سيول صنعاء.. تجار البسطات في شميلة أبرز المتضررين

السياسية - Monday 20 April 2020 الساعة 10:51 am
صنعاء، نيوزيمن، جلال محمد:

لم تنته معاناة اليمنيين بالحرب ومآلاتها وما أفرزته من نتائج أثرت على المواطن في كل مناحي الحياة، حتى جاءت الكوارث الطبيعية وجائحة كورونا التي أرعبت العالم لتضيف معاناة جديدة في ظل وضع اقتصادي مترد جراء نهب رواتب الموظفين بحجة نقل البنك المركزي اليمني من صنعاء إلى عدن في أواخر العام 2016، الأمر الذي أثر بشكل واضح على القدرة الشرائية للمواطنين وهوى بغالبية اليمنيين إلى تحت خط الفقر.

ومع بدء فصل الصيف في اليمن داهمت أمطار غزيرة العاصمة صنعاء متسببة في سيول جارفة أدت إلى انهيار بعض المنازل في أحياء جنوب العاصمة "الحثيلي - الخفجي- الجرداء" وجرف مئات البسطات التجارية لبائعي الخضروات والمواد المنزلية، وأغرقت عدداً من محلات المفروشات خصوصاً في حي شميلة الذي نال التجار فيه الضرر الأكبر.

محمد الوصابي "صاحب بسطة أحذية" في سوق شميلة، أكد لنيوزيمن أن السيول ما كان لها أن تحدث هذا الضرر لولا الإهمال المتعمد من أمانة العاصمة وعدم قيامها بتنظيف مجاري السيول وإزالة المخلفات الترابية التي سدت مجاري السيول، مما تسبب في كارثة فظيعة.

وأضاف: عندي بسطة منذ 2015 في سوق شميلة لبيع الأحذية، هي مصدر دخلي الوحيد ومنها أصرف على أسرتي، ونعيش "مستورين" بالصبر رغم قلة البيع والشراء بسبب ارتفاع الأسعار نتيجة لارتفاع صرف الدولار، وعدم قدرة الناس على الشراء أيضاً بسبب عدم صرف المرتبات، ولكن كنت أكافح حتى "اعيش أنا وأولادي"، جاءت السيول وجرفت البسطة ولم يتبق لي شيء.

وختم كلامه بالدعاء على من تسببوا في ضياع مصدر رزقه قائلاً "الله ينتقم من المسؤولين عن العاصمة الذين أهملوا كل شيء، وما نجحوا إلا في جمع المجهود والتبرعات".

أما صدام العمراني، تاجر مفروشات، فقال: جاءت السيول ودخلت للمحلات، جرفت البطانيات والفُرش، يعني بالمفتوح الذي ما "بزاه الحوثي بحجة فرش ودفى للمقاتلين" جاء له السيل.. الحمد لله لا اعتراض على قدر الله، خسائر التجار والله بالملايين والخبرة ما يهمهم إلا المجهود وحق إبن طه"، وعادهم بيجمعوا "زلط" من المنظمات الدولية بحجة كارثة السيول أنت اسمع بس، والأيام بيننا.

من جانبه أفاد حسين العوامي بائع مواد غذائية، بأنه تعرض لخسارة كبيرة جراء جرف السيل للبسطة التي كان يملكها في سوق شميلة، قائلاً: أنا موظف حكومي وبسبب انقطاع الرواتب اضطررت لعمل بسطة لبيع المواد الغذائية "المقربة" -أي قريبة من تاريخ الانتهاء- كما اضطررت لإخراج ولدي من المدرسة لمساعدتي فيها، حتى أتمكن من توفير متطلبات الحياة الضرورية لأسرتي وسداد الإيجار وشراء علاج والدتي المسنة التي تعاني من مرض "الروماتيزم الحاد"، وبرغم الكد والعناء وجشع التجار الذين نصرف لهم بضائعهم إلا أن المعاناة لم تنته عند هذا الحد، حتى جاءت الأمطار والسيول وأخذت "الجمل بما حمل"، ولله الحمد على قدر الله، ولكن "صدقني يا أخي إنني الآن كما يقولون (ربي كما خلقتني).

وأضاف، ذنبنا في رقبة القائمين على الأمر، فالبناء العشوائي، وإهمال صيانة مجاري السيول، حول شميلة إلى بحيرة،(والضرر هو بس علينا المساكين الكادحين، أما المسؤولين الذين سرقوا رواتبنا وبنوا لهم عمائر وطيرمانات، فما هم ضاربين لنا كرت، قد بيقتلك لو قلت هات حقي.. كيف عاد لو قلت له عوضني؟!)..