ضحايا الطب في اليمن بين الإهمال والفشل (2_1)

تقارير - Monday 13 April 2020 الساعة 02:30 pm
عدن،نيوزيمن، زيدان سعيد:

بين الفشل والإهمال فراغ بطول سرير، ومسافة تكفي لبناء مستشفى؛ أهم ما فيه صندوق دفع الرسوم، وكادر طبي يعمل ليل نهار على رصد التكاليف أولا بأول.

من هذا الباب يطل الضحية بعاهة مستديمة، أو روح فارقت الحياة، ليجد نفسه أمام مستقبل مثقل بالأعباء، وأهل لا حول لهم ولا قوة.

في اليمن تتضاعف الأخطاء الطبية عاماً بعد آخر، ما يعني أن المنظومة الصحية تسير إلى الخلف، وليس لها أي مستقبل في ظل استمرار الصراع.

البعض يعزو ذلك إلى إرث صحي ضعيف، أنهكته الفوضى مؤخرًا بعد سيطرة مليشيا الحوثي على معظم المحافظات الشمالية، وإدارتها لمفاصل الدولة والمؤسسات بصورة عشوائية.

ناهيك عن أن وزير الصحة المعين في حكومة المليشيا كان خطيب جامع، وليس له أي علاقة بالطب وأهله.

تشخيص خاطئ

تظل لفترة طويلة تخضع لعلاج على أنك مصاب بوباء "الكوليرا"، ثم تكتشف أن الأمر غير ذلك؛ وأنك كنت مصابا ب"البلهارسيا". يقول محمد قايد هذا ما حدث لوالدي في محافظة إب.

يضيف، وبعد أن خسرنا أكثر من مليون ريال، قمنا بزيارة طبيب في تعز ليؤكد لنا أنه لا توجد كوليرا أصلا، وأن الوالد مصاب ب"بلهارسيا"، وقد تم صرف دواء مناسب له، والآن الحمد لله يتمتع بصحة جيدة.

استمرار الاقتتال والحصار في تعز والضالع والحديدة، أدى إلى نزوح آلاف المواطنين صوب محافظة إب، ما شكل ضغطا كبيرا على الجانب الصحي، كشف القدرات الضعيفة وسوء الإدارة.

الإهمال كارثة المستشفيات

ضحية أخرى من داخل مستشفى الثورة العام في إب، وقعت الطفلة "ملاك" عامٌ ونصف العام، ضحية للإهمال وهو أبشع من الخطأ.

فبعد أن نامت الفراشة (الكنيولا) على قدمها ل23 يومًا، تعرضت لعدوى بكتيريا، تفاقم الحال حتى تم بتر قدمها قبل أن تأكل الغرغرينة بقية ساقها.

والسؤال البديهي هنا، من يتحمل المسؤولية، وأين تكمن المشكلة، ولماذا يحدث هذا الإهمال أصلًا وتغيب الرقابة؟

مختبرات ضعيفة

قبل أيام قليلة ومن مدينة إب، تداول ناشطون قصة الفتاة التي أظهرت التحاليل الطبية أنها حامل، وكادت تلقى حتفها على يد أبيها وأخواتها، قبل أن يكتشف الأمر ويتضح أن هناك خطأ ما.

غياب اللجان الرقابية

طبيب منير الشكري أخصائي "أشعة تشخيصية" يقول، بالنسبة للأخطاء الطبية قد تحدث في أي دولة في العالم، لكن هناك لجان طبية تُقيِّم وتراقب مثل هذه القضايا.

يضيف، تكمن المشكلة أساسًا في عدم التزام الكادر بتخصصه، قد تجد ممرضا يتحول فجأة إلى جراح، وهناك من يزاول الطب بلا مهنة.

ما يخص بعض حالات الفشل والإهمال يوضح منير، أن هذا ملف شائك وواسع وله مبرراته، أحيانا يتردد الطبيب في اتخاذ قرار ما، مما يؤدي إلى تفاقم المشكلة.

أما في حال تأخر المريض وأتى إلى الطبيب بعد أن مر على أطباء شعبيين وغيرهم، فهذا وضعه مختلف.

بلقيس.. ضحية طبيب التخدير

أطباء التخدير مثلهم مثل الجراحين قد يقعون في الخطأ. قبل 3 أعوام توفيت بلقيس العولقي نتيجة زيادة في جرعة التخدير.

يذكر أبوها أنه تم اسعافها إلى أحد مستوصفات مدينة دمت في الضالع، وبعد أن قرروا لها ولادة قيصرية وزاد التخدير، تركها الطبيبان وهربا خوفا من المساءلة.

يختم، لقد استسلمت لأحزاني في الغربة، وتم دفن بلقيس مع القضية دون أي حساب أو عقاب من أي جهة، واعتُبر الأمر قضاء وقدرا.

يتبع....