بذلك، وبهدف القول إنه أخفق في تقديم الخدمات والمساعدة للمواطنين، على الرغم من أن الشرعية أخفقت في قطاع الخدمات وتحسين البنية التحتية على مدى أكثر من أربع سنوات، وقبيل حتى طردها من المدينة.
العولقي: الشرعية تنهب الموارد
وقال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي، سالم ثابت العولقي، إن ما وصفها شرعية الإخوان تعرقل اتفاق الرياض، وتنهب موارد عدن وشبوة وحضرموت وتحشد بها مليشياتها في شقرة وعندما يتعلق الأمر بالخدمات تحمل المسؤولية المجلس الانتقالي.
وأشار العولقي، إلى أن الشرعية استلمت بعد معارك أغسطس من العام الماضي، مصافي وميناء عدن، بالإضافة إلى البنك المركزي، من الانتقالي عبر التحالف، لافتا إلى أن الأخير مكنها من الموارد.
أغرب قرار تكريم للميسري
ولم يرق لوزير الداخلية في حكومة هادي أحمد الميسري، أن تمر كارثة أمطار وسيول عدن، بدون تسجيل حضور، إذ أصدر الرجل وفي أغرب تكريم من نوعه، قراراً يقضي بتجنيد ثلاثة شبان أنقذوا مسناً من الغرق في السيول، على الرغم من أن التجنيد يستطيع الوصول إليه كل الشبان.
والميسري، واحد من أبرز المسؤولين الحكوميين الذين يعشقون الظهور وتسجيل حضور على المشهد.
الحكومة عاجزة عن شفط مياه الأمطار
وعجزت حكومة معين عبدالملك، عن شفط مياه الأمطار وتعويض المتضررين بمدينة عدن، وفقاً لتصريحات أطلقها معين عبدالملك.
ودعا عبدالملك، الدول الشقيقة والصديقة ومنظمات الإغاثة إلى مد يد العون ومساعدة حكومته في مواجهة كارثة الأمطار والسيول، على الرغم من كون الأضرار ليست بحجم تسونامي إندونيسيا، الذي يحتاج إلى دعم خارجي.
هادي يوجه.. والقرارات لا تنفذ
بموازاة ذلك، وجه الرئيس هادي، نائب رئيس مجلس الوزراء سالم الخنبشي، باتخاذ المعالجات والتدابير اللازمة لإغاثة أبناء وساكني عدن لتجاوز تبعات وآثار الأمطار والسيول.
وشدد هادي على ضرورة تفعيل عمل اللجان الميدانية المعنية بالإغاثة والإنقاذ والإسعاف والايواء والحصر والمواساة لكل الضحايا والأضرار المترتبة على ذلك وعمل رؤية استراتيجية تتضمن معالجات لتفادي أضرار السيول والكوارث.
وتتكرر التوجيهات والقرارات الحكومية مع كل كارثة، غير أنها لا تنفذ على أرض الواقع.
وكان رئيس الحكومة وجه في مارس من الشهر الماضي، بتخصيص مليار ريال كموازنة طارئة لأضرار السيول في عدن والمحافظات التي تأثرت بمنخفض جوي، لكن الأموال هذه لم تعرف وجهتها، ولم يلمس الواقع منها شيئاً.