هكذا انهار المجتمع الجنوبي بعد 94: من التعليم خيارنا إلى الموت أسمى أمانينا

السياسية - Sunday 10 November 2019 الساعة 10:40 am
نيوزيمن، محمد يحيى اليونسي:

في أحيان كثيرة التغيير قد يكون كارثة...

مثلاً، في يافع كانت توجد مدرسة من أعرق وأقدم المدارس في الجنوب، مدرسة لا تشبه مدارس اليوم ولا حتى 1%..
مدرسة تُقدس التعليم الحقيقي، تُخرج الأطباء والمهندسين والطيارين والأدباء.. مدرسة كان يوجد فيها مجلس الآباء يجتمع بشكل شهري لتقييم المرحلة التعليمية واتخاذ ما يناسب هذه المرحلة..

مدرسة يوجد فيها مختبر علمي متكامل. يجرب ويشرح فيه المعلم فروض العلم للطلاب، وفيه تجرى كثير من العروض العملية والتجارب التطبيقية المباشرة.

في هذا المختبر كان يوجد أكثر من ثلاثمائة جهاز وأداة علمية وعملية من أدوات الهندسة البسيطة، مروراً بالمجسمات البشرية الكاملة وصولاً إلى أجهزة شرح التفاعلات الكيميائية...

مناضل كبير من أبناء المنطقة كان هو أول من أسس ووضع اللبنات الأولى لهذا الصرح التعليمي.
وفيما بعد تم إطلاق اسم هذا المناضل الراحل على هذه المدرسة النموذجية

لكن -وآه من لكن- بعد حرب 94 مباشرة تم إحراق ونهب هذا المختبر الشيطاني والذي يحوي مجسمات عااارية وأجهزة محرمة شرعاً.. "بمساعدة أبناء المنطقة نفسها للأسف"!

وتم تغيير اسم هذه المدرسة من مدرسة المناضل........... إلى مدرسة "حاطب بن أبي بلتعه"!

والمؤلم أيضاً. أن أكثر من تحمس لهذا التغيير هم إخوان وأحفاد هذه المناضل.!!!

وأيضاً تم استبدال شعار المدرسة (من أجل تعليم يواكب تطلعات المستقبل.. التعليم هو الأساس) إلى إلى (القدس يا شباب......القدس تناديكم) و(الجهاد سبيلنا والموت أسمى أمانينا..)!!

ومن يومها وأبناء هذه المنطقة مجرد عمال في "محلات الإطارات" داخل الدول المجاورة.!!