تقرير: "الحوثيون والإخوان".. هل تفضح أبين التنسيق "الإيراني القطري"؟
السياسية - Wednesday 04 December 2019 الساعة 10:13 am
وصف خبراء ومحللون سياسيون الهجمات الحوثية والتحشيد الإخواني في أبين، بأنه يظهر حجم التنسيق القطري الإيراني في محافظة أبين، وذلك بعد أن شن الحوثيون قصفاً عنيفاً على سكان بلدة الحضن غربي لودر، الأمر الذي يؤكد على أن مشروع الإخوان المدعوم إقليمياً من قطر للسيطرة على الممرّات الدولية، يحظى بدعم إيران التي وجهت حلفاءها بشن هجمات على لودر، بالإضافة إلى سلسلة الهجمات التي شُنت على مواقع القوات الجنوبية في بلدة الفاخر شمال الضالع، لكن التحركات المتزامنة في أبين، يقول الصحافي والمحلل السياسي الجنوبي صالح أبوعوذل، إنها فضحت التنسيق القطري الإيراني في اليمن.
وأوضح أبوعوذل لـ(نيوزيمن)، "أن الهجمات الحوثية والتحشيد الإخواني يؤكدان على حجم التنسيق بين حلفاء الدوحة وحلفاء طهران، والذين باتوا يترجمون التحالف، الذي لم يعد خفياً أو سرياً، إلى اتفاقات باتت مفضوحة في أبين التي سبق لها ورفضت الإرهاب الإخواني في العام 2012م".
وقال: "هذا التنسيق الإخواني الحوثي الذي يعكس الاهتمام القطري بالحوثيين، حلفاء ايران، يؤكد أن قطر ذاهبة بعيداً عن جيرانها، وتمويل جماعات العنف في المنطقة"، مستدلاً بالتحشيد والتحريض الإخواني على الجنوب والسعي لاحتلاله، في حين أن الحوثيين على بُعد امتار لم يتحرك الإخوان لمواجهتهم.
ودفعت مليشيات الإخوان، وتحت مسمى جيش الشرعية، بتعزيزات عسكرية وقبلية إلى محافظة أبين، الأسبوع الماضي.
ووصل إلى مدينة شقرة الساحلية في محافظة أبين عدد من الأطقم عليها مسلحون بالزي المدني يتبعون شيخاً قبلياً موالياً لحزب الإصلاح، في تحدٍ واضح وصريح للجهود السعودية، ومحاولة لإفشال اتفاق الرياض الذي نصّ على عودة قوات الإخوان إلى معسكراتها في محافظة مأرب.
وبحسب مصادر ميدانية، فقد وصلت قوة تابعة للشيخ القبلي والمسئول المالي لجبهة شقرة "سعيد بن معيلي" إلى المدينة، فيما لا تزال المليشيات الإخوانية تحشد قواتها في محافظتي مأرب وشبوة للتوجّه نحو أبين ودعم قواتها في المحافظة.
وتزامن الحشد الإخواني إلى محافظة أبين مع تصعيد حوثي غير مسبوق نحو مديرية لودر بمحافظة أبين.
وصعَّدت الجماعة الموالية لطهران من هجماتها على رجال المقاومة الجنوبية في جبهة ثرة في الأيام الماضية، كما دفعت بتعزيزات كبيرة جاءت من مديرية مكيراس بمحافظة البيضاء.
وقصفت المليشيات الحوثية مواقع المقاومة، وحاولت التقدم باتجاه مدينة لودر، إلا أن المقاومة في "ثرة" تصدت للهجمات، ولاحقاً قامت المليشيات بقصف عشوائي استهدف منازل المواطنين في القرى غرب مدينة لودر.
تعزيز حوثي ورفض إخواني لتعزيز الجبهة
التعزيزات الحوثية المتواصلة لجبهة ثرة، والتي نقلها المركز الإعلامي لجبهة ثرة، الثلاثاء الماضي، جعلت المقاومة الجنوبية في الجبهة ترفع حالة الاستعداد والتأهب، إلا أن الجبهة تحتاج إلى تعزيزها بقوات إضافية عقب التعزيز الحوثي الذي ينذر باحتمال شن الجماعة الحوثية هجوماً ضد المقاومين في الجبهة المنسيّة التي تناسها الجميع منذ دخول قوات الإخوان إلى المنطقة وانسحاب قوات الحزام الأمني التي كانت الداعم الأكبر للجبهة.
وأبدى مواطنون في المنطقة الوسطى بأبين تعجبهم من صمت القوات الإخوانية وعدم تحريكها لوقف التقدم الحوثي نحو مدينة لودر.
وتبعد جبهة ثرة عن معسكرات وقوات الإخوان مسافة 20 كم، وعدم دفعها بقوة إلى الجبهة يضع أكثر من علامة استفهام حول مهامها في المنطقة.
وتقع معسكرات الإخوان بالقرب من جبهة ثرة، إلا أنها لا تمدها بالمقاتلين والعتاد، وتعتمد الجبهة على مقاتلين سلفيين وموالين للمجلس الانتقالي.
