مرة أخرى مركزي المخا.. سوق معطلة و إهمال مَشِيد!
المخا تهامة - Thursday 16 April 2020 الساعة 03:10 pmعند باحة السوق المركزي، بدت بقايا محلات مدمرة، تناثرت على جوانبها أكوام القمامة وبقايا العلب المعدنية والبلاستيكية، فيما تترك الخطوات المارة فوق حطام باب زجاجي لأحد المحال صوت خشخة في ذلك الفناء الذي كان قبل سنوات أهم أسواق المخا.
الغرف المهجورة التي كانت في السابق محلات تجارية، اتخذتها عائلات من أصول إفريقية كمساكن مؤقتة، ودفع انعدام دورات للمياه، أولئك السكان لقضاء حاجتهم في محلات مجاورة أخرى.
أما خارج تلك المباني فتصطف مجموعة من المحلات ضمن واجهة بناية قديمة تساقطت من سطحها بعض كتل الأسمنت وبدت جوانبها مغبرة لم تطل بالأصباغ منذ فترة وقد خصصت لبيع الأسماك.
عند الوصول إلى مدخل السوق، تستقبل الزائر روائح كريهة ناتجة عن بقايا الأجزاء غير المهمة من الأسماك والتي يتم إلقاؤها في أماكن قريبة من محلات البيع، حيث تنتشر زعانف ورؤس، فيما يغطي الذباب المكان بكثرة.
المربعات الخشبية التي يقطع عليها بائعو الأسماك، تبدو كما لو أنها لم تنظف منذ زمن بعيد، والبقايا المتيبسة التي تحيط جوانبها، تدل على أنها عالقة منذ فترة طويلة.
روائح المياه التي تشكلت من بقايا الثلج الذي كان يستخدم لحفظ الأسماك، وألقيت في الأرض المتربة لباحة السوق، تطلق روائح شبيهة بالروائح المنبعثة من جثث الحيوانات النافقة.
لم يسبق لي أن رأيت مكانا قذرا شبيها به في أي مكان آخر في المخا، كما هو أيضا في مدن أخرى، لا يجدر بمكان لبيع الأسماك ان يكون مثل ما هو عليه الآن، هذا أمر غير ممكن على الإطلاق، إذ تشدد الرقابة على النظافة في أسواق أخرى لبيع السمك، حتى لا تكون مصدرا للأوبئة وانتقال عدوى الأمراض.
قد تكون الإيجارات الرخيصة بتلك البناية المتهالكة، هي من وفرت للبعض فرصة عمل يعتاشون منها في بيع الأسماك، فيما اتخذ آخرون من المساحة الأمامية المتربة للسوق مكانا للبيع على مناضد بلاستيكية.
لكن السوق المركزي بالمخا غاب عنه كل شيء، إلا الزبائن الذين اعتادوا على شراء احتياجاتهم من الأسماك، غير مبالين بقذارة أقدم أسواق المخا، فلا صحة البيئة، ولا مكتب النظافة ولا جهة تلزم البائعين باتخاذ أقصى درجات النظافة، كون ذلك متعلقاً بصحة الإنسان وحياته.
كان ينبغي للبائعين أن يكونوا أكثر حرصا على نظافة المكان الذي يبيعون فيه، لكن ذلك لم يحصل، إذ تغطي القمامة المكان وكأنه لا أحد مهتم بها، حتى البائعين الذين يفترض أن يقدموا ما يجذب الزبائن فإن القمامة هي آخر الأشياء التي يفكرون بها.
بدون المشاركة المجتمعية وإلزام الناس بالحفاظ على النظافة العامة، فإن الجهود التي يقوم بها عمال النظافة لن تكون لها معنى، إذ يصعب عليهم رفع كافة مخلفات المدينة في الوقت الذي يستمر الناس فيه بالقاء كل شيء في شوارعها، وداخل حاراتها وكأنهم غير مهتمين بأن تكون مدينتهم نظيفة.