دور حركة القوميين العرب في ثورتي سبتمبر وأكتوبر 59 -67م للباحث قحطان

السياسية - Sunday 23 February 2020 الساعة 02:47 pm
القاهرة، نيوزيمن، خاص:

يعتبر إسماعيل قحطان من أهم الباحثين الذين واصلوا قراءة التاريخ اليمني، وبعض من منعطفاته بصورة أكاديمية خلال الفترة الماضية، رغم أحداثها المتسارعة، تاركين أثرًا في هذا المجال، وبصمة تستحق التوقف عندها.

وكأنه أراد عمل إسقاطات غير مباشرة أمام القارئ وأمام الباحثين أيضا، لربط ما دار في تلك الحقبة وعلاقته بما يدور اليوم، وكما يقال التاريخ يعيد نفسه.

لذا ستبدو الصراعات متشابهة جدا أو مكررة، سواء كانت الداخلية الداخلية أو المرتبطة ارتباطا وثيقًا بالخارج والجيران والاشقاء العرب، وكأنها مجرد أدوار يلعبها في كل فترة طرف ما.

من أخطر المراحل داخل اليمن

ما سيأتي مجرد تقرير عن الكتاب "حركة القوميين العرب ودورها في ثورتي سبتمبر وأكتوبر في اليمن 1959-1969م" الصادر عن دار "يسطرون للنشر" القاهرة.

بداية يعتقد الباحث أنه وجد فرصة للبحث في هذه الفكرة من بعد 2011م، نظرًا لاتساع الأفق والتحرر من الخوف الذي كان يحيط بالباحثين إبان النظام السابق، خاصة فيما يتعلق بدراسة هذه المرحلة التي عدها الكاتب أنها كانت من المحرمات بحيث يصعب التطرق إليها.

وبحسب الباحث فإن اختياره لهذه الفترة بالتحديد. أولا: لأنها من أخطر المراحل التي مرت بها اليمن واصعبها، كما أنها مرحلة لم تأخذ حقها من البحث والدراسة والإشباع.

أضف إلى ذلك ارتباطها بدحر الإمامة في الشمال، معتبرا أن ثور 26 سبتمبر لم يكن حدثًا عاديا، وطرد المستعمر البريطاني في الجنوب وبقية دول الخليج العربي. وبروز الحركة الوطنية والتنظيمات السياسية المتعددة.

عوائق واجهت الثورتين

تطرق الباحث إلى أهم العوائق التي واجهت الثورتين تحت غطاء جمهوري، تمثل في "مؤتمر عمران" و"مؤتمر خمر"، وما قاما به هذان الفريقان من دور في اتفاقية (الطائف 65م) لإقامة الدولة الإسلامية اليمانية، بديلًا عن الجمهورية في الشمال.

ويضيف إلى هذه النقطة وقوع عبد الفتاح إسماعيل في نفس الفخ، حين وقع اتفاقية (الإسكندرية 66م)، بقبوله عملية الدمج مع جبهة التحرير التي تحتوي عناصر مؤيدة للسعودية.

الوضع الاقتصادي كمدخل

الباحث انطلق في قراءته لهذه المرحلة من جوانب ذات أهمية، فكانت الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية في شطري اليمن خلال هذه المرحلة، مدخلا هاما للوصول إلى النتائج والعوامل التي أسهمت في بروز الأفكار السياسية الحديثة، والتي كان وراءها مؤثرات داخلية، وأخرى خارجية؛ تمثلت في "القضية الفلسطينية"، و"ثورة 52م"، ووحدة "مصر وسوريا".

الانقلاب والتأسيس

كما تناول انقلاب 1948م و1955م وفشلهما، معرجًا على نشوء حركة القوميين العرب وارتباطها بالسياسة "الناصرية"، حتى الانقسام بعد نكسة 1967م.

تناوله تأسيس فرع حركة القوميين في اليمن منذ 1959م، والأفكار السياسية التي عبرت عنها أدبيات التنظيم اليمني، ووثائقه حول التحرر والوحدة والاشتراكية.

الباحث تناول حركة "الجبهة القومية" بوصفها تنظيمًا وقف ضد الاستعمار البريطاني في الجنوب، وقيام مؤتمرها الأول 65م ومؤتمرها الثاني والثالث عام 66م.

مناهج الباحث

تنوعت التحليلات في هذا البحث، والحديث عن أهمية دور فرع الحركة في قيام ثورة 26 سبتمبر.

اتكأ الباحث على أكثر من منهج، أهمها "المنهج التحليلي" لمواجهة بعض المغالطات والأكاذيب حسب قوله، والبطولات التي نسبها إليهم كتاب السير الذاتية، والمعاصرون للأحداث، وإلغاء حق الآخر.

يعتبر الكتاب امتدادا لبحث مستمر في حركة التاريخ داخل اليمن، وهو رسالة متعلقة بنيل شهادة الدكتوراه من "جامعة عين شمس" بالقاهرة.

وقد سبق وأن تطرق الكاتب إسماعيل قحطان إلى "تطور الفكر السياسي في اليمن 1930 إلى 1962م، نال به رسالة الماجستير.

خاتمة..

الكتاب يسهم كثيرًا في فهم هذه المرحلة التاريخية، وعلاقتها بحركة القوميين العرب واليمنيين، والوضع السياسي والاجتماعي البائس وخاصة في شمال اليمن.

كما يقدم صورة مكثفة للصراعات التي دارت في الشطرين، والانتكاسات التي مني بها الثوار قبل أن يشكلوا إنجازاً يستحق الإشادة.