باحث يمني: إهمال الخدمات الصحية الأساسية أكثر كارثية من فيروس كورونا
السياسية - Wednesday 15 April 2020 الساعة 11:52 am
قال سامح العولقي، أخصائي الصحة العامة والباحث في النظم الصحية، إن الاستفادة من تجارب البلدان المتضررة من وباء فيروس كورونا، covid-19، والتعلم منها سيقلل بشكل كبير من تأثير الوباء في اليمن.
وللتأهب والاستجابة لمعالجة COVID-19، شدّد العولقي على أهمية الحفاظ على التدخلات الجارية لتعزيز النظام الصحي في اليمن، معبراً عن مخاوفه من أن هذه التدخلات قد تتلقى تمويلًا أقل لأن فيروس COVID-19 يلوح في الأفق.
وحث العولقى -وهو حاليًا باحث مقيم في النظم الصحية واستجابة COVID-19 في معهد الطب الاستوائي في أنتويرب، بلجيكا- الدول المانحة ومنظمات العون بالاستمرار في الاستثمار في هذه الأنواع من التدخلات.
وقال: إذا تحول التمويل نحو "الأمن الصحي" في هذه اللحظة -كما هو متوقع- دون الحفاظ على الخدمات الصحية الأساسية، فقد نشهد بعد ذلك انهيارًا تامًا للنظام الصحي في اليمن.
وحذّر الطبيب سامح العولقى من أن تأثير إهمال الخدمات الصحية الأساسية يمكن أن يكون له تأثير كارثي أكثر من فيروس COVID-19 نفسه.
وشدّد على وجوب تحديث بروتوكولات الوقاية والسيطرة على العدوى والعلاج على الصعيد الوطني في ضوء COVID-19 ومتابعتها بدقة على جميع مستويات الخدمات الصحية، مع التركيز على أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية.
وقال: "يجب على وزارة الصحة ضمان توفير ما يكفي من معدات الحماية الشخصية"، مشيرا إلى أن ذلك أمر بالغ الأهمية في مكافحة COVID-19، وهو تحد حتى في البلدان المتقدمة.
معالجة الصحة النفسية
وفي ورقة له نشرها مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، لفت أخصائي الصحة العامة، سامح العولقي، إلى أهمية إتباع نهج جديد للتعامل مع سوء التغذية، بهدف الحد من زيارات الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية للعيادات، مشددا كذلك على أهمية معالجة الصحة النفسية كجزء من استجابة الكتلة الصحية متوقعاً أن "يكون لإجراءات الإغلاق والعزل والتشتيت الاجتماعي تأثير كبير على الصحة النفسية اليمنية"، ولذلك يشدد على وجوب معالجة الصحة النفسية في استجابة مجموعة الصحة، جنبًا إلى جنب مع حزمة الخدمات الصحية الدنيا الحالية، وخطة الوقاية والاستجابة COVID-19.".
امتثال المجتمع للتدابير الوقائية
وإضافة إلى توفير التمويل الكافي للمياه والصرف الصحي والنظافة، وتقييد السفر الدولي غير الضروري، يرى الباحث سامح العولقى، أن ضمان امتثال المجتمع لأي تدابير وقائية أو احتواء مقترحة، يمثل التحدي الرئيسي، وقال: "يجب صياغة الرسائل لتثقيف الناس حول طبيعة المرض ونظافة اليدين وآداب الجهاز التنفسي".
وأضاف: "تجنب التجمعات الجماعية، مثل (تجمعات القات) والأسواق المكتظة وحفلات الزفاف؛ ومن بين الأمثلة الأخرى تعليق الصلاة العامة".
ويرى أنه "ينبغي على الحكومة اليمنية ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للخطر في سياق COVID-19."، مشيرا إلى أن تحديد وقياس وتحديد مواقع COVID-19 عالية المخاطر هي الخطوة الأولى لضمان الحماية الكافية حيثما ينطبق ذلك.
ودعا العولقى الجميع لتحمل مسئولية إيقاف انتقال الفيروس ومنع انتشاره، "يجب أن يقود نظام الرعاية الصحية اليمني، الذي تمثله وزارة الصحة بغض النظر عن السلطة التي تعمل مكاتبها بموجبها، الاستجابة بتنسيق وثيق مع جميع القطاعات الأخرى، ووكالات الأمم المتحدة، والجهات المانحة الدولية، والجهات الفاعلة في المجتمع المدني والمجتمعات".
وأضاف: "من المهم تحديد أولويات التدخلات لحماية العاملين الصحيين، وكبار السن، والأسر الفقيرة، والأطفال والأمهات الذين يعانون من سوء التغذية، والمعوقين".