الحوثي ينهب اليمنيين باسم "المولد".. ضحية يرد: النبي لا يريد احتفالك.. يريد أن تكف أذاك عن الناس
متفرقات - Wednesday 06 November 2019 الساعة 09:17 am
حولت ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية في اليمن، المولد النبوي، إلى موسم سنوي لنهب أموال المواطنين والتجار وكافة مؤسسات القطاع الخاص، في مناطق سيطرتها، تحت ذريعة دعم "احتفالية المولد".
في المقابل، تعمد الميليشيا الحوثية إلى استغلال المناسبات الدينية للتجييش الطائفي، والتعبئة المذهبية القائمة على تصوراتها الفكرية المنحرفة، بطريقة فجة لم يعهدها اليمنيون.
وعقدت قيادات المليشيا، التي تسيطر على كافة مؤسسات الدولة، الأمنية والعسكرية والمدنية، خلال الأيام الماضية لقاءات موسعة، استعداداً لهذه المناسبة التي حولتها من مناسبة دينية إلى مناسبة سياسية، يتم خلالها العمل على فرض طقوس دينية "طائفية"، فضلا عن استغلالها لإجبار التجار والمواطنين على دفع أموال دعماً لهذه المناسبة.
وشنت الميليشيا الحوثية الإرهابية، عبر مشرفيها في أحياء صنعاء، حملة واسعة ضد أصحاب المحلات التجارية والصيدليات والمشافي وأجبرتهم على دفع مبالغ مالية تحت مسمى "مساهمة طوعية" في الاحتفال بالمولد النبوي.
اللون الأخضر إجباري
أجبرت ميليشيا الحوثي أصحاب المحلات والمراكز التجارية الصغيرة منها والكبيرة والمطاعم على طلاء واجهات محلاتهم باللون الأخضر وتعليق قصاصات قماشية.
وقال تجار ومستثمرون لـ"نيوزيمن"، إن مليشيا الحوثي تمارس عملية إجبار لمالكي المحال والمراكز التجارية والمطاعم لطلاء واجهتها باللون الأخضر قبل أيام من ذكرى الفعالية وعلى وجه السرعة، متوعدة من يخالف ذلك بغرامة مالية باهظة واتخاذ إجراءات عقابية بحق مالكيها.
وقال أحد التجار، إنهم فعلوا ذلك مجبرين تحت ضغط التهديدات الحوثية، مضيفا: "قد يخطفون ولدك أو قريبك ويساومونك على دفع فدية باهظة، أو تلفيق تهمة الداعشية لك لقتلك ونهب ما تملكه، وهذا ما يقوله لنا بعض المشرفين: (علق الزينة وادفع قبل ما تندم)".
في حين قال صاحب صالون حلاقة في صنعاء لـ"نيوزيمن"، متهكما وساخرا من ممارسات الحوثيين: "أنا واثق تماماً أن النبي محمد لا يريد أن يحتفلوا به وبمولده (أي الحوثيين) يريد فقط أن يسلموا الناس أذاهم". وأضاف: أنا عندي محل الحلاقة هذا ألزموني بتغيير لمبات "خضراء" لأنني في شارع خلفي وإلا بيلزموني أعلق زينة قماشية.
أبو الكرار المجهول الذي يجبي الإتاوات
واطلع "نيوزيمن"، على "سندات قبض" المبالغ التي يدفعها التجار وأصحاب المحلات للحوثيين تحت مسمى المساهمة الطوعية للاحتفال بالمولد النبوي، حيث إن كل تلك الوصولات يقوم بالتوقيع عليها مشرف الجماعة المدعو "أبو الكرار" وهذا أمر متكرر لدى تجار شارع هايل والزبيري ومكتبات الدايري وكذلك شارع جمال والتحرير بصنعاء.
ويلحظ أن السمة الأبرز لهذه المناسبة الدينية هو تحويلها من جانب الحوثيين إلى موسم لنهب التجار والمواطنين، تحت شعار دعم المجهود الحربي، والاحتفال بالمولد، وغيرها من الشعارات التي يجبرون بها الناس والتجار تحديدا للتبرع.
50 ألف ريال تكاليف "حفل منزلي" بالمولد
مصادر خاصة أفادت "نيوزيمن" بقيام مشرفي الحوثي في بعض الأحياء بإرسال بعض النساء المنتميات للجماعة للبحث عن أسر تكون مستعدة لإقامة "مولد" في منزلها بمناسبة المولد النبوي، ودعوة النساء إليه بعدد "6 منازل في كل حي" مقابل أن تتكفل الجماعة بالتكاليف والتي حددتها بمبلغ خمسين ألف ريال.
وتقوم النساء الحوثيات بحملة استنفار بين وقت وآخر، للبحث عن تبرعات من النساء سواء كانت عينية أم نقدية، حيت تستغل النساء الحوثيات المناسبات الاجتماعية كالأعراس وتجمعات العزاء للتذكير بضرورة الإنفاق، ما قد يدفع النساء المغرر بهن إلى التبرع بحليّهن، من الذهب والمجوهرات.
وتسعى مليشيا الحوثي من وراء إحياء المناسبات الدينية لتحقيق عدة أهداف؛ فمن جهة تعمل على تكريس مشروعها الطائفي من خلال هذه المناسبات، وادعاء حقها الحصري في احتكار فهم الإسلام على أساس مزاعم صلتها بالرسول الكريم، وبناءً عليه فإن لها الحق الحصري في حكم الشعب والتسلط على رقاب الناس، ومن جهة ثانية، تسعى المليشيا لاستمرار حشد طاقات أنصارها، مستغلة عوامل الحرب والجهل للإبقاء على المجتمع الواقع تحت سلطتها في حالة استنفار دائم لمساندة انقلابها وحروبها وجرائمها.
بالإضافة إلى ذلك فهي تعمل على فرض الإتاوات على الناس كجزء من سياسة الإفقار والتجويع وللاستفادة من هذه الإتاوات لتمويل حروبها المدمرة".