أمين عام الناصري: إيران لن تسمح بنجاح أي تسوية سياسية في اليمن

السياسية - Thursday 05 March 2020 الساعة 08:42 pm
تعز، نيوزيمن، خاص:

أكد أمين عام التنظيم الوحدوى الشعبي الناصري عبد الله نعمان القدسي، أن مليشيات الحوثي لا يمكن أن تقبل بتسوية سياسية وفقا للظروف والمعطيات الحالية.

وقال نعمان، أولاً الحوثيون بطبيعة حالهم، وبطبيعة منهجهم الفكري لا يريدون الوصول إلى تسوية سياسية، التسوية التي تشارك فيها كل المكونات السياسية ستجعل من الحوثيين طرفا من أطراف العملية السياسية، وستحافظ على التعددية والديمقراطية.

وأضاف، من منكم يتصور أن عبد الملك الحوثي سيقبل أن ينافس في الانتخابات أي مواطن أو رعوي آخر في اليمن.

وأوضح نعمان أن الناس وفق الوثيقة الفكرية لمن يسمون أنفسهم أنصار الله، يدعون بأن لهم حقاً إلهياً في حكم اليمن، وأن الآخرين مجرد عبيد مسخرين فقط لسلطتهم.

وذكر أن عبد الملك الحوثي، بالنسبة لهم، هو علم الهدى، علم الهدى لا يقبل المنافسة مع الآخرين،وهو فوق المرجعية حتى في إيران، في إيران هناك شكل معين لانتخاب المرشد الأعلى ويمكن يعزله، أما علم الهدى فليس مسؤولاً إلا أمام خالقه، هو الذي أعطاه السلطة وهو الذي منحه الحق وما على الآخرين إلا الخضوع.

وقال، تيار بهذا المفهوم وبهذا الفكر وبهذا الاعتقاد، لا يمكن أن يقبل التسوية إلا في إحدى حالتين، إما أن يحصل فعل عسكري يؤدي إلى تعديل في موازين القوى لصالح الشرعية، أو إقامة نموذج جاذب يفرض سيطرة الدولة في المناطق التي تسيطر عليها الشرعية، ويلحق بهم هزيمة سياسية، وبالتالي في هذه الحالة يمكن أن يخضعوا ويقبلوا الحوار.

وأشار إلى أنهم في هذه اللحظات يشعرون بغرور القوة، ولن يذهبوا إلى مشاورات والشرعية تنشأ لديها مخاوف وبالتالي الظروف لن تسمح للشرعية بالذهاب إلى مفاوضات ممكن أن توفر لها وضعاً تفاوضياً أفضل.

وأكد نعمان أنه لا يوجد في الأفق الآن ما يشير إلى أن هناك مشاورات قادمة قريبة يمكن أن يُكتب لها النجاح.

وفيما يخص المشاورات الأخيرة التي جمعت القوى السياسية مع المبعوث الأممي في عمَّان، أكد نعمان أن لقاء عمَّان لم يكن لقاء مشاورات، بل لقاءً تشاوريا للتحضير لمشاورات.

وقال، ذهبنا بناءً على دعوة من المبعوث الأممي، وكان يفترض أن يحضر ممثلون عن مليشيات الحوثي وعن المجلس الانتقالي، مع الأسف الشديد لم يحضر ممثلون عن المجلس الانتقالي، والحوثيون اعتذروا في اللحظات الأخيرة، وحضر فقط سيف الوشلي من ألمانيا، وكان موضوع الحديث هو هل توجد إمكانية للذهاب نحو جولة جديدة من المشاورات، ما هي أبرز التحديات التي يمكن أن تعيق استئناف العملية السياسية، عن إجراءات بناء الثقة التي يمكن أن تدفع للحوار.

وأوضح أنه كان لقاءً أوليا تشاوريا وليس مشاورات، كان لقاء عمان في غياب الحوثيين تحديداً عبارة عن حوار يجري بين طرف واحد.

وتحدث نعمان عن معوقات تتعلق بالإقليم. وقال، هناك لاعبون إقليميون زاد نفوذهم في المشهد اليمني، إيران وتركيا، وهناك تباين في الرؤى بين الإمارات والمملكة العربية السعودية، وإن كان هذا التباين لم يظهر إلى السطح، هذه أيضاً من ضمن المعوقات التي تقف أمام الذهاب إلى مشاورات.

وتابع نعمان، إضافة إلى التصعيد الأميركي الإيراني، الآن إيران لن تسمح للحوثيين بالذهاب إلى مفاوضات ما لم تمل ما تريد وتخرج بمفاوضات تحقق لها ما تريد، هي لا يمكن أن تستغني عن أدواتها ليس في اليمن فحسب وإنما في المنطقة بشكل عام، وبالتالي لا أرى أملاً للذهاب إلى مفاوضات في وقت قريب.