الإصلاح يستذكر تاريخ رئيسه باختطافات تطال الناصريين بتعز
السياسية - Thursday 19 March 2020 الساعة 10:10 pm
بعد استمرار عمليات الاختطاف الممنهج الذي يتعرض له أعضاؤه وناشطوه، حذّر التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بتعز سلطة الأمر المتمثلة بحزب الإصلاح من التمادي باستهداف أعضائه، مؤكداً أنه بصدد اتخاذ موقفه بوضوح ودون مواربة في حال لم يتخذ التحالف الوطني للأحزاب موقفاً من هذه الأعمال.
ناصري تعز أشار إلى أنه يتعرض لحملات اعتقالات واختطافات خارجة عن القانون من قبل سلطات الأمن التابعة لسلطات الأمر الواقع، مشيرا إلى حادثة اختطاف القياديين جميل الصامت وجميل الشجاع، قبل ما يقارب الأسبوعين، وكذا عملية الاختطاف التي طالت الناشط عبدالله محمد علي فرحان، كما تحدث التنظيم الناصري عن عمليات مشابهة يُعد لها لاختطاف آخرين بعيدا عن سلطة القانون ومؤسسات الدولة وعلى رأسها سلطة القضاء، وفقاً لما ذكره بيان رسمي صادر عن ناصري تعز.
وحذر الناصري أيضا من تكريس سلطات القمع والاستبداد والشمولية وعودة الدولة البوليسية، مؤكدا أنه رفض ويرفض هذا التوجه وثار عليه ولن يسمح به وسيناهضه بقوة وبكل الوسائل المتاحة قانوناً، بمعية كل القوى الوطنية المؤمنة بخيارات الدولة والقانون.
ناصري تعز أكد أنه أمام سلطات أمر واقع تنصب نفسها بديلا عن كل مؤسسات الدولة وعلى رأسها القضاء في محاولة منها لإرهاب مخالفيها في الرأي، وتكميم أفواههم في توجه مخيف لقمع المخالفين ضيقا بالرأي الآخر وبهامش الحريات التي ناضل وكافح شعبنا لترسيخه، وهي توجهات ممنهجة توحي بإعادة إنتاج سلطة القمع البوليسية والشمولية وهو ما أكده الناطق الرسمي لمحور تعز في تصريحاته الأخيرة قبل أيام قليلة عن الأحزاب السياسية، متناسيا دوره وطبيعة عمله كفرد وكمؤسسة، وتحوله إلى عصا غليظة بيد طرف متحكم لإرهاب معارضيه، في إشارة منه لحزب الإصلاح.
وحذر من أن الاعتقالات التى تتبعها سلطة الأمر الواقع بالمحافظة قد تتحول إلى تصفيات جسدية لمن تعتبرهم خصوما سياسيين، بعد حملات الاعتقالات والاعتداءات على الاعلاميين والناشطين ومداهمة منازلهم من قبل وحدات في الجيش ومسلحين يرتدون الأقنعة بدون مسوغات قانونية.
موقف الناصري جاء بعد إقدام مسلحين تابعين لسلطة الأمر الواقع بتعز نهار الثلاثاء 17 مارس على اختطاف الناشط عبدالله فرحان من منطقة الحصب وسط المدينة واقتياده إلى جهة مجهولة، ليكون فرحان ثالث ناشط ناصري يتم اختطافه خلال أسبوعين.
وكان المسلحون الموالون لحزب الإصلاح قاموا قبل أسبوعين باقتحام قرية قراضة بصبر الموادم ليلا وأطلقوا النار بكثافة ما تسبب بحالة من الهلع لدى المدنيين خلال عملية اختطاف الناشط والصحفي جميل الشجاع بأوامر مباشرة من قائد محور تعز اللواء خالد فاضل، كما تم اختطاف الناشط والصحفي جميل الصامت، وبحسب المصادر فقد تم إيداع الشجاع سجن الشرطة العسكرية بينما تم إيداع الصامت سجن الأمن السياسي.
عمليات ملاحقة واختطاف ميليشيا حزب الإصلاح لنشطاء الناصري في تعز بدأت بعد ساعات فقط من المؤتمر الصحفي الذي عقده أمين عام التنظيم الناصري عبدالله نعمان في فندق تاج شمسان بتعز في الخامس من الشهر الجاري والذي هاجم فيه كلاً من نائب رئيس الجمهورية علي محسن الأحمر ورئيس التجمع اليمني للإصلاح محمد اليدومي.
وكان نعمان قد دعا لإقالة علي محسن الأحمر من منصبه، واصفاً إياه بأنه تاجر حروب، وقائد للجماعات الإرهابية، وتاريخه مليء بالهزائم والفشل، ولا يزال حتى هذه اللحظة عنوانا للفشل والإخفاق في اليمن، كما أكد نعمان أن شعبنا يتذكر اعترافات الإرهابيين في جيش عدن أبين والذين أكدوا أن علي محسن الأحمر هو مرشدهم.
نعمان ذكَّر أيضا أعضاء حزب الإصلاح بتاريخ قياداتهم، حيث أكد أن ذاكرة الشعب اليمني ما زالت تفهم من هم قيادات الأجهزة الحزبية الذين تاريخهم الأمني واضح ومعروف، واحتلوا في فترات ما مواقع هامة في قيادة هذه الأجهزة الاستخباراتية والأمنية، وما زال المعاقون والمشوهون ومن فقد عقله، من جراء التعذيب والممارسات اللا إنسانية التي كانوا يمارسونها مع المعتقلين اليساريين والقومين ما زالت هذه الأحداث شاهدة على تاريخهم.
انطلاق حملة الاختطافات التي تقوم بها ميليشيا الإصلاح ضد الناصريين بتعز بعد ساعات من المؤتمر الصحفي لنعمان تشير إلى تورط الأحمر واليدومي في هذه الاختطافات، وهو ما ألمح إليه أمين سر ناصري تعز عادل العقيبي والذي غرد في صفحته بالفيس بوك تعليقا على اختطاف الناشط فرحان بالقول، إن الإخوان يثأرون لجنرالهم العجوز باختطاف الناشطين في تعز، وإن جنون البقر يجتاح تعز.
ويرى مراقبون أن اليدومي يريد تكرار جرائم التعذيب التي مارسها بحق الناصريين في سجون الأمن الوطني حين كان شريكا لمحمد خميس ومدير مكتبه صالح سميع في ارتكاب جرائم لا يزال أثرها إلى اليوم، حيث إن اليدومي متورط شخصيا بتعذيب عدد من القيادات الناصرية.
حالة الاستهداف الممنهج التي تمارسها ميليشيا الإصلاح ضد الناصريين بتعز من شأنها أيضا تكريس حالة الخصومة بين الحزبين، حيث تشير جميع المؤشرات إلى فض التحالف الوطني للأحزاب السياسية بسبب ممارسات الإصلاح غير المسؤولة والخارجة عن القانون التي وصفها الناصري بأنها تحاول تلغيم الشارع، وتسميم الأجواء، وتعطيل الفعل السياسي، ووأد الهامش المتاح للحريات.
ويستغل حزب الإصلاح سيطرته على جميع مؤسسات الدولة في تعز ويستخدمها لخدمة أجندته الخاصة وفي مقدمتها المؤسسة العسكرية، حيث إن قائد المحور اللواء خالد فاضل هو أبرز المتورطين بعمليات الاختطافات ضد النشطاء الناصريين من خلال إصداره للأوامر بتنفيذها.
تورط المحور في عملية الاختطافات تؤكده تصريحات ناطقه الرسمي العقيد عبدالباسط البحر الذي حرض ضد الأحزاب السياسية عقب المؤتمر الصحفي لنعمان، حيث قال البحر إن أداء بعض الأحزاب أصبح يتخادم مع الانقلابيين في الشمال والجنوب، داعيا إلى إعادة تقييم مواقف الأحزاب السياسية وإنهاء الازدواجية في التعامل مع القضايا العامة والمصيرية، على حد قوله.
البحر توعَّد الأحزاب أيضا بما أسماها ”جردة حساب” مطالبا بتقييم عمل الأحزاب الداعمة للشرعية ماذا قدم كل حزب لمعركة تعز؛ إعلاميًا وسياسيًا وماديًا ولوجستيًا، كما دعا إلى ضرورة عزل من وصفها بـ"القيادات الخائنة"، مؤكدا أنه لا بد من "تحييد المشكوك فيهم حاليا على الأقل ورفض من يفرض منها وكل الإملاءات بشأنها سواءً من الأشقاء أو من مراكز نفوذ".
ناطق المحور تبنى الاختطافات بحق الناشطين من خلال حديثه عن وجود ترتيبات عسكرية وخيارات واسعة ومفتوحة أمام الجيش لمواجهة كل المؤامرات على البلد.
إلى ذلك تحدث عدد من المصادر عن وجود قائمة من الناشطين الذين سيتم استهدافهم في تعز بينهم صحفيون وقيادات حزبية في التنظيم الناصري، حيث تلزم قيادات حزب الإصلاح الصمت بعدما أوكلت المهمة لقيادات الحزب المتواجدة في الجيش، حيث إن هذه الاختطافات تأتي تحت مبرر القبض على الخلايا النائمة التي تهاجم الجيش الوطني.