قائد جبهة ثرة: الحوثيون عزّزوا قواتهم بأسلحة ثقيلة
وفي تصريح خاص لـ(نيوزيمن)، أكد قائد جبهة ثرة طه حسين أبوبكر، رصد تعزيزات لمليشيات الحوثي إلى الجبهة.
وقال أبو بكر، إنه وبحسب المعلومات الواردة فإن العدو عزز قواته بعربات قتالية ثقيلة، من بينها: دبابات وراجمات صواريخ وعربات نقل أفراد، وصلت إلى مكيراس قبل أيام واستقرت في مكيراس، ومن ثم تحركت إلى الجبهة وتحديداً في مناطق بركان المُطلة على مديرية لودر في أعلى عقبة ثرة.
وأشار قائد جبهة ثرة، أن المليشيات استحدثت مواقع جديدة على ميمنة الجبهة، وهو موقع يتواجد فيه سلاح ثقيل كاتيوشا، وقد قامت بقصف مواقع المقاومة في الجبهة، كما استهدف القصف مساكن مواطنين وتحديداً قرية عرفان.
وبيّن أبو بكر في تصريحه، أن القصف أسفر عن حدوث خسائر في ممتلكات المواطنين في تلك القرية كما لا تزال المليشيات مستمرة في إرسال طائرات مسيرة، وذلك لمحاولة تصوير مواقع المقاومة، ولكن كل مرّة يتم التعامل معها بسلاح الجو التابع للمقاومة، وسرعان ما تعاود الرجوع إلى مكان انطلاقها.
وقال إن تحركات العدو مستمرة في مديرية مكيراس، وما زال يعزز قواته من محافظة البيضاء لغرض استحداث مواقع جديدة في الجبهة.
واختتم قائد جبهة "ثرة" تصريحه لـ"نيوزيمن"، بالقول: معنويات الأبطال صلبة، وعزائمهم قوية، وهممهم عالية.. وسوف يتم إفشال كل مخططات العدو ونهايتهم قريبة، بإذن الله.
حزام أبين: تنسيق حوثي إخواني لإفشال اتفاق الرياض
وأكدت مصادر محلية دفع مليشيات الإخوان لقوات إضافية باتجاه محافظة أبين في اليومين الماضيين.
التعزيزات الإخوانية المتواصلة إلى جبهة مدينة شقرة قابلها رفع الاستعداد القتالي لقوات الحزام الأمني شرق مدينة زنجبار الواقعة تحت سيطرة القوات الجنوبية.
ودفعت القوات الجنوبية بقوة كبيرة، مطلع الأسبوع الماضي، كان على رأسها قائد اللواء الثالث دعم وإسناد العميد نبيل المشوشي.
وحول التعزيزات إلى أبين، قال نائب مدير التوجيه المعنوي لقوات الحزام الأمني في محافظة أبين صلاح اليوسفي لنيوزيمن، إن التعزيزات الإخوانية الحوثية إلى أبين تأتي لإفشال اتفاق الرياض.
وأضاف اليوسفي: تزامناً مع تعزيزات حزب الإصلاح لمليشياته في شقرة وعتق، الحوثي يعزز مليشياته في جبهة ثرة التي استمرت في ركودها لفترة طويلة.. في ظل ترويج مطابخ حزب الإصلاح عن فشل اتفاق الرياض، الذي يكمن بنهاية ولاية الأحمرين بأخذ آبار النفط من أيديهما، في محاولة من حزب الإصلاح لإرباك الوضع وإعادة الآبار لأيديهم.
وأكد نائب مدير التوجيه المعنوي لحزام أبين، أن علاقة حزب الإصلاح ببقاء الوحدة اليمنية هي لمصالحهم المرتكزة في الجنوب، والتي تتعلق بآبار النفط في شبوة وحضرموت التي يسيطر عليها آل الأحمر ومؤسسو حزب الإصلاح وممولوه، فاتفاق جدة جاء ببنود تسلب هذه الآبار من أيديهم وتعزز اقتصاد الدولة بها.
واختتم اليوسفي بأن أسرة آل الأحمر تنظر إلى النفط الجنوبي بأنه مصدر تموينها، وهو الذي ناضلت الأسرة للدفاع عليه وبقائه تحت تحكمها، فضياعه منها يعني قطع الوريد الذي يربطهم باليمن ووحدته، وهذا الذي سيدعو حزب الإصلاح للتمرد على دول التحالف واتفاق جدة.
وترى مصادر سياسية أن اتفاق الرياض الذي نص على توحيد الجهود نحو قتال جماعة الحوثي جعل الإخوان يرمون بكل ثقلهم بالتنسيق مع المليشيات الحوثية لإرباك المشهد وإفشال تنفيذ الاتفاق.
ومنذ سنوات يرفض الإخوان توحيد الصفوف نحو قتال الحوثي، وجمدوا جبهاتهم التي يسيطرون عليها في تعز ومأرب، وظلت جبهاتهم لسنوات مع الجماعة الانقلابية دون أي معارك تذكر.
وبدأ التقارب الحوثي الإخواني على الأرض يتضح يوماً بعد آخر للمتابع خاصة بعد التطورات الأخيرة وتوقيع اتفاق الرياض، الذي لا تزال وسائل إعلام الإخوان تشن هجماتها الشعواء عليه، وتحاول بكل الطرق إفشاله